المركز الصحي ببولعوان يعيش وضعا كارثيا وجمعويون يدقون ناقوس الخطر
المركز الصحي ببولعوان يعيش وضعا كارثيا وجمعويون يدقون ناقوس الخطر

يعتبر القطاع الصحي مرفقا عموميا ذو أهمية بالغة في تمكين جميع المواطنين من الخدمات الصحية وتسهيل الولوج إلى اليها، للمساهمة في الرقي بالمجتمع من أجل تنمية سليمة ومستدامة.

لكن ونظرا للوضعية التي تعرفها العديد من المراكز الصحية العمومية بالمغرب، فان هذه الخدمات النبيلة، تبقى خارج أجندة الأجهزة الوصية على هذا القطاع بالرغم من الخطابات الرنانة حول أهمية الرفع من جودة الخدمات الصحية.

ولم يخرج المركز الصحي لجماعة بولعوان باقليم الجديدة، عن الأزمة الكارثية التي تعيشها المستوصفات والمراكز الصحية بالمملكة، والذي يتخبط في جملة من المشاكل و الإهمال والتهميش والعشوائية في التدبير وغياب الأطر الطبية من أطباء وممرضين لتلبية الخدمات الصحية الأساسية لساكنة تقدر بأزيد من 20 ألف نسمة، هذا بالإضافة الى غياب أهم التجهيزات الأساسية والمعدات الطبية والأدوية الضرورية اللازمة داخل هذا المستوصف الصحي.

ويتوفر هذا المستوصف الصحي على طبيب وحيد وممرضة، يقطنان خارج مركز الجماعة، حيث دائما ما يغلق أبوابه في وجه المواطنين والمواطنات طوال أيام الأسبوع، ولا يفتح إلا في يوم أو يومين من كل أسبوع، مما يضطر الكثير من المرضى التنقل إلى جهات أخرى للتطبيب، دون الحديث عن ما يكلف ذلك المواطنين من مصاريف وجهد.

ومن الخصائص المهولة التي يعشها هذا المركز، أنه لا يتوفر على مداومة ليلية وما يترتب عنها من مخاطر، لاسيما في الحالات الطارئة التي قد تصادف الساعات المتأخرة من الليل كما يغيب عنه أيضا قسم خاص بالولادة.

إن الأداء السلبي لخدمات المركز، يؤدي فاتورتها المرضى الراغبين في الولوج إلى الخدمات الصحية، خاصة الفئات التي تعاني من الفقر وغياب التغطية الصحية وما يترتب عنها من معاناة وألم وتفاقم لحالتهم الصحية في ظل غياب الإمكانيات المادية التي تسمح لهم بالتنقل إلى المراكز الصحية الأخرى باقليم الجديدة أو إقليم سطات المجاور، أو الولوج إلى خدمات القطاع الخاص، علما أن أغلب ساكنة جماعة بولعوان من الفئات البسيطة التي تقطن في منطقة تعيش وضعا اقتصاديا هشا وصعبا للغاية.

هذا وكانت العديد من الجمعيات المحلية قد تقدمت بمجموعة من المراسلات الى وزارة الصحة ومندوبها الإقليمي بالجديدة لكن دون أن تتلق أي رد إيجابي أو تجاوب من الجهات المختصة رغم علمهم بالحالة المزرية والمتردية لهذا المستوصف.

وأمام هذا الوضع الخطير و الذي يعيشه هذا المركز الصحي، تطالب ساكنة جماعة بولعوان بضرورة التدخل العاجل من أجل اتخاد تدابير استعجالية آنية لتحسين مستوى الخدمات الصحية بالمستوصف وإلى نهج فلسفة تقريب خدمات قطاع الصحة إلى المواطنين وتوفير المعدات والأدوية اللازمة داخل المركز الصحي وتوفير عدد أكبر من الأطر الطبية من أطباء وممرضين وإنشاء أقسام خاصة بالولادة والاسعافات الأولية وسيارة إسعاف داخل المركز الصحي ببولعوان هذا الأخير لا يحمل من الصفات إلا الإسم من أجل تمكين رعايا جلالة الملك من الخدمات الصحية في أفضل الظروف.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة