شهدت قاعة المركب الثقافي عبد الله العروي بمدينة آزمور، يوم الاحد الماضي،
انعقاد المجلس الإقليمي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بإقليم الجديدة، الذي ترأس أشغاله
الأمين العام للحزب عبد السلام العزيز .
في البداية وبطلب من الكاتب الإقليمي للحزب
محمد عقروش تمت قراءة الفاتحة على روح المرحوم نور الدين اشبيكي الكاتب الجهوي للحزب
والذي حملت دورة المجلس الإقليمي اسمه وصورته المثبتة على واجهة اللافتات الخاصة بهذه
الدورة، بعد ذلك عاد الكاتب الإقليمي ليذكر الحضور بالسياق العام الذي ينعقد فيه المجلس
الإقليمي، والذي تميز على الخصوص بالتطورات الكبيرة التي عرفها الحزب على صعيد الإقليم،
سواء على مستوى التوسع التنظيمي ونوعية المنخرطين الجدد وكذا على مستوى النتائج الإيجابية
التي حققتها فيدرالية اليسار بالإقليم خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، وذلك بالرغم
من "تواطؤ السلطة ولوبيات الإفساد الانتخابي"، حسب تعبيره، معلنا بالمناسبة
عن تنظيم فيدرالية اليسار الديمقراطي للقاء جماهيري يوم السبت 26 مارس بمدينة آزمور،وذلك
بحضور الأمناء الثلاثة لأحزاب الفيدرالية وهم عبد الرحمان بنعمر ونبيلة منيب وعبد السلام
العزيز.
بعد كلمة الكاتب الإقليمي تم تقديم تقرير مفصل من طرف عضو الكتابة الإقليمية
عماد شملال حول أنشطة الكتابة الٌإقليمية ومبادراتها التنظيمية خلال المرحلة الأخيرة،
مشيرا في نفس الوقت إلى الصعوبات التي واجهت مناضلي الحزب أثناء الانتخابات المهنية
الجماعية الأخيرة، متوقفا عند أداء مناضلي الحزب في مختلف الواجهات النضالية الأخري،سواء
تعلق الأمر بالعمل النقابي و الجمعوي أو على مستوى التواجد والاشتغال في مختلف الحركات
الاحتجاجية والتضامنية التي عرفها الإقليم في الأشهر الأخيرة،مشيرا في نفس الإطار إلى
المجهودات المبذولة على صعيد الأجهزة التنسيقية لفيدرالية اليساربإقليم الجديدة.
في نفس الإطار تناول الكلمة كتاب الفروع وقدموا للحضور عرضا حول الوضع
التنظيمي لفروعهم الحزبية،كما توقفوا عند أهم الصعوبات التي اعترضت وتعترض السير العادي
لتنظيماتهم المحلية،خاصة على مستوى العمل داخل المؤسسات المنتخبة،وكذا على مستوى ضعف
الإمكانيات المادية واللوجيستية وتراكم المهام النضالية.
أما الأمين العام لحزب المؤتمر عبد السلام العزيز، فقد تطرق في بداية
كلمته إلى طبيعة الاجواء العامة التي تعيشها البلاد والتي تعرف احتقانا على كافة المستويات،خاصة
في جانبها الاجتماعي،حيث توقف عند الموقف المتعنت الحكومة ورفضها التجاوب مع مطالب
النقابات وغيرها من الحركات الاحتجاجية التي يعرفها المشهد الوطني،أيضا تطرق الأمين
العام لحزب المؤتمر في مداخلته إلى التراجعات العديدة التي مست الوضع الحقوقي كما مست
الممارسة الدستورية وخاصة في شقها المتعلق باختصاصات الحكومة والبرلمان،وعودة التحكم
إلى المشهد السياسي والحزبي ورغبة الدولة العميقة في اختلاق قطبين سياسيين حول حزب
الدولة وحزب الأصوليين،مؤكدا على موقف حزب المؤتمر وحلفائه في فيدرالية اليسار: حزبي
الطليعة والاشتراكي الموحد ورفضهم لهذه القطبية المفتعلة،باعتبارهم حاملين لمشروع سياسي
مستقل عن الدولة و عن الأحزاب المحافظة ولوبيات الراسمال.
أما بخصوص التحضير للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل
فقد تم التأكيد على مشاركة الحزب رفقة حلفائه في فيدرالية اليسار الديمقراطي في هذه
الاستحقاقات،مذكرا الحضور باللقاء الذي جمع الأمناء العامين للفيدرالية برئيس الحكومة،حيث
تقدمت الفيدرالية بعدة مطالب تتمثل أساسا في إنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات
وكذا اعتماد البطاقة الوطنية للتسجيل في اللوائح الانتخابية،والسماح للأحزاب بتقديم
لوائح مشتركة للترشيحpanachage،هذا بالإضافة إلى التخفيض من عدد مكاتب التصويت وجعل يوم الأحد يوما
للاقتراع بدلا من يوم الجمعة،أما بخصوص موضوع العتبة فقد اقترحت الفيدرالية حذفها بشكل
نهائي،وذلك حتى تتم إتاحة الفرصة أمام مختلف التعبيرات السياسية للتواجد بالمؤسسات
المنتخبة والإدلاء بآرائها ومقترحاتها "التي ستساهم من دون شك في إغناء النقاش
وتطويرالمنتوج التشريعي"يقول الأمين العام.
أما فيما يتعلق باستعدادات فيدرالية اليسار الديمقراطي لهذه الاستحقاقات،
فقد أعلن عبد السلام العزيز الأجهزة التنفيذية واللجان المختصة قد قطعت أشواطا كبيرة
بهذا الخصوص،حيث تم الحسم في عدد كبير من الترشيحات،معلنا في نفس الوقت عن تنظيم الفيدرالية
لجامعة علمية وفكرية تستهدف دراسة وتمحيص البرنامج الانتخابي الذي ستتقدم به الفيدرالية
خلال استحقاقات أكتوبر المقبل،..........
من جانب آخر ناقش أعضاء وعضوات المجلس الإقليمي
أداء مناضلي الحزب والفيدرالية داخل بعض المجالس المنتخبة بالإقليم وكذا ظروف اشتغالهم
ضمن هذه المجالس،حيث تطرق في هذا الصدد محمد الصابر عضو المجلس الجماعي لسيدي علي بلحمدوش
إلى الصعوبات التي تواجه الفريق الفيدرالي داخل مجلس هذه الجماعة،خاصة مايتعلق برفض
السلطات تنفيذ الحكم القضائي الصادر في حق رئيس الجماعة وإلغاء لائحته الانتخابية،مشيرا
في نفس الآن إلى طبيعة التحالف الذي يربط لوبيات الفساد ونهب الرمال بعدد من النافذين
بالإقليم.
وفي ختام أشغال هذا المجلس الإقليمي
وقبل المصادقة على البيان الختامي تم تطعيم الكتابة الإقليمية بعدد من الأعضاء
والعضوات وذلك بغاية ضمان تمثيلية مختلف الفروع والقطاعات داخل هذا الجهاز الإقليمي
وإعطائه بالتالي دينامية جديدة وحضور أقوى،وذلك إلى حين عقد المؤتمر الإقليمي خلال
السنة المقبلة وتجديد الجهاز بأكمله،وهكذا اصبحت الكتابة الإقليمية تتكون من:محمد عقروش
(كاتب إقليمي) نور الدين الهبولي،محمد الصابر،لطيفة متمسك،عزالدين حبيب الله،سعيد برقال،عبد
الرحيم مينوش،يوسف بنزروال،عماد مشلال،عبد المجيد مراجي،بندادة وفاء،شاكر ابو خصيب،صلاح
الدين بن حرارة،مليكة بنصغير،محمد الرميتي،المهدي يسيف،عبد الحق مخفاض،احمد فيراشين،عبد
المجيد مراجي،رشيد مرجان.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة