تعيش الجماعة
الترابية اولاد احسين هذه الأيام على صفيح ساخن، إثر إجراء الإنتخابات الجزئية
الخاصة بالدائرة رقم 17 و التي تعرف منافسة بين حزبين غريمين هما حزب الإستقلال و
حزب الأصالة و المعاصرة، هذا الأخير الذي فشل في كسب ثقة الناخبين بدوائر مختلفة داخل تراب الجماعة خلال الإستحقاقات
المنصرمة.
و عودة
لكرونولوجيا الإنتخابات الجماعية السابقة، كان مرشح البام الحالي قد سبق و أنتخب نائبا
لرئيس المجلس الجماعي خلال ولاية الممتدة ما بين 1983 و 1992 و كذلك للولاية
الثانية سنة 1992 و 1997، فيما لم يتم إنتخابه خلال استحقاقات سنة 1997، و إبان
إنتخابات سنة 2003 أعتمد نمط اللائحة بجماعة اولاد احسين الشيء الذي مكنه من ولوج
المجلس الجماعي من جديد، و بتنسيق من بعض الاحزاب إستطاع نيل رئاسة المجلس القروي.
و في سنة 2009 اضطر المعني بالأمر إلى الترشح بدائرة أخرى و
إستطاع الفوز ب90 صوتا فقط، و في سنة 2015 لقي مرشح
البام الحالي خسارة بعد فشله الذريع بالإنتخابات، في مقابل تأكيد
صحوة ناخبي المنطقة و دعمهم للحضور الشبابي داخل المجلس الجماعي، إذ تجددت الثقة
لولايتين متتابعتين في نفس الرئيس نورالدين لمخير عن حزب الإستقلال.
و حسب مصادر
عليمة، فقد تفاجئ الرأي العام المحلي بتسجيل مجموعة من الناخبين لم يتوصلوا بإشعارات أماكن مكتب التصويت ليومنا هذا،
رغم أن عدد الناخبين هو جد محدود و مقدور على السلطة المحلية أن تبلغ.
بالتالي فإن
السلطات المحلية بائت اليوم تحت المجهر، و كل الأعين مرصودة في إتجاهها إثر ما
عرفته الجماعة الترابية لأولاد احسين من عواصف و أحداث كبرى، فأي مساس
بالديمقراطية التمثيلية أو محاولة لتكريس أساليب العهد السابق ستجعل من رجل السلطة
المحلية في قفص الإتهام، و كل إنجرار إلى تغليب كفة على حساب كفة، سيضرب مصداقية و
قُدسية الإقتراع السري و إختيارات الكثلة الناخبة، فكل هذا يلزم السلطات الإقليمية
إلى التحلي باليقظة و الحزم في إتخاد القرارات، كما سبق أن إتخدته في مناسبات
منصرمة كواقعة مدينة البئر الجديد حينما تم إعفاء باشا المدينة خلال الإستحقاقات
الجماعية الأخيرة.
و عليه فالحرص على
مرور العملية الإنتخابية بكل شفافية و نزاهة، هو أمر يجسد الإرادة الملكية و يكفله
القانون و الأهم هو الضمير المهني لرجل السلطة المحلية، أما إذا كان ضميرا غائبا
فإنتظر الأزمات المتكررة في القادم من السنوات، و الأسف أن يكون صاحب الضمير الغائب
هو السبب، لا سيما مع إنعدام للتجربة و الكفاءة في مواقف سابقة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة