تقدم شاب في عقده الثالث من تلقاء نفسه، الثلاثاء الماضي، إلى مقر الفرقة الترابية
للدرك الملكي بالبئر الجديد، التابعة لسرية الجديدة. حيث طلب لقاء قائد المركز، وكان مضطربا. استقبله الأخير
وأنصت إليه بهدوء. وبعد أن أحس الشاب بالطمأنينة، شرع في سرد وقائع جريمة قتل، وقعت
فصولها الدموية، منذ حوالي 7 سنوات، في دوار بتراب جماعة البئر الجديد.
الجاني لم يكن وقتها سوى الشاب المبلغ. والضحية كان رجلا خمسينيا، يعمل وقتها
موظفا في العاصمة الاقتصادية. وكان الأخير
يتردد قيد حياته، بين الفينة والأخرى، على الدوار الذي يقطن فيه الشاب الذي لم يكن
تعدى بعد 24 سنة، والذي كان تربطه بوالدته علاقة قرابة. وكان يلج إلى منزل أسرة الابن.
وحصل ذات مرة أن لحق به الابن الذي وجد باب
المنزل مصفدا من الداخل. وقد طار عقله من الجنون، عندما أيقن أن والدته مرتمية بين
أحضان قريبها. فاقتحم البيت بقوة. وفي اللحظة التي قفز فيها من سرير النوم، وقصد الباب،
باغته الابن بضربة في الرأس بآلة حديدية، سقط على إثرها مضرجا في بركة من الدماء. وتابع
الاعتداء عليه، إلى أن أصبح جثة هامدة وجسدا بلا روح. وقتها ثارت الأم في وجه ابنها
القاتل، وأخبرته أن الشخص الذي قتله، يبقى
والده البيولوجي.
وبمساعدة والده غير البيولوجي وأمه، نقل الابن الجثة على متن عربة من نوع
"بيكاب"، تولى قيادتها أحد معارفهم، إلى أن بلغوا قنطرة على الطريق السيار
بالدارالبيضاء. ومن أعلاها ألقوا بالجثة. لكن "جاكيت" المجني عليه ظلت عالقة
في سياج القنطرة.
وفور إشعارها، حضرت إلى مسرح الجريمة الضابطة القضائية لدى مصلحة الشرطة بالدار
الحمراء، التابعة لولاية أمن الدارالبيضاء. وأجرت المعاينات والتحريات التي لم تفض
إلى تحديد هوية الجاني. وسجلت المصالح الشرطية جريمة الدم في حق مجهول، وأخذت الإجراءات
المسطرية، منذ ذلك التاريخ، مكانها الطبيعي في رفوف المحفوظات الأمنية الولائية.
وبعد اعترافات الابن القاتل، اتصل قائد مركز الدرك بالبئر الجديد، بمقدم الدوار.
حيث أطلعه عون السلطة عن هوية القتيل، وعن كونه كان فعلا لقي حتفه، شهر نونبر 2009،
وأن جثثه جرى العثور عليها في الدارالبيضاء. وعند استدعاء ابن الضحية الذي يقطن في
الدارالبيضاء، والاستماع إليه بخصوص جريمة قتل والده، سرد وقائع وظروف وملابسات العثور
على الجثة، والتي جاءت مطابقة لاعترافات الجاني.
وفي الحين، جندت الفرقة الترابية للدرك الملكي بالبئر الجديد، عناصرها، الذين
قاموا بإيقاف باقي المشاركين، أم القاتل ووالده غير البيولوجي وسائق عربة "بيكاب"،
الضالعين في جناية المشاركة في إخفاء جثة المجني عليه، والتستر على الجريمة والقاتل.
وبعد ذلك، اتصل قائد مركز الدرك بالبئر الجديد بمصالح الشرطة بالدار الحمراء
بالدارالبيضاء. وأخبرهم عن جريمة القتل التي وقعت، سنة 2009، وتم التخلص من الجثة من
فوق قنطرة على الطريق السيار بالدارالبيضاء. وفعلا هذا ما تحققت منه المصالح الأمنية،
بالرجوع إلى المحفوظات (الأرشيف).
وانتقل من ثمة، أول أمس الثلاثاء، فريق أمني من الدار الحمراء، إلى البئر الجديد،
وتسلموا في طبق من ذهب، الجناة الأربعة، واقتادوهم إلى الدرالبيضاء، حيث أودعوهم تحت
تدابير الحراسة النظرية.
هذا، وأحالتهم الضابطة القضائية، اليوم الخميس، على الوكيل العام باستئنافية
الدارالبيضاء، والذي أحالهم، خلال اليوم ذاته، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية
بالجديدة، للاختصاص الترابي.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة