حبس منظر رهيب أنفاس العشرات من المواطنين ومستعملي الطريق، اصطفوا، مساء اليوم الأحد، على الشاطئ الصخري بمنتجع سيدي بوزيد، حيث كانت الأمواج الهائجة تتقاذف أجسام 4 غطاسين من الوقاية المدنية، كانوا يحاولون انتزاع غريق من مخالب موت محقق.
وحسب رواية تداولها مواطنون، فإن شابا خاض مع أصدقاء كان يجالسهم على الشاطئ الصخري بمنتجع سيدي بوزيد، غمار مغامرة غير محسوبة العواقب. حيث عمد، في حدود الساعة الثالثة والنصف من مساء اليوم الأحد، في تحد لمجالسيه، إلى السباحة في البحر، وسط الشاطئ الصخري، قبالة مقبرة سيدي بوزيد، غير مبال بسوء أحوال الطقس، الذي خيم عليه الغمام والرياح القوية، والأمواج الهائجة التي زاد ارتفاعها عن 4 أمتار. وفجأة تقاذفت الأمواج جسم الشاب، وجره التيار البحري إلى الداخل، وأصبح يطفو بين الفينة والأخرى، على سطح المحيط الأطلسي، بعد أن انهارت قواه.
ولحسن الحظ أن حارسا كان يتواجد على مقربة من حقل الرماية، قبالة حانة "بوسيجور" أبلغ دورية راكبة من مركز الفرقة الترابية بسيدي بوزيد، كانت تمر بالجوار، في إطار ممارسة مهامها وحملاتها الاعتيادية في القطاع. وعلى الفور، أشعر قائد الدورية ثكنة الوقاية المدنية بالجديدة. وهرعت للتو سيارتا إسعاف، بقيادة الكولونيل جمال الدين المكنوني.
ونظرا لسوء أحوال الطقس، فقد استعصى على 4 من خيرة غطاسي الوقاية المدنية، الاستعانة ب"جيت سكي"، كما أن الولوج إلى البقعة البحرية التي كان يغرق فيها الشاب، كان يصعب الولوج إليها عبر جرف صخري بارتفاع يزيد عن 15 مترا. ولم يجد المتدخلون من الضفادع البشرية، وعلى رأسهم أمين جابر وهشام بويزي، بدا من الإلقاء بأنفسهم في البحر، حيث ظلت الأمواج الهائجة تتقاذفهم، تحت أنظار العشرات من المواطنين ومستعملي الطريق، الذين اصطفوا بعرباتهم على الشريط الساحلي المؤدي إلى مركز مولاي عبد الله.
وكاد الغطاسون أن يلقوا حتفهم في هذا التدخل الخطير، والذي استغرق 60 دقيقة، وكأنها "ساعة في الجحيم". وقد استطاعوا أن يمسكوا بجسد الغريق، وإخراجه من ثمة، بعد جهد جهيد، إلى الشاطئ الصخري، حيث مددوه، وأفرغوا بطنه من مياه البحر، التي كانت تخرج من فمه ممزوجة برائحة "غير طبيعية".
هذا، فقد أقلت سيارة إسعاف الضحية إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. ولعل ما ساهم كذلك في بقائه على قيد الحياة، مدة أزيد من ساعة، وجعله يقاوم لخطر الموت، ناهيك عن بنيته الجسمانية، وريعان شبابه (30 سنة)، كون حرارة مياه البحر كانت معتدلة، وكذا، كون السائل الذي كان احتساه، قد رفع من درجة حرارة جسمه.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة