مساء الثلاثاء الماضي ولجت قريبتي المصحة و هي تتلوى من شدة الألم فكشفت الفحوصات بأنها تعاني من "المرارة"، ما يلزمها إجراء عملية جراحية مستعجلة تفاديا لأية مضاعفات قد تنتج عن "فرقعتها" و التي يصل حد انعكاساتها السلبية و الحالة هاته إلى الهلاك-الموت لا قدر الله، الطبيب الجراح اقترح بأن تجرى لها العملية في الصباح الباكر من يوم الأربعاء الموالي، فتم إدخالها إلى غرفة العمليات حوالي الساعة 7 صباحا مع اتخاذ جميع الإجراءات الخاصة بالعملية، مرت عقارب الساعة متثاقلة على أفراد العائلة حتى بلغت الساعة 11 صباحا دون أن تجرى لها العملية المرتقبة لا لشيء سوى لغياب "البناج" و (هذا النوع من البشر لا يمكن أن نمنحه صفة طبيب لأنه خالف قسم أبو قراط الذي أداه أثناء تخرجه من الكلية إن كان قد مرّ منها)، ضغط نفسي رهيب خيم على كل أفراد العائلة فتوجه زوج قريبتي نحو مدير المصحة لرفع شكاية في الموضوع، ثار المدير في وجه بعض العاملين على سوء معاملتهم للمرضى، الأمر الذي لم يعجبهم أو بالتحديد يعجبهن، فلما حضر "البناج" اشتكين منه فاختلق الأعذار لعدم القيام بواجبه المهني، قال لا يمكن للمريضة أن تتحمل قوة التخدير "البنج" لأن نبضات قلبها ضعيفة فحضرت أخصائية أمراض القلب و الشرايين و فندت مزاعمه بعد إجراء عمليتي تخطيط متتاليتين على قلبها، فتذرع ثانية بمعاناتها من مرض فقر الدم، و هو ما كذّبته التحليلات الطبية إذ قالت له ذات الطبيبة بأن لديها نسبة دم عادية في جسمها، ليتذرع مرة أخرى بأن المريضة تعاني من داء الغدد، صحيح هي تعاني من هذا الداء "الكواتر" لكن باستشارة بعض زملائي الأطباء أكدوا لي بأن هذا الداء لا يمنع من أخذ جرعات التخدير لإجراء العمليات الجراحية، و قد انكشفت لعبة هذا "البناج" عندما طالب بتوقيع التزام لا يتحمل فيه مسؤولية وفاة قريبتي أثناء سير العملية، قبل أن يخرج من "روندته" و يدفعنا إلى نقلها صوب مصحة خاصة بالدار البيضاء.
ملحوظة: هذه الحالة لم أعتمد فيها على مصادر صحفية من داخل المصحة أو عائلات الضحايا بل عشتها عن قرب لأنها تخص إحدى قريباتي.
عبد الفتاح زغادي
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة