تحولت مدينة الجديدة صباح
اليوم السبت إلى ما يشبه مطرح عمومي للأزبال بعدما وجد المجلس الجماعي نفسه في
موقف حرج إثر امتناع الشركة التي رست عليها صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة
"ديرشبورغ" عن الشروع في العمل بداعي قرار من سلطات مسؤولة في الوقت
الذي امتنعت فيه الشركة السابقة "سيطا البيضاء" عن الاستمرار في عملها
على اعتبار أن مدة العقدة قد انتهت و انتهى معها عقود التأمين الخاصة بالعمال.
و قد أدى هذا المشكل إلى
التراشق بين مسؤولي العمالة و المجلس الجماعي حول الجهة التي تتحمل مسؤولية هذا
الوضع الذي جعل مدينة الجديدة مهددة بكارثة بيئية خطيرة نتيجة تراكم الأزبال و
النفايات بمختلف الشوارع.
ففي الوقت الذي حاولت عمالة
الجديدة وضع مسؤولية هذا المشكل على عاتق المجلس الجماعي فإن مسؤولا جماعيا رفيع
المستوى وصف ما تم الترويج له من قبل سلطات العمالة بـ "الافتراء" إذ
أكد بأن مصالح وزارة الداخلية و عامل الإقليم معاذ الجامعي على وجه التحديد ظل
يواكب هذه الصفقة منذ الإعلان عنها إذ قال "كنا كنتشاورو معاه من بداية
الصفقة إلى نهايتها و عرضناها على المجلس الذي وافق عليها و رست على الشركة
المذكورة و اتفقنا على اتخاذ الترتيبات اللازمة و جلسنا مع العامل يوم الثلاثاء
بعدما استدعانا لذلك و اتفقنا على أن الشركة ستشرع في العمل يوم الجمعة (أمس) و
كان الكل على ما يرام" ليضيف المسؤول الجماعي نفسه في اتصال هاتفي مع
الجديدة24 "كما أن العامل معاذ الجامعي اطلع على الاتفاقية و قام بتوقيعها
يوم الخميس و تم إرسالها إلى وزارة الداخلية للتأشير عليها".
وأضاف المسؤول أننا فوجئنا يوم الجمعة بأن
العامل أعطى تعليماته للكاتب العام بأن يمنع الشركة من الشروع في العمل بل و
اتصلوا بشركة "سيطا البيضا" للاستمرار في العمل غير أن هذه الأخيرة
اشترطت حصولها على رخصة بتمديد فترة العمل و هو ما رفضه المجلس الجماعي على اعتبار
أنه إجراء غير قانوني".
و بررت مصالح العمالة حسب
تصريحات المسؤول الجماعي ذاته قرارها بأن الصفقة مع شركة "ديرشبورغ"
مهددة بالإلغاء نتيجة وجود شكاية من إحدى الشركات المنافسة "و هو ما دفع
وزارة الداخلية إلى المطالبة بملفات جميع الشركات التي تنافست للظفر بصفقة التدبير
المفوض لقطاع النظافة بالجديدة" على حد تعبير المسؤول الجماعي.
الى ذلك علمت
"الجديدة24" من مصادرها الخاصة، أن رئيس المجلس الجماعي جمال بنربيعة قد تدخل يومه السبت
لدى المدير العام لشركة "Suez Maroc" من أجل مواصلة عمل شركة "سيطا البيضا" التابعة لها بالجديدة إلى
حين تسوية المشكل، و هو ما استجاب له المسؤول الفرنسي الجنسية حيث مدد فترة عمل
شركته بعاصمة دكالة لمدة أسبوع إضافي بشكل مجاني.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة