في إطار الأنشطة التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة، نظم مختبر الدراسات الاسلامية والتنمية المجتمعية بالكلية يوم الخميس 2 مارس 2017 بمدرج مركز دراسات الدكتوراه دورة "الدرس الحديثي في المغرب: المعالم والأعلام"، هذه الدورة حملت اسم فضيلة المستشار الدكتور فاروق حمادة.
افتتحت الدورة،
والتي انطلقت على الساعة العاشرة والنصف صباحا، بتلاوة آيات بينات من الذكر
الحكيم، وبعد كلمة تقديمية ترحيبية للدكتور نور الدين لحلو رئيس شعبة الدراسات
الاسلامية بالكلية، تم عرض شريط من انتاج الفريق البيداغوجي للمختبر عرف بالسيرة
العلمية المتميزة لفضيلة الدكتور وأوضح التألق المبهر لفضيلته في مجالات علمية
متعددة كالدراسات القرآنية والتفسير وفقه السنة وتراجم العلماء والمذهب المالكي
والفكر والحضارة... ومما جاء في العرض أن الأستاذ ألقى درسا حسنيا أمام جلالة
الملك الحسن الثاني رحمه الله وهو في سن الخامسة والعشرين، وكان لهذا الدرس أثر
مهم شكل نقلة نوعية في مسيرته العلمية.
وأكد نائب رئيس
جامعة شعيب الدكالي على أن علم الحديث يعتبر من المجالات التي اهتم بها المغاربة
اهتماما كبيرا، ومن الأمثلة التي المؤكدة لذلك وجود مؤسسة كبيرة مستقلة تحمل اسم
دار الحديث الحسنية، كما أشاد بفضيلة الدكتور فاروق حمادة ورحب بحضوره مبرزا أهمية
هذه الدورة، والتي ستفتح أفاقا مهمة بإبرام اتفاقية شراكة بين جامعة شعيب الدكالي
بالجديدة وجامعة محمد الخامس أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة.
ومما جاء في
كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية تذكيره بتفرد المغاربة بتخصص أسر
مغربية بالحديث النبوي الشريف، وتألقها وإبداعها في الحفظ والدراسة والبحث
والتأليف، وساق بعض الأمثلة لهذه الأسر من بينها أسرة الكتاني والصديق وبن سودة
وغيرهم. فيما قدم الدكتور عبد الصمد بنكيران كلمة باسم طلبة الدكتور فاروق حمادة،
وكانت بمثابة شهادة في حقه، وبتميزه وبمسيرته العلمية الحافلة، وأبحاثه القيمة
وشخصيته الكاريزمية وخلقه الطيب.
وأبرز السيد
رئيس المجلس البلدي بالجديدة أهمية هذا اللقاء مؤكدا على مواصلة الدعم والتنسيق
والشراكة مع الجامعة، كما ألقى ممثل الرابطة المحمدية للعلماء بالجديدة كلمة ترحيب
وشكر بالمناسبة منوها بأهمية هذه الدورة وبمناقب الدكتور فاروق حمادة العلمية
والأخلاقية.
واكد الدكتور
فاروق حمادة في كلمته أن المغرب كان ولا
يزال بلد الاعتدال والوسطية، بعيد عن الغلو والتطرف، وذكر بالدور الذي قام به
الملك الحسن الثاني في هذا المضمار، والدور المهم الذي يقوم به الملك محمد السادس
حاليا، مبرزا أن حضور الفكر الوسطي المعتدل يقلص الفكر المتطرف، ولذلك، يقول
الدكتور، أن المطلوب حاليا هو الانطلاقة إلى العالمية بهذا النموذج، وبهذا الفكر الوسطي
القائم على الاتزان وعلى الاعتدال في رؤيته للحياة. كما ذكر فضيلته بمسيرته
العلمية في المغرب، وباحتكاكه بعدد من العلماء الكبار والاعلام المغاربة، وتتلمذه
على أيديهم، وبتدريسه بعدد من المؤسسات الجامعية المغربية، مؤكدا أن مجال الدراسات
الاسلامية ينبغي أن يركز فيه على المنهج أولا ثم على تنقيح المعرفة من الشوائب
ثانيا، ثم على تقديمها للعالم بصيغة معاصرة...
واختتمت الجلسة
الصباحية والتي سير أعمالها الدكتور عبد المجيد بوشبكة بشهادات مؤثرة في حق
الدكتور فاروق حمادة من طرف عدد من الأطر التي تشتغل في مؤسسات جامعية أو تتقلد
مناصب مختلفة، ثم بتكريم فضيلة الدكتور وبتوقيع الاتفاقية. وخصصت الفترة المسائية
لعدد من المداخلات المهمة والمتنوعة، هذه المداخلات وزعت على جلستين، خصصت الجلسة
الأولى للدرس الحديثي في المغرب، فيما خصصت الجلسة الثانية لقراءات في كتب ومؤلفات
الدكتور فاروق حمادة.
نشير إلى أن
الدكتور فاروق حمادة من مواليد حمص السورية، حفظ القرآن صغيرا ورحل في سن مبكرة
الى المغرب، حيث استكمل تعليمه حتى بلغ مبلغ العلماء الراسخين وتبوأ منزلة عالية
بين علماء المغرب، فحصل على شهادة علمية وتقلد مهاما علمية متعددة وكانت مؤلفاته
غزيرة شملت مجالات عدة من مجالات العلوم الاسلامية. ويعمل المستشار الدكتور فاروق
حمادة حاليا مستشارا في ديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومديرا
لجامعة محمد الخامس أبوظبي. ومن أقواله: "نريد الآن في الدراسات الاسلامية،
صناعة جامعات تقود البشرية، تتوفر فيها الثلاثية: طالب متفوق وأستاذ راسخ، ومنهج
لا ينظر إلى الماضي المحدود بل يرى المستقبل ويطل على الواقع، وهذا النموذج يحتاج
تحقيقه إلى أساتذة مبرزين في العلم والسلوك مع ضرورة الجمع بينهما على غرار
أقدمين، وأضيف شيئا ثالثا، ألا وهو التخصص".
-------------------
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة