التفاتة
جميلة أن تبادر جمعية القناع الأزرق للمسرح والثقافة رفقة المديرية الجهوية لوزارة
الثقافة إلى تكريم الاستاذ عبدالمجيد النجدي أحد الرواد الكبار الذين أعطوا الشيء
الكثير للعمل المسرحي والفني بمدينة الجديدة، وذلك على امتداد
اربع عقود من الزمن وانطلاقا فيما أعتقد من نهاية الستينات، الفترة التي كان
فيها مسرح الهواة في أوجه وعنفوانه، وكانت المنافسة على أشدها بين الفرق والتوجهات والمدارس الفنية المختلفة: المسرح الفقير، المسرح الاحتفالي، مسرح العبث...الخ
وبالطبع
كانت السياسة حاضرة بقوة في مختلف العروض والنقاشات الموازية، خاصة وأن مسرح
الهواة قدشكل في تلك المرحلة أحد المتنفسات الفسيحة للشباب والمثقفين للتعبير عن
آرائهم ومواقفهم في فترة اتسمت بالقمع والتضييق على الحريات.
في
هذا الخضم كان لابد لفرق الجديدة ان تكون حاضرة هي الأخرى في صلب هاته المعارك
الفنية والثقافية...،كيف لا؟ والمدينة تتوفر على أحد أعرق المسارح على الصعيد
الوطني منذ سنة 1924، وهكذا كانت مجموعة من الفرق/الجمعيات تتبارى على ركح المسرح البلدي في
تقديم عروضها المسرحية بشكل منتظم : ج .عروس الشواطئ التي كان يرأسها الاستاذ النجدي، ج.النهضة بقيادة
عبدالحكيم ابن سينا، ج.البعث التي كانت تضم إن لم تخني الذاكرة الاساتذة خالد الخضري ومصطفى
بوعسرية، وكانت المنافسة تحتد حين تقترب إقصائيات المهرجان الوطني لمسرح الهواة،
خاصة بين العروس والنهضة،أتذكر التداريب التي كانت تستمر الى مابعد منتصف الليل
سواء بمقر كنيسة الصعود بالحي البرتغالي او بدار الشباب البريجة....الكل معبأ
..الكل يجتهد ويبحث عن الجديد لكسب المعركة!
في
هاته الفترة اي نهاية السبعينات تعرفت على الاخ النجدي ودلك من خلال ابن عمي محمد
العقاني الذي كان يأخذني معه لحضور التداريب واجتماعات اعضاء الجمعية بل كدت أن
أؤدي دورا صغيرا في مسرحية "البيع بالمزاد العلني" للكاتب والصحفي عاهد
سعيد.
ما لفت انتباهي حينذاك
ولفترة طويلة في شخص الاستاذ النجدي حبه الصادق للمسرح واستعداده الدائم للتضحية
بكل شيء من أجله ومن أجل الفرقة التي يقودها، خاصة في فترة لم يكن فيها لامنح ولادعم مالي ولامبادرة
وطنية..و لاهم يحزنون، منزل العائلة يتحول في الغالب الى مقر للاجتماعات ومخزن
للديكورات، الأواني والأكسسوارات وملابس أفراد اﻷسرة كثيرا ما أثتت هي اﻷخرى خشبة
المسرح....هذا دون أن نتحدث عن المصاريف الأخرى التي لطالما دفعها من جيبه، خاصة أثناء
التداريب وكذا خلال تنقلات الفرقة خارج المدينة.
خلاصة
القول، النجدي بالنسبة لي ولجيلي من أبناء الجديدة انسان من الزمن الجميل زمن
النشيد القومي لأطفال المدينة "عرفة عرفة للا ميمونة.. أعايشة وحليمة والليمة محلاها.....الخ، زمن سينما ديفور
والريف والملكي.
تحياتي الصادقة للاخ النجدي ولرفاق ذلك الزمن الذهبي: ظريف ، الجلبي، بلعبار سعيد، حجلي، كابي، بوعسرية، فهمي، مخرشش، الخضري، سرسيف ،رمزي عبدالكريم، عاهد، السفيني، شاكر، الورشان، اهل الكفوف، ابن سينا، اخطاير، سيكاب.....
عبد الصمد العقاني
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة