السـلــطـة الـرابـعــة تــسائــل عــامـل إقـلــيم الجــديـدة وتــضـعـه فـي قــفـص الاتـهـــام
السـلــطـة الـرابـعــة تــسائــل عــامـل إقـلــيم الجــديـدة وتــضـعـه فـي قــفـص الاتـهـــام

جرت العادة لدى السلطة الرابعة، وبالخصوص في الصحافة الحرة (المستقلة) أن تنتقد السياسات العمومية والوزراء والمسؤولين، بكل مناصبهم ودرجاتهم، وتتابع بعين بنّاءة مسؤولة ومهنية سياستهم وعملهم.. على هذا الأساس ينبني انتقاد الصحافي لعمل المسؤولين والمنتخبين.. وانتقاد الإعلامي أو الصحافي ليس انتقادا من أجل إبراز الذات أو صناعة اسم في المدينة، كما جرت العادة لدى البعض، من خلال تغليب كفة على أخرى للوصول إلى المبتغى والمراد.. إن مهمة الصحافي ليست هي محاكمة المسؤولين والأشخاص، فهو ليس قاضيا ولا يجوز له أن يلعب هذا الدور؛ وهو ليس دركيا ولا شرطيا ولا مسؤولا عن مجلس الحسابات (جطو).. ولا يمكن، بحال من الأحوال، أن ينتصر لجهة معينة على حساب جهة.. يكتفي الصحافي بزاويته الحرة والمستقلة عن جميع الشوائب، بعيدا عن الشبهات، متأبطا قلمه فقط، لتبيان وتوضيح وجهة نظره التحليلية في ملفات معينة وبسطها للرّأي العام.

يجب أن نعلم أنّ ممارسة الإعلام والصحافة ليست بالأمر الهين واليسير، كما يظن البعض. ليس كل من امتلك ورقة وقلما قادرًا على أن يكتب. لا، فالكتابة تنطلق من الذاتي إلى الموضوعي، والكتابة تنبني على مقومات ومؤهلات لا تكتمل بدونها الصفة الصحافية، من ذات متماسكة صلبُها احترام الآخر، ومكنوناتها التجرّد والعلم ووضع الأمور في نصابها والإلمام بجوانب وضوابط المهنة ومحدداتها.

وعليه فالأكيد أن الجديدة تتميز بمشهد إعلامي متعدد الأجناس، منها الورقي والإلكتروني والإذاعي.. لكل جنس رجالاته ونساؤه؛ كل يشتغل وفق تصوره ورؤيته.. هناك من يمتلك الجرأة على الخوض في ملفات وقضايا ساخنة وتحليلها ونقلها إلى الرّأي العام بكل شجاعة، وهنالك فئة أخرى تكتفي بتتبع آثار باقي المنابر ونسخ ما نشرتْ وعرضه في صفحاتها الكسولة، وْالله يْخلف عْلى "ثقافة" الكوبّي -كُـولي!..

استوقفتني جرأة وشجاعة جريدة "الرأي" الورقية، و جريدة "مرآة دكالة"، في عددي منبرَيْهما الجديدين الصادرين مع مطلع شهر فبراير وبعنوانين عريضَين:

-"عامل الإقليم يتطاول على اختصاصات المجلس الإقليمي"

-"تكريم يكرّس التضليل ويتستر على جرائم معاذ الجامعي في حق إقليم الجديدة التي تستحق المساءلة"..

كما شدني مقال آخر في جريدة رقمية "لسان الشعب"، معنون بـ"عامل إقليم الجديدة خائن لثقة الملك برعايته للفساد بدكالة".. عناوين أجمع محرروها على ضرورة محاسبة معاذ الجامعي ووضعه في قفص الاتهام ومساءلته صراحةً وعلانية عن عدد من القضايا والملفات.. متهمين إياه بـ"التواطؤ مع وجوه الفساد، بل ورعايتها والاستفادة منها وإفادتها".. مطالبين وزير الداخلية (حصاد) بالتدخل للوقوف على "حجم التجاوزات"، حسب تعبيرهم، التي سُجّلت في ولاية معاذ الجامعي  مُوجّهَين بذلك سهام النقد اليه، بلغة قوية اللهجة لكنْ في حدود اللياقة، مُساءلين المسؤول الأول عن إقليم الجديدة عن العديد من القضايا والملفات...

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة