علمت "الجديدة24" من مصادرها الخاصة أن الفرقة الاقتصادية والمالية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، تباشر، في سباق محموم مع الوقت، الأبحاث والتحريات، علاقة بشكايات بالنصب والاحتيال، تقدم بها ضحايا من التجار في حق شخص يدعي أنه رجل أعمال يحمل جنسية خليجية.
وحسب وقائع النازلة، فإن نصابا زعم أنه يتحدر من إحدى بلدان الشرق الأوسط، كان يتنقل بمفرده، في الآونة الأخيرة، في عاصمة دكالة، على متن سيارة خفيفة من نوع "هيونداي إي 10". حيث تردد على محلات تجارية، بعضها معد لبيع العقاقير (دروكري). وبعد أن كان يقتني ما يحتاجه من سلع، كان يؤدي الثمن نقدا وبالعملة الصعبة، والتي لا يستبعد أن تكون مزيفة.
ومن ضمن ضحايا هذا النصاب، الذي قد يكون مغربيا، وينتحل الجنسية الخليجية، للإيقاع بطرائده من الباعة الساذجين، ثمة صاحب محل معد لبيع الخيم و"الباشات". حيث اقتنى من الأخير سلعة، أراد أن يؤدي ثمنها المحدد في حوالي 9000 درهم، بالعملة الصعبة، غير أن التاجر طلب من الزبون أن يؤدي الثمن بالدرهم المغربي. وقد كان له ذلك. ونظرا لعدم توفره على المبلغ المطلوب، طلب "الخليجي" من التاجر المغربي مرافقته إلى محل سكناه بمنتجع سيدي بوزيد، على متن سيارته الخفيفة، التي حملها بالسلعة التي اقتناها لتوه. انطلقت العربة إلى وجهتها المحددة، بعد أن طلب التاجر من شقيقه الذي يعمل إطارا لدى وحدة صناعية بالجرف الأصفر، السهر على المحل التجاري، إلى حين عودته.
وبمنتجع سيدي بوزيد، توقفت العربة التي تقل الزبون والتاجر، في الشارع. فطلب "الخليجي" من مرافقه الترجل وانتظاره بعض الوقت، ريثما يأتي له من منزله الكائن بالجوار، بالمبلغ المالي، ثمن السلعة التي اشتراها. وما أن فعل، حتى انطلقت السيارة بسرعة فائقة، مخلفة وراءها التاجر المغربي مصدوما، بعد أن فطن لتوه أنه كان ضحية عملية نصب واحتيال. والطامة أنه فقد هاتفه النقال بداخل عربة النصاب، التي تبخرت في الطبيعة.
هذا، وقد كونت الضابطة القضائية صورة تقريبية عن النصاب، الذي لا يستبعد أن يحمل الجنسية المغربية، وأن يتحدر من العاصمة الاقتصادية، وذلك استنادا إلى ملامحه وأوصافه التي أدلى بها الضحايا. وبالموازاة، فإن التحريات لدى مصلحة تسجيل السيارات، أبانت أن العربة الخفيفة من نوع "هيونداي إي 10"، تحمل ترقيما معدنيا مزورا، يخص عربة من نوع "بيكاب" مرقمة بالدارالبيضاء.
وعلمت "الجديدة24" من مصدر جيد الاطلاع، مباشرة بعد نشر وقائع النازلة، أن تقنيي المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بصدد تحليل تسجيل حي (فيديو)، يظهر وجه النصاب "الخليجي". حيث إن مقطع ال"فيديو" هذا، كانت التقطته عدسة كاميرة محل تجاري لبيع مستلزمات "الباربول" (اللاقط الهوائي)، بعد أن تعرض صاحبه بدوره لعملية النصب والاحتيال، بالطريقة ذاتها على غرار باقي الضحايا الكثر بعاصمة دكالة.
وتواصل بالمناسبة المصالح الشرطية بالجديدة البحث عن الداهية في النصب والاحتيال، والذي يكون غادر عاصمة دكالة إلى وجهة أخرى، بعد تعدد ضحاياه وافتضاح أمره.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة