منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم الأحد، أصبحت القيادة الجهوية للدرك الملكي
للجديدة، عبارة عن مركز وطني، يتوافد عليه المحققون والضابطة القضائية، من مختلف المصالح
الشرطية والدركية بجهات وأقاليم المغرب، في
أعقاب إيقاف مجرم خطير من العيار الثقيل، استحق عن جدارة تسميته ب"diabolo".
وعلمت "الجديدة24" من مصادرها الخاصة أن تعزيزات دركية، مكونة من
عناصر من سرية الدرك الملكي بالجديدة، والمركز القضائي بها، والفرق الترابية التابعة
لها، أجرت، في حدود الساعة ال11 والنصف من ليلة أمس السبت، عملية مراقبة وترصد في محيط
الملهى الليلي "اللؤلؤة" بمنتجع سيدي بوزيد، تحت القيادة والإشراف العلي
للكولونيل عبد المجيد الملكوني، المسؤول الأول بالقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة،
والقبطان أنور أمان، قائد سرية الجديدة. وما أن كان المستهدف بالتدخل الدركي، المطلوب
للعدالة، يتأهب للفرار، بعد أن فطن للكمين الذي وضع له، وأحس بالخطر المحدق الذي كان
يتهدده، (للفرار) على متن سيارة خفيفة من نوع "رونو كونغو"، ذات لوحة معدنية
مزورة، حتى وجد نفسه محاصرا من جميع المنافذ، من قبل العشرات من المتدخلين الدركيين
والدوريات الراكبة. إذ تم شل حركته والسيطرة عليه، ومن ثمة اقتياده مصفد اليدين، إلى
مقر ال"بي جي" في الجديدة، حيث أودعته الضابطة القضائية تحت تدابير الحراسة
النظرية، بعد اتخاذ جميع التدابير الاحترازية، في أفق إخضاعه للبحث، وإحالته على الوكيل
العام باستئنافي الجديدة.
الجاني، هذا الصيد الثمين، وأخطر مجرم على الإطلاق في المغرب، من مواليد
1987، يتحدر من تراب جماعة اثنين شتوكة، بإقليم الجديدة، وهو من ذوي السوابق العدلية.
كان في حالة فرار، طيلة 4 سنوات، وكان مطلوبا
للمصالح الدركية التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، والمصلحة الإقليمية
للشرطة القضائية بأمن الجديدة، والعشرات من المصالح الدركية والأمنية اللاممركزة، في
مختلف جهات وأقاليم المغرب، والتي كانت أصدرت في حقه 400 مذكرة بحث وتوقيف محلية وبرقية
وطنية، منها ما قيد ضد مجهول، على خلفية ضلوعه في جنايات كبرى من قبيل جرائم الدم،
والاغتصاب، واستعمال السلاح الناري، والسرقات الموصوفة (سرقة أزيد من 50 عربة)، والاعتداء
بيد مسلحة (السلاح الأبيض)، واعتراض السبيل، والاحتجاز والاختطاف، ومطاردة السيارات
على الطرق الوطنية والسيارة، وتهريب المخدرات. ناهيك عن تورطه في العديد من القضايا
ذات الطابع الجنحي.
وكان الجاني، قبل إيقافه، قطع على نفسه عهدا أمام زملائه المجرمين، بأنه لن
يتم القبض عليه "حيا"، وأنه سيضع حدا لنفسه بالانتحار. لكنه أخلف عهده ووعده،
بعد أن سقط في كمين درك الجديدة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة