سفينة القراءة التي ابتكرتها كل من المكتبة الوسائطية التاشفيني و جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني لتنشيط أول مكتبة شاطئية بالجديدة صيف السنة الماضية، لم يكتب لها أن ترسو هذه السنة على شاطئ الجديدة و ذلك لأسباب متعددة لعل أهمها هو تأخر دعم وزارة الثقافة، الشريك الرئيسي في نشاط المكتبة الشاطئية.
وكانت المكتبة حدثا فريدا رأى النور الصيف المنصرم في إطار البرنامج المخصص لدعم قطاع الكتاب و النشر الذي اطلقته وزارة الثقافة سنة 2014 في صيغة طلبات عروض مشاريع تتقدم بها الجمعيات الثقافية و مؤسسات نشر الكتاب و المجلات الثقافية...
و في سؤال وجهته "الجديدة 24 " إلى جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني، المنظم الرئيسي لذات النشاط، حول عدم البحث عن مصادر بديلة لتمويل النشاط، أفاد عضو من الهيئة المنظمة أنه لما علم مكتب الجمعية بحتمية تأخر وصول دعم الوزارة أواسط شهر يوليوز، و لإنقاذ الوضع، بادرت الجمعية إلى مراسلة السيد عامل الإقليم بتاريخ 20 يوليوز و التمست منه دعم هذه المبادرة الثقافية المتميز التي لقيت استحسان كل المتتبعين إن على الصعيد الوطني أو الدولي مقترحة عليه دراسة إمكانية إدراجها ضمن فعاليات مهرجان جوهرة الذي يتمتع بميزانية هامة... و قد ألحت الجمعية في طلبها مرة أخرى و ذلك بالتماسها لقاء المسؤول الأول على الإقليم عن طريق مراسلة ثانية بغية إطلاعه بتفاصيل الموضوع وإقناعه بجدوى إقامة المكتبة الشاطئية غير أنها لم تتوصل بأي رد.
أمام هذه الوضعية، قامت الجمعية بالإستجابة لطلب تنظيم مشترك لمكتبة شاطئية بمولاي بوسلهام كانت قد تقدمت به لجنة ثقافية تترأسها متطوعة بهيئة السلام الأمريكية بذات المدينة، هذه الأخيرة كانت قد أعجبت بفكرة المكتبة الشاطئية التي أقيمت بالجديدة خلال زيارتها لمدينتنا السنة الماضية و طلبت من جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني نقل هذه التجربة إلى مولاي بوسلهام. الشيء الذي تحقق بسبب، من جهة، لعدم توفر الجمعية على الموارد المادية الكافية لإقامة النشاط بالجديدة هذا الصيف و من جهة أخرى بفضل إلحاح هذه اللجنة المتحمسة و المكونة للإشارة من ثلاثة أساتذة مغاربة يُدرسون بالتعليم الإبتدائي و الإعدادي بمولاي بوسلهام و فتاة أمريكية ، تعمل كمتطوعة بهيئة السلام الأمريكيةبنفس المدينة. و قد لقيت مبادرة هذه اللجنة دعما قويا من طرف والية جهة الغرب الشراردة التي أعطت تعليماتها لتسهيل إقامة هذه المكتبة الشاطئية و هو ما تم بالفعل في ظروف جيدة بالشاطئ الثالث بمولاي بوسلهام من 27 يوليوز إلى 11 غشت الجاري بتعاون معمديرية الثقافة لنفس الجهة و بدعم منالجماعة الترابية لمولاي بوسلهام و جمعية الأمال لأرباب المقاهي و التُجار بنفس المدينة.
جدير بالذكر أن صيغة المكتبة الشاطئية التي أُطلقت من مدينة الجديدة تقوم على فكرة جميلة.فبهدفلفت انتباه المصطافين خاصة الأطفال و الشباب و استدراجهم إلى الكتاب و تشجيعم على القراءة، ابتكر المنظمون هيئة فريدة لهذه االمكتبة الشاطئية فجاءت علىشكل سفينة تضمها بجانبيها رفوفا بها كتب و تحيط بها شمسيات و كراسي . تقدم سفينة القراءة خدمات متنوعة لمرتاديها. فإضافة إلى إتاحة الكتب على الشاطئ لعموم المصطافين بالمجان، تعرف المكتبة الشاطئية تنظيم أنشطة موازية لفائدة جمهور واسع منها علىالخصوص لقاءات لتقديم و توقيع إصدارات كُتاب الإقليم بهدف التعريف بهم و بإبداعاتهم الأدبية و الفكرية إضافة إلى حصص للقراءة و أمسيات الحكي و جلسات شعرية.
و في سياق متصل علمت الجديدة24 أن جمعية أصدقاء مكتبة التاشفيني كانت لاتزال تعقد آمالها على وصول دعم وزارة الثقافة مطلع شهر غشت أو استجابة عمالة الجديدة و بالتالي إقامة المكتبة الشاطئية إما بالجديدة او على رمال شاطئ سيدي بوزيد خاصة وأن إدارة جماعة مولاي عبد الله، وفق ما أفاد به متحدث باسم الجمعية، أبدت - مشكورة - موافقتها على رُسو سفينة القراءة بشاطئ سيدي بوزيد و توفير اللوجسيتك الضروري بعد عودتها من مولاي بوسلهام و ذلك في الفترة الممتدة من 14إلى 30غشت الجاريغير أن عدم توصل الجمعية بالشطر الأول (70%) من دعم وزارة الثقافة لهذه السنة بل و حتى بالشطر الثاني (%30) من حصة الدعم المتبقية من دورة السنة الماضية بسبب بطء في مسطرة صرف هذا الدعم،جعل الجمعية تكتفي بما قامت به في مولاي بوسلهام.
و لتنوير الرأي العام المهتم بشأن المكتبة الشاطئية بالجديدة فإن حصة مساهمة وزارة الثقافة في مشروع المكتبة الشاطئية محددة في مبلغ 30 ألف درهم لكل دورة. و حسب بنود العقد الذي وقعته جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني مع وزارة الثقافة، من المفروض أن تمنح الوزارة 70% من المبلغ لفائدة الجمعية قبل إنجاز المشروع و 30 % عقب إنجازه.
و وفق آخر المعلومات التي حصلت عليها "الجديدة 24 " فإن سفينة القراءة حطت أثناء عودتها من مولاي بوسلهام يوم 12 غشت بمدينة تمارة في فضاء ثقافي تابع لأحد دور النشر الفرنسية المقيمة بالمغرب و التي كانت قد شاركت في الدورة الأخيرة لمعرض كتاب و صحافة الطفل بالجديدة و ذلك بغية استعمالها كمكتبة للقراءة ضمن أنشطة تربوية حول البحار و المحيطات تقيمها دار النشر هاتهلفائدة أطفال و فتيان مدينتي الرباط و الدار البيضاء و النواحي.
صورة للمكتبة الشاطئية العام الماضي بشاطئ الجديدة
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة