تعيش أغلب أزقة وأحياء وشوارع مدينة الجديدة في عتمة دائمة وظلام دامس منذ أزيد من سنتين خلت، وزادت حدة الوضع في الأشهر القليلة، مما جعل ساكنة المدينة في حالة رعب وخوف على أرواحها وأرواح أبنائها.
ويتساءل الرأي
العام عن سر الصمت الرهيب للمجلس الجماعي للجديدة، الذي يضخ ميزانية سنوية بملايين
الدراهم للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء من أجل الاستفادة من الكهرباء العمومية
والعمل على صيانتها، إلا أن هذه الميزانية تذهب أدراج الرياح والمدينة تعيش مع حلول
مغرب كل يوم في ظلمة حالكة، لكن ما يشفع للمجلس الحالي أن سوء تدبير هذا الملف لا يشمل
فقط أحياء الفقراء والبسطاء، بل يشمل كذلك الشوارع التي يقطن بها بعض "علية القوم"
ومنها شارع الأمم المتحدة الذي تتواجد به المدرسة الفندقية والمخيم الدولي ومجموعة
من الملاهي الليلية والنوادي الإجتماعية وكذا فيلا رئيس المجلس الحضري للجديدة، وهو
ما علق عليه أحد الظرفاء مازحا "أن رئيس جماعة الجديدة يتضامن مع ساكنة الجديدة
ويتقاسم معهم حلكة الشارع" مشددا "ماذا ننتظر من مسؤول جماعي عجز عن حل مشاكل
الشارع الذي يقطن به، فكيف سيتمكن من حل مشاكل وهموم مدينة مترامية الأطراف؟
ومن بين النقط السوداء التي تؤثر بشكل مباشر على الواقع
السياحي بمدينة الجديدة، ما يعيشه كورنيش الجديدة من سواد دامس وإطفاء غير مبرر للمصابيح
التي تؤثت الشاطىء. الكورنيش الذي شكل مفخرة ونقطة جذب للسياح المغاربة والأجانب تحول
منذ سنتين إلى مرتع للسكارى ولممارسات مخلة بالآداب من خلال استغلال عتمة المكان، والغريب
أن الجهات المسؤولة وقفت مكتوفة الأيدي، ولم تتدخل أية جهة لإيجاد حل لمشكل الإنارة
العمومية بكورنيش الجديدة وهو ما جعل زيارته ليلا محفوفة بالمخاطر. (الصورة المرفقة).
عجز المجلس الجماعي للجديدة عن تدبير مشكل الإنارة
العمومية بمختلف شوارع وأزقة المدينة وبالمناطق السياحية الحساسة دفع بالساكنة المحلية
إلى التساؤل عن جدوى طرح مجموعة من الأسماء الانتخابية نفسها كبديل لحل المشاكل، في
الوقت الذي لم تتمكن من توفير أبسط شروط الحياة الكريمة للمواطن الجديدي والمتمثلة
في الكهرباء العمومية، وهي المادة الحيوية التي أصبحت متوفرة بدواوير نائية، فما بالك
بمدينة سياحية كالجديدة.
فهل سننتظر مرة أخرى تدخل عامل إقليم الجديدة لحل هذا
المشكل الذي ليس من اختصاصه؟ وأين هو رئيس المجلس الجماعي و"حوارييه" الذين
يقيمون الدنيا ولا يقعدوها بادعائهم التجند
الدائم لخدمة المواطن؟
وإلى متى سيظل المجلس الجماعي في سباته و مصالح المواطنين تضيع؟
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة