بالموازاة مع انطلاق فعاليات موسم الولي الصالح
مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة، الجمعة 4 غشت 2017، خاض العشرات من المعطلين
بجماعة مولاي عبد الله، وقفة احتجاجية في جو من الانضباط والمسؤولية، على الطريق
التي كان يمر عبرها الوفد الرسمي، المكون من عامل إقليم الجديدة، محمد الكروج،
والمسؤولين لدى السلطات الترابية والمنتخبين، الذين كانوا عائدين لتوهم من صلا ة
الجمعة، ومن حفل ديني للأمداح النبوية، أقيم في ضريح الولي الصالح مولاي عبد الله
أمغار.
وقد فاجأ المسؤول الترابي محمد الكروج
الحاضرين، عندما ترجل من على متن العربة التي كانت تقله في الموكب الرسمي، وتوجه صوب المعطلين، ودخل معهم في حوار جاد وجدي،
بخصوص ملفهم المطلبي، الذي لا يتعدى سوى توفير شغل يضمن لهم ولأسرهم عيشا كريما،
في جماعة مولاي عبد الله، التي تعتبر من أغنى الجماعات الترابية في المملكة. حيث
وعدهم بإيجاد حل لمشكلهم، وطلب منهم الاتصال بالكاتب العام لدى عمالة الجديدة.
وقد خلفت مبادرة العامل محمد الكروج استحسانا
لدى المعطلين الذين اقتنعوا بوعده، وأوقفوا التظاهر السلمي في الشارع العام.
هذا، وأجمع المتتبعون للشأن العام أن المسؤول
الترابي محمد الكروج، الذي حظي بثقة الملك محمد السادس، الذي تفضل جلالته بتعيينه
على رأس عمالة إقليم الجديدة، حلفا لسلفه معاذ
الجامعي، على أنه يعتبر تكريسا حيا للمفهوم الجديد للسلطة، ونموذجا في
ممارسة سياسة القرب والانفتاح على محيطه. حيث دشن عهده الجديد بالقطيعة الجذرية مع
ما كان سائدا في عهد سلفه معاذ الجامعي،
الذي كان بعيدا كل البعد عن هموم رعايا صاحب الجلالة، والذي كان بيتنقل في موكب
مهيب، وببرتوكولات خاصة، أاندثرت في مغرب الألفية الثالثة، مغرب الملك الشاب محمد
السادس.
وتجدر الإشارة بالمناسبة إلى أن أول ما قام به
معاذ الجامعي، المنتشي بسعادة وفرحة
ترقيته إلى والي جهة وجدة، كان الاحتفاء بعيد ميلاده في أفخم وحدة سياحية في الجهة
الشرقية، سيرا على نهج الحفلات
وتظاهرت "النشاط والشطيح
والرديح" التي كان يقيمها في الجديدة. وبهذه المناسبة السعيدة، فإن سكان
منطقة دكالة الذين قال عنهم الجامعي من قلب مدينة وجدة، أن معدل الأمية في أوساطهم
يبلغ 50 %، يقاسمون سعادته، ويتمنون له: "سنة حيلوة يا جميل.. وعقبة لميت
(100) سنة
!".
إلى ذلك،
فإن معاذ الجامعي قد قضى حوالي 7 سنوات، مسؤولا ترابيا على إقليم
الجديدة. إذ لم تشمله، في حالة استثنائية
مثيرة للجدل، حركات انتقال أو تنقيل العمال والولاة..
وقد أصبحت عاصمة دكالة في عهد وعلى عهد الجامعي
الذي كان يتردد في زيارات "جد خاصة" مثيرة للفضول، على مدينة أزمور،
سوقا قرويا كبيرا، وأحباؤها وشوارعها مطارح للنفايات، ومرتعا لاحتلال الملك
العمومي، وشاطئها الرملي الخلاب، محمية للحيوانات وللباعة المتجولين وأصحاب
العربات المدفوعة، وبائعي "السندويتشات المتسخة"، وحديقة محمد الخامس
التاريخية، ملعبا للرياضة.. كل ذلك كان يحدث في ظل تحييد دور ممثلي السلطة المحلية
من رجال السلطة والباشا والقياد، الذين لم تشملهم، في السنوات الأخيرة، بشكل مثير
للغرابة والاستغراب، حركات الانتقال والنقيل، التي باشرتها المصالح المركزية
بوزارة الداخلية. فلو علم المقيم العام للحماية الفرنسية (المارشال ليوطي) الذي قال، سنة 1913، عن مدينة الجديدة، أنها
ستصبح "الدوفيل المغربي"، ما آلت إليه في عهد العامل السابق معاذ الجامعي، "لتقلب في قبره".
إن ثمة من الملفات التي تتعلق بتدبير الشأن
العام في عهد العامل السابق معاذ الجامعي، ما يستوجب تفعيل مضامين الرسالة السامية
التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، إلى الشعب المغربي، وإلى المسؤولين
الحكوميين، بمناسبة عيد العرش المجيد، والتي شددت على ربط المسؤولية بالمحاسبة،
كما الشأن بالنسبة لملف مشروع "الحسيمة منارة المتوسط". هذا الملف الذي
فتحت بشأنه، بأمر ملكي، تحقيق، وتم الاستماع فيه إلى مسؤولين حكوميين ساميين.
ولعل من ضمن الملفات الشائكة، التي هي عنوان
صارخ لهدر المال العام، ولسوء تدبير شؤون البلاد والعباد: ملف المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية، وملف الأموال التي كانت تضخها المهرجانات، وفي مقدمتها مهرجان
جوهرة، وملف المشاريع والعقارات التي تم تفويتها لأهل وأقارب معاذ الجامعي، بأثمنة
بخسة، دراهم معدودة، والتي أقيمت على أرضيتها تجزئات سكنية (ملف عقار في قلب مدينة
أزمور...)، وملف محاربة الأمية، بحكم أن من
فجره هو معاد الجامعي، من عاصمة الجهة الشرقية، وكأنه ظن أنه يبعد بذلك عن
نفسه أي دخل أو مسؤولية في تفشي تلك الآفة، التي كانت عائقا في وجه التنمية
الاقتصادية والبشرية والاجتماعية.. علما أن
ثمة اعتمادات مالية خيالية، ظلت
تصرف على محاربة الأمية، وتقدر بالملايير.. لكن معدلها الذي حدده الجامعي، ابن
مدينة فاس، والذي كان يتغنى في خطاباته على مسامع الدكاليين، بكونه
"دكاليا"، في 50 %، ظل يراوح
مكانه، منذ حوالي عقد من الزمن، قضى منه سعادته 7 سنوات كمسؤول ترابي على إقليم
الجديدة، وعلى رأس المصالح الترابية
والإدارات الحكومية والعمومية بإقليم الجديدة.. الجديدة، الضاربة في عمق التاريخ
والحضارة، والتي أنجبت كبار العلماء والمفكرين والساسة.
وترقبوا نشر ملف خاص موثق بتسجيل حي (فيديو)،
على أعمدة الجديدة 24، حول تنقل سعادة عامل إقليم الجديدة السابق، معاذ الجامعي، في المدار الحضري للجديدة
وخارجه، في موكب مهيب، وببرتوكولات خاصة.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة