كما كان متوقعا انطلقت فعاليات  الملتقى الدولي للملحون في دورته الخامسة من تنظيم الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بحضور والي الجهة وعامل الإقليم وعدد من المرافقين وعشاق هذا الفن الذي تعتبر مدينة أزمور من  المدن التي احتضنته بعد انطلاقته الأولى من سجلماسة وتافيلالت ونموه في مراكش وفاس ومكناس وسلا.

استمتع الحاضرون  بقصائد وأشعار في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلمفي منصة أزمور بمشاركة الفرقة الموسيقية الأمريكية من ولاية فيرجينيا، "وليام أند ميري للموسيقى الشرق أوسطية" برئاسة رئيسة شعبة الموسيقى بجامعة وليام أند ميري (ثاني أقدم جامعة أمريكية) عازفة القانون آن راسموسن تحت إشراف الفنان المغربي نصر الله شعبانبالإضافة الى  جوق الطرب الأندلسي "عبد الكريم الرايس برئاسة الفنان محمد ابريول الذي اتحف الجمهور بمقطوعات غنائية نالت اعجاب الحاضرين و السهرة كانت من تقديم الفنانة ماجدة اليحياوي

لكن ظهر جليا للمتتبعين أن هذه الدورة عرفت تراجعا تنظيميا  خصوصا على مستوى منصة الجديدة التي لم تكن في مستوى تطلعات الحاضرين مما جعل الوفد الرسمي لا يمكث فيها إلا دقائق لينتقل إلى أزمور وهنا نفتح قوسين لنتساءل عن المغزى والهدف الحقيقي  من هذا المهرجان إن لم يكن الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والرقي به وتوسيع قاعدته الشعبية لتشمل جميع المناطق لان الملحون الذي صمد أكثر من ستة قرون، لا يمكن إلا أن يواصل صموده قرونا أخرى لأنه جزء من الذاكرة المغربية والذاكرة بطبيعتها متواصلة.

ومن الأسباب التي جعلت من منصة الجديد ة أن لا ترقى إلى  مستوى تطلعات الحاضرين رداءة  الصوت وعشوائية المنصة التي لا تمت بأي صلة للمنصة التي أقيمت بمدينة أزمور و هذا ما يعكس ترسيخ سياسة الاحتقار للمدينة والاحتكار والكيل بمكيالين الذي يتبناها بعض جنود الخفاء  .

لان بقاء فن الملحون والرقي به رهين بالرفع من مستوى تنظيم مهرجاناته وملتقياته وتنوعها  واختيار أماكنها وتقريبها من الجماهير وخاصة في الاماكن التي لايجد فيها فن الملحون صدى  

وستتواصل فعاليات الدورة الخامسة على إيقاع نغمات الجوق الوطني لفن الملحون مع عبد العالي الطالبي ومحمد عبدلاوي وعبد المجيد الرحيمي في منصة الجديدة وفرقة الزاوية الحراقية من تطوان والفرقة العيساوية من فاس بالنسبة لمنصة أزمور

الصور بعدسة احمد تميم