على بعد أقل من
أسبوعين عن تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية (18 فبراير)، وتزامنا مع تخليد
اليوم العالمي للوقاية المدنية (1 مارس)، اهتزت عاصمة دكالة على وقع حادثة سير
مأساوية، وقعت فصولها الدموية، صباح اليوم الأربعاء 1 مارس 2017، على مقربة من
مؤسسة تربوية.
وحسب مصادر
متطابقة، فإن عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة و30 دقيقة من صباح اليوم
الأربعاء، عندما ترجلت صغيرة في ربيعها
الخامس، من على متن سيارة خفيفة، استوقفتها والدتها التي كانت تتولى قيادتها، في
أقصى اليمين من شارع جبران خليل جبران ذي الاتجاهين، في انتظار أن تلحق بها خادمة
البيت التي كانت بمعيتهما، لاصطحابها إلى مؤسسة "أكاديمي سكول"
التربوية، الكائنة في الجهة الأخرى من
الشارع. لكن سيارة خفيفة من نوع "فياط دوبلو"، كانت قادمة لتوها من
الاتجاه ذاته، يقودها بسرعة جنونية مواطن يحمل الجنسية المصرية، لم يمهل التلميذة
في عمر الزهور، فرصة قطع الطريق بأمن وسلام. حيث دهسها بقوة بمقدمة عربته، بعد أن
فقد التحكم فيها. حيث ألقى بجسد الصغيرة على بعد حوالي 30 مترا، قبل أن تسقط على
الأرض جثة هامدة. ولم تتوقف رحلة السائق
الجهنمية إلا بعد أن عرجت عربته المجنونة شمالا، واصطدمت بعمود كهربائي، مثبت في
الشريط الفاصل بين اتجاهي شارع جبران خليل جبران.
وقد لاذ السائق
المصري الذي تسبب في الحادثة القاتلة، وهو بالمناسبة مقيم، منذ سنوات في المغرب، ويتوفر على رخصة سياقة حصل
عليها في بلد الإقامة، المغرب، (قد لاذ) بالفرار، بعد أن تخلى عن سيارته في مسرح
النازلة المأساوية. ولم يقدم نفسه إلا لاحقا إلى المصالح الشرطية بأمن الجديدة.
ولم تصدر النيابة العامة المختصة
تعليماتها بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، لفائدة البحث القضائي، الذي تجريه
مصلحة حوادث السير.
وقد خلف مصرع
التلميذة الصغيرة بشكل مأساوي، أسى وحزنا عميقين لدى زملائها التلاميذ وآبائهم
وأوليائهم، الذين خرجوا في تظاهرة احتجاجية عارمة، إلى الشارع، مباشرة أمام المؤسسة
التعليمية "أكاديمي سكول".
حيث قطعوا، بحشودهم الغفيرة، وبسياراتهم التي استوقفوها طولا وعرضا، حركات
السير والمرور في الاتجاهين، في شارع جبران خليل جبران. وقد أعربوا بصوت واحد وبمشاعر الغضب، عن تنديدهم بحادثة
السير القاتلة، والتي كان السبب الأول فيها انعدام علامات التشوير الطرقي العمودية
والأفقية، على غرار العديد من المحاور الطرقية
المدارات، مثل مدارة شارع أم الربيع بالجديدة. وهي مسؤولية حملها
المتظاهرون إلى المجلس البلدي بالجديدة، الذي يقوده الاستقلالي جمال بن ربيعة.
وقد استمر
التلاميد وآباؤهم وأولياؤهم في التظاهر والاحتجاج/ إلى غاية الساعة الخامسة مساءا، إلى حين حضور
باشا مدينة الجديدة بالنيابة (باشا مدينة أزمور)، والذي دخل في حوار جدي وبناء مع جشود المتظاهرين الغاضبين،
ووعدهم، في تكريس حقيقي وغير معهود بالجديدة للمفهوم الجديد للسلطة، وممارسة سياسة
القرب، بإيجاد الحلول الناجعة، في أقرب الآجال، والتي من شأنها أن تضع حدا لحوادث
السير، ليس فقط في شارع جبران خليل جبران، بل في جميع المحاور الطرقية والمدارات،
في الأحياء والتجمعات السكنية في عاصمة دكالة، من خلال تثبيت علامات التشوير
الطرقي العمودية والأفقية، والتي يدخل خلقها في دائرة اختصاصات وصلاحيات المجلس الحضري للجديدة، الذي
بات مطالبا، أكثر من أي وقت مضى، بتحمل مسؤولياته، وبالعمل على حماية وسلامة المواطنين، رعايا
صاحب الجلالة، حتى يكون في مستوى الثقة التي وضعوها فيه، عندما أوصلوه، بفضل
أصواتهم، إلى مركز تدبير الشأن العام المحلي في عاصمة دكالة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة