عمد صاحب مطعم حانا يتخدها كعلبة ليلية بطريق الدار البيضاء، مؤخرا الى إضافة بناية جديدة، بشكل لا قانوني (كما تبين الصورة)، حيث لايتضمن التصميم أية إشارة الى هذه البناية، بل أكثر من ذلك أن صاحب المطعم يتعمد، في تحد سافر للقانون، بيع الخمر للمسلمين وإحياء سهرات ليلية تستمر الى ساعات متأخرة من الليل، هي جميعها خروقات يعاقب عليها القانون، مادام صاحب المطعم لا يتوفر على أي ترخيص قانوني لمزاولة بعض من هذه الأنشطة.
عندما يكون محيط العلبة الليلية آهلا بالسكان،
الذين يعانون من وجود هذه العلبة، خاصة في الليل حين تتحول هذه الملاهي إلى مصدر للضجيج
وتكون أحيانا مسرحا لمواجهات عنيفة تنتهي بعاهات وإصابات خطيرة، وهو ما يخلف معاناة
ومشاكل كبيرة للساكنة. ولمواجهة هذه المشاكل التي تزداد مع نهاية الأسبوع. وضع العشرات
من المتضررين شكايات ضد مالكي العلبة الليلية "طازوطا" بحي كاليفورنيا بالجديدة،
لكن مصير أغلبها كان هو الحفظ، حيث يقول بعض المتضررين أن صاحب العلبة الليلية على
الحماية اللازمة من طرف السلطات المحلية والامنية بالمدينة وهذا يعني ان القانون أصبح
موقوف التنفيذ، علما أن هذه العلبة لاتتوفر على المعايير المعتمد للبناية لاتحترم شروط
كناش التحملات المعمول بها قانونا، بعد إضافة بناية سطحية في السنوات الاخيرة.
هكذا كان قدر السيدة "أمينة الوهابي
العروسي" مغربية وبلجيكية الجنسية أن تسكن بجوار بهذه العلبة الليلية. ففي الليل
لا يهدأ لها بال رفقة زوجها الفرنسي بسبب ضجيج المرقص الذي يوجد بحي كاليفورنيا عند
مدخل الجديدة من جهة الدارالبيضاء، بل حتى أبنائها الذين يدرسون في الخارج لم يستطيعوا
القدوم الى الجديدة إلا في شهر رمضان لينعموا بالسكون إغلاقها في الشهر الفضيل.
شكايات متعددة
مذيلة بتوقيعات سكان الحي (تتوفر الجريدة على نسخ منها) وضعت لدى السلطات المعنية بالمدينة
ووزير الداخلية ووزير العدل والحريات ووزير السكن والقنصلية البلجيكية إضافة الى عامل
الجديدة معاذ الجامعي وباشا ورئيس مجلس المدينة ووكيل جلالة الملك ورئيس الأمن الاقليمي
بالجديدة، لكن لا حياة لمن تنادي.
هدوء الحي الذي توجد به فيلات يعكر صفوه صخب العلبة الليلية، التي لا تتوقف إلا في الساعات الأولى من الصباح، لكن المسؤولين لم يعيروا مشاكل ساكنة الحي أي اعتبار، على حد قول بعض السكان.
ليس من السهل تغيير مقر السكن خصوصا إذا كان في ملكية القاطن بالحي المذكور، لكن ليس صعبا على سلطات الجديدة أن تضع حدا لمعاناة الناس وإجبار صاحب المحل على إغلاقه في الوقت المحدد أو إغلاقه إذا كانت الضرورة تستدعي ذلك، وهو ما جعل كثيرا من السكان يطرحون السؤال التالي: من يحمي صاحب المشروع ؟
ضجيج العلبة الليلية في الساعات المتأخرة
من الليل يطرح العديد من الإشكالات القانونية في سحب الرخصة من مالك هذه العلبة، بعدما
تقدمت شكايات عديدة كان مصيرها الحفظ في النهاية من قبل ممثل النيابة العامة.
"جاك لويس":...الذي لم يتعود على ضجيج العلب الليلية
خلال إقامته في بحي كاليفورنيا، كان باستمرار يشعر بالقلق كلما اقتربت عطلة نهاية الأسبوع.
وقد بدأ جاك يفكر في البحث عن سكن آخر، بعدما أصبح يشكل له هذا الضجيج والصخب مشكلا
يوميا، لم يجد له حلا، رغم وضعه شكايات في الموضوع لدى الجهات المسؤولة.
يحكي "جاك" أن أفراد عائلاته
أصبحوا يخجلون من الجلوس داخل غرفة الضيافة. «الكلام البذيء يصل إلى بيتنا خلال الليل
ولو كان بصوت منخفض» يقول "جاك"...وهذا ما دفع بزوجته إلى البحث عن مسكن
آخر، بعيدا عن الضجيج. معاناة هذه الأسرة كانت تتكرر يوميا، ولم تجد أي حل للحد من
هذه المعاناة سوى اصطياد فرص العطل قصد السفر إلى خارج المدينة، والبحث عن نزهة بعيدة
عن ضجيج وصخب الحياة بالقرب من الملهى الليلي.
وفي نهاية المطاف سيبقى ضرر هؤلاء وصمة
عار على جبين كل مسؤول لم يعمل على حماية هذه الشريحة، خاصة إدا كان الأمر يتعلق ببناء
عشوائي تختار فيه السلطات بسطاء القوم لتنفيذ القانون الحازم، في حين تتساهل مع هؤلاء
الذين يشتكي ضررهم كل من اقتنى بيتا بالملايين.
فهل تتحرك السلطات الاقليمية لمعاينة البناء
العشوائي بهذه الحانة المطعم الذي تم إضافته في السنوات الاخيرة؟ أم أن ترويج الخمور
خارج الأوقات القانونية وحماية الأوكار المخصصة للفساد، عملة لا تطالها معاينة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة