منذ أن تم إحداث "اثنين هشتوكة" كجماعة مستقلة و منفصلة عن باقي الجماعات و هي تكابد و تعاني رغم ما تتوفر عليه من إمكانات طبيعية، وما تزخر به من مؤهلات سياحية و فلاحية، وطاقات بشرية متجددة، أمام قلة الموارد المالية و ضعف من تعاقبوا على تسيير شؤونها.

 و على الرغم من كل ذلك فقد استطاعات الجماعة خلال السنوات السبع الأخيرة من تحقيق طفرة نوعية على عدة مستويات استحسنتها الساكنة و متتبعي الشأن المحلي، علما أن ميزانيتها لا تعتمد سوى على إمدادات الدولة من خلال حصة الجماعة من منتوج الضريبة على القيمة المضافة ومداخيل السوق الأسبوعي، هذا بالاضافة الى توفرها على شاطئ ساحلي يعتبر من أجمل الشواطئ بالاقليم، لكن مع وقف التنفيذ اعتبارا أن الجماعة لا تمتلك منه سوى باب النظافة و الإنارة، و لا حق لها في كراء أي جزء منه بقوة القانون بسبب  المساطر الإدارية المعقدة كونه ملك للمياه و الغابات ووزارة التجهيز، ليبقى بذلك الدور على السلطات المحلية و العمومية وقف نزيف مستغليه و المتطاولين عليه سواء من واضعي الشمسيات أو مواقف السيارات.

وكانت بالمناسبة جماعة هشنوكة قد شهدت إنجاز مجموعة من المشاريع ساهمت بشكل إيجابي في تغيير المعالم والمشهد القروي للجماعة من جهة، وتعزيز مكانتها الاقتصادية ودعم جاذبيتها السياحية، وتثمين مجالها العمراني من جهة أخرى، و بروز دورها الإشعاعي كقاطرة للتنمية على المستوى الجهوي والوطني، من قبيل  تهيئة نحو 50 كلم من الطرق و المسالك التي مكنت من فك العزلة على عدد من الدواوير، على أساس استكمال المشروع الذي تبنته الجماعة في مخططها التنموي، هذا في الوقت الذي نجد فيه وزارة التجهيز خارج التغطية فيما يخص إصلاح الطريق الجهوية 3461 و الطريق الوطنية رقم 1 التي اصبحت في حالة يرثى لها رغم مراسلة هذه الجهات في العديد من المناسيات.

أما فيما يخص شبكة الكهرباء فرغم الجهود التي قامت بها الجماعة و تحقيق نسب مهمة في هذا الباب إلا أنه مازال بعيش مجموعة من الصعوبات و السبب في ذلك يعود الى المكتب الوطني للكهرباء، فرغم الميزانية التي خصصت له فلم يقم بالدراسة الواجب القيام بها كما هو الشأن مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، الذي رغم الشراكة المبرمة معه و تأدية المستحقات الواجبة له، إلا أنه مازال متماطلا في إنجاز ما تم الاتفاق عليه فيما يخص الربط منذ 2008 ، و مع ذلك فقد تمت كهربة أربعة دواوير .

ليبقى التعليم من الأوليات التي يسعى اليها المجلس الجماعي، حيث استطاع من توفير أربع حافلات و ثلاث متوسطة لنقل التلاميذ من الدواوير البعيدة عن المركز إلى إعدادية الورد التي استطاعت أن تبصم اسمها ضمن المؤسسات التي حققت نتائج جد إيجابية خلال هذه السنة محققة نسبة نجاح وصلت إلى 68 بالمائة على المستوى الإقليمي و الجهوي، كما تم في نفس الاطار خلق نواة لثانوية تأهيلية في الوقت الذي عجزت فيه وزارة التربية الوطنية على إنشاء ثانوية رغم توفير الجماعة لعقار خاص بها.

أما على مستوى الأمن و بعد أن تم إنشاء مركز خاص للدرك الملكي، فقد استطاع هذا الأخير من توفير الأمن الذي كان مطلبا هاما من مطالب الساكنة و عليه فقد انخفض مستوى الجريمة بنسب جد متميزة مقارنة مع السنوات السابقة.

خلاصة القول و رغم كل تم تحقيقه، تبقى جماعة هشتوكة في حاجة ماسة لاعادة الاعتبار من الجهات الإقليمية و الجهوية من خلال إدراجها ضمن مخطط التنمية و مع فتح الباب للاستثمارات البناءة التي يمكنها امتصاص أفواج العاطلين و المعطلين عن العمل، و جعلها قطبا اقتصاديا و سياحيا لما تتوفر عليه من امكانات .