بعد التعثر الذي عرفته السهرة الأولى للملتقى الدولي للملحونيات والتي تعرضت الى انتقادات لاذعة حتى من طرف بعض المنظمين تداركت الشركة المخول لها التنظيم هذا العطب خصوصا في منصة الجديد وبذلك كانت الليلة الثانية من الملحونيات في فضاء الجديدة ليلة من المع ليالي الملحونيات التي تعرفها مناطق عديدة من المملكة .
لقد كانت الليلة الثانية من الملحونيات بالجديدة ليلة ملحونية بامتياز حيت شارك فيه المع نجوم هذا الصنف الغنائي أمثال عبد العالي الطالبي من فاس ومحمد عبدلاوي من مكناس وعبد المجيد الرحيمي من أزمور هذا ما جعل العزوف الجماهيري الذي عرفته الليلة الأولى يندثر ليمتلئ الفضاء عن أخره .
وشهدت الليلة الختامية إقبالا مكثفا من قبل الجمهور المحلي وزوار المدينتين، حيث استمتعوا بعروض متميزة في فن الملحون بكل تجلياته وتعبيراته الصوتية، والموسيقى والإنشاد الروحي والفن الشعبي الجزائري وبذالك استحقت هذه الليلة لقب أحسن ليلة ملحونية على مدى الدورات السابقة حيث اتيحت لهم فرصة اكتشاف نجمتين بارعتين تالقا في سماء الغناء الملحوني ويتعلق الامر بالطفلة شيماء الرداف التي حصلت على الجائزة الاولى في الراشيدية في فن الملحون والطفلة نهيلة من فاس التي حصلت بدورها على عدة جوائز تقديرية وهو ما جعل السيد نبيل الجاي يقول في حقهن ان هذه الليلة تعتبر لشيماء ارداف ونهيلة هي المحطة الاولى او الانطلاقة الحقيقية والفعلية الى سماء الشهرة والاحتراف. كما جدد الازموريون لقائهم بالفنانة سناء مراحتي التي شقت طريقها الى النجومية وتخطى صوتها حدود المغرب الى الدول الاروبية .
وعرفت هذه الليلة كذلك مشاركة دولة الجزائر الشقيقة في شخص الفنان إبراهيم الحاج الذي ابرز المقارنة بين الملحون الجزائري والملحون المغربي
تميزت كذلك هذه الليلة بتكريم عدة رواد للفن الملحون وعلى راسهم المرحوم الحاج بوزوبع الذي انهمر ابنه بالبكاء فوق الخشبة عندما ادى جميع الفنانين المشاركين بشكل جماعي القصيدة المشهورة لا الاه الا الله التي اشتهر بها المرحوم .
لكن التكريم الخاص والمتميز لهذه الليلة والذي جعلها تخرج عن المعهود عندما قرر عامل الاقليم تكريم التلميذة اناس المعتز الحاصلة على أعلى معدل وطني 19.46
وموازاة مع هذا الملتقى، الذي نظم بمبادرة من الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بعمالة الجديدة بتعاون مع عمالة الإقليم وبلديتي أزمور والجديدة، انعقدت ندوة علمية بفضاء دار السلاح بأزمور حول موضوع "فن الملحون واذكار الزوايا :مصدر الغنى والتعدد "، سلط خلالها المتدخلون الضوء على هذا التراث الفني والروحي وأهمية الحفاظ عليه. وتروم هذه التظاهرة، التي توزعت عروضها ما بين فن الملحون والموسيقى والإنشاد الروحي والفن الشعبي الجزائري والفتلة المولوية، تقريب فن الملحون من الناشئة وتحبيبها الإنشاد الديني والروحي، فضلا عن المساهمة في الحفاظ على هذا التراث الفني الأصيل وتكريم رواده.
عدسة احمد تميم
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة