مهرجان جوهرة بالجديدة.. كعكة بملايين الدراهم قدمها معاذ الجامعي لمقربين منه
مهرجان جوهرة بالجديدة.. كعكة بملايين الدراهم قدمها معاذ الجامعي لمقربين منه

في إطار سلسلة الفضائح التي ميزت تدبير معاذ الجامعي لعمالة إقليم الجديدة خلال فترة ولايته السابقة التي امتدت لحوالي 6 سنوات، و التي سنعمل على نشرها عبر جريدة "الجديدة 24"، اضطرتنا مناسبة تنظيم مهرجان جوهرة هذه الأيام أن نجعل خباياه و أسراره أولى الفضائح و إن كانت لا ترقى إلى حجم و خطورة ملفات أخرى أزكمها الفساد سنتطرق لها في وقت لاحق.

لقد عمل معاذ الجامعي على جعل مهرجان جوهرة بمثابة تقليد سنوي يتم تنظيمه صيف كل سنة بدعوى القيام بالتنشيط الصيفي و بث الفرح في نفوس زوار و سكان مدينة الجديدة و ازمور و البئر الجديد، إذ لطالما حاول تغليط الرأي العام المحلي و الوطني حول القيمة المالية لهذا المهرجان، و مصدر ميزانيته، و أوجه صرفها...

فقد ظل معاذ الجامعي خلال كل الندوات الصحفية للدورات الأولى للمهرجان يرفض التصريح بالقيمة المالية للتنظيم و كان يصر دائما على جعلها من الطابوهات، إذ كلما حاول أحد الصحفيين الاستفسار عنها إلى و كان من المغضوب عليهم. لكن وبتوالي الدورات و أمام إصرار صحفي عنيد أضطر معاذ الجامعي أن يصرح بأن المهرجان ينظم بـ 0 درهم.

 هنا نقول، مخطئ من يصر على أن ذات المهرجان يتم تنظيمه بـ 0 درهم كما ظل يقول معاذ الجامعي خلال كل ندوة التي تسبق تنظيم احدى دورات هذا المهرجان طيلة السنوات الماضية، جيث كان يردد بأن عملية التنظيم لا تتم بالمال العام الذي يشكل ميزانية التسيير للإدارات العمومية و المجالس المنتخبة، و إنما هو اكتتاب لمجموعة من الشركات و المساهمين من أصحاب المال و الأعمال يقدر بحوالي 800 مليون سنتيم، و أنه بفضل علاقاته الشخصية يتم جلب هذا المبلغ المالي، و هنا نتساءل عن مساهمة المكتب الشريف للفوسفاط أليست أمواله من المال العام؟

 من ظل يتشدق القول بأن جوهرة يتم تنظيمها بـ 0 درهم، فلا يمكنه أن يخفي بأنها تصب ملايين الدراهم في جيوب بعض المقربين و المحظوظين من معاذ الجامعي، فبدءا من الشركة المنظمة التي احتكرت عملية التنظيم لعدة سنوات وفق عقد "طويل الأمد" في الوقت الذي كان لزاما أن تعلن العمالة عن الصفقة بشكل سنوي لفتح باب المنافسة امام شركات أخرى قد تعطي إضافة جديدة لعملية التنظيم، لكن علاقة القرابة و الصداقة بين صاحب الشركة و العامل حالت دون ذلك، و بالتالي ضربت قانون الصفقات العمومية عرض الحائط.

ثاني المستفيد من "كعكة جوهرة" التي ظل الجامعي يقدمها لأصدقائه طيلة سنوات عديدة، هو الدولي مصطفى الحداوي الذي دأب على حيازة أموال طائلة نظير تنظيم تظاهرة رياضية شاطئية هزيلة، و هو ما فطن له رئيس المجلس الجماعي الذي حرمه من 20 مليون سنتيم من أموال الشعب كان يتسلمها كل سنة من الجماعة في عهد الرئيس السابق، و هو ما لم يرق عامل الإقليم (الجامعي) الذي تفاجأ للخبر أثناء إحدى الندوات الصحفية، و هنا وجه آخر من أوجه الصرف التي تؤكد بان تنظيم المهرجان يتم بأموال عمومية (الحداوي كان يتقاضى نصيبه من ميزانية الجماعة رغم أنها مثقلة بالديون من صندوق القرض الجماعي لإصلاح البنية التحتية للمدينة).

ثالث المستفيدين هو الجزائري الشاب بلال الذي شارك في كل دورات مهرجان جوهرة، و كان قريبا من إحياء السهرة الختامية لدورة السنة الماضية رغم سخريته من الجنسية المغربية في حوار له على قناة الشروق الجزائرية المعروفة بمعاداتها للمغرب، غير أن معاذ الجامعي تناسى كل ذلك و دافع باستماتة على صديقه الحميم كي ينال قسطا من الكعكة لولا الهجمة الشرسة التي شنتها الصحافة الغيورة ضد مهزلة جلب بلال، و التي كانت سببا في توقف استفادته من كعكة الجامعي منذ السنة الماضية.

رابع المستفيدين هم ثلة من الفنانين المغمورين الذين يحاولون الظهور أمام جماهير المهرجانات بعد عطالة سنوية و شعارهم "اللهم العمش و لا العمى"، إذ أصر الجامعي في كل الدورات على إسناد مهمة المدير الفني لوجه فني يساعده على جلب فنانين "مغمورين" لحاجة في نفس يعقوب.

خامس المستفيدين هم بعض المحسوبين على الجسم الصحفي الذين يحلون بالجديدة من مدن أخرى لتغطية المهرجان و أملهم الوحيد هو الأكل و الإقامة مع رغبة جامحة في التعويضات اليومية التي تقدم بأحد الفنادق الصغيرة بالمدينة.

سادس المستفيدين و لو بشكل معنوي هم الضيوف الذين توجه لهم الدعوات لحضور السهرات "VIP" و أغلبهم من الأسر و العائلات و الأصدقاء و الأصهار الذين يدورون في فلك العمالة، و الذين غالبا ما يكونون على موعد مع سهرات أخرى تقام بالفيلات و دور الضيافة بعد انتهاء كل سهرة من سهرات جوهرة.

و أخيرا لا بد من التساؤل : هل سيستمر تنظيم مهرجان جوهرة بعدما رحل معاذ الجامعي عن عمالة الجديدة؟

و يأتي هذا التساؤل لمعرفة ما إذا كانت حقوق التنظيم مسجلة في إسم العمالة كمؤسسة عمومية أم في اسم الجامعي كشخص ذاتي؟

 السنوات المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.


عبدالفتاح زغادي

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة