في محطة معالجة الماء الصالح للشرب بجماعة "كريديد" على القناة العليا (Canal Haut Service)، بتراب إقليم سيدي بنور، وقف المصطفى الضريس، عامل إقليم سيدي بنور، ورؤساء الجماعات
القروية بالإقليم، وبرلمانيو المنطقة، الأسبوع الماضي، على آليات تشغيل واستغلال هذه المنشأة المائية الحيوية، ذات
صبيب 500 لتر/ الثانية، وعلى المراحل التي تقطعها عملية معالجة
وتصفية المياه، إلى أن يتم إيصالها، عبر كيلومترات من القنوات، والمئات من النافورات العمومية،
إلى ساكنة الجماعات القروية بأقاليم سيدي بنور وآسفي والجديدة.
وبالمناسبة، كانت انطلاقة تشغيل محطة "كريديد"، التي كلفت غلافا ماليا
بقيمة 139 مليون درهم، وهي أكبر محطة في المغرب، بداية سنة 2017، وهي، حسب وضعيتها الحالية، في طور
الاستغلال التدريجي (100%).
لقاء تواصلي–تحسيسي:
قدم مسؤولون لدى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب (ONEP)، وعلى رأسهم مدير
تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب، ورئيس قسم التنمية بالإدارة المركزية،
والمديران الجهوي والإقليمي، خلال اللقاء التواصلي–التحسيسي
المنظم بالمناسبة، للحاضرين من السلطات الترابية الإقليمية والمنتخبين، عرضا شروحات مستفيضة حول الوضعية الحالية
والمستقبلية لتزويد الساكنة القروية بالإقليم، بالماء الصالح للشرب.
وفي
زيارة ميدانية همت منشآت ومرافق محطة
المعالجة بجماعة كريديد"، أطلع رئيس قسم الأوراش الكبرى بالإدارة المركزي، عامل إقليم سيدي بنور والحضور، على آليات وطرق معالجة وتصفية المياه الصالحة للشرب،
والمراحل التي تقطعها، حتى يتم إيصالها في أحسن الظروف،إلى ساكنة دواوير الجماعات القروية المستفيدة.
مشاريع تنموية:
تعتبر مشاريع تزويد العالم القروي بالماء
الصالح للشرب، من أهم المشاريع التنموية، التي يعرفها إقليم سيدي بنور. سيدي بنور،
هذا الإقليم الحديث، الذي رأى النور سنة 2009، بعد أن خرج من رحم إقليم الجديدة. وقد
كان الإقليمان، إلى جانب وإقليم آسفي،
يخضعون ترابيا لما كان يعرف بجهة
دكالة–عبدة، قبل أن يصبح، عقب تفعيل الجهوية المتقدمة، إقليم آسفي تابعا لجهة
مراكش–آسفي، وإقليما سيدي بنور والجديدة، تابعين لجهة الدارالبيضاء–سطات.
واستحضارا لبعض أهم خصوصيات إقليم سيدي بنور، فإنه يضم، حسب التقسيم
الإداري والديمغرافي، 802 دوارا موزعا على 23 جماعة ترابية، وتبلغ الساكنة القروية في هذا الإقليم، تبعا لإحصاء سنة 2014، ما مجموعه
399.800 نسمة.
إلى ذلك، فإن العالم القروي بإقليم سيدي
بنور، بات يحظى بمشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من قناة الجر الدوارات الجرف (الشطر
الأول والشطر الثاني والشطر الثالث والشطر الرابع)، بلغت تكلفتها 283 مليون درهم،
وانطلاقا من محطة المعالجة على القناة العليا (الشطر 11 والشطر 12 والشطر 13
والشطر 14)، بتكلفة بلغت 593 مليون درهم.
وقد ضمت هذه المشاريع التي كلفت غلافا
ماليا إجماليا بقيمة 876 مليون درهم، 17 خزانا، و11 محطة ضخ، و1992 كيلومتر من
القنوات، و1039 نافورة عمومية.
هذا، ويمكن تقديم مشاريع تزويد بالماء
الصالح للشرب، بإقليم سيدي بنور، كالتالي:
1/ المشاريع المنجزة:
في إطار برنامج التزويد بالماء الصالح للشرب
بإقليم سيدي بنور، يتزود 83 دوارا بالماء
الصالح للشرب، انطلاقا من قناة الجر الدورات الجرف (العونات – الشطر الأول). ويبلغ
عدد الساكنة المستفيدة 28.500 نسمة، موزعين على جماعات بني هلال والعامرية والمشرق
وأولاد سي بوحي. وقد كانت انطلاقة استغلال هذا المشروع المائي الذي كلف غلافا
ماليا بقيمة 66 مليون درهم، شهر ماي 2014،
ويضم خزانين بسعة 800 و500 متر مكعب،لكل واحد منهما، ومضخة ضخ بصبيب 55 لتر / الثانية، و220 كيلومتر
من القنوات، و92 نافورة عمومية، 66 منها في طور الاستغلال،
بنسبة 72%.
2/ مشاريع في طور بداية الاستغلال:
يستفيد 24.000 نسمة من ساكنة جماعات بني
تسيريس والعامرية والعونات، من مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من
قناة الجر الدورات الجرف (العونات – الشطر الثاني). مشروع بلغت تكلفته 66 مليون درهم.
وقد كانت بداية استغلاله التدريجي، شهر أكتوبر 2017.
وبالنسبة للمنشآت المبرمجة في هذا المشروع، فثمة
خزانان بسعة 400 و800 متر مكعب، لكل واحد منهما، وهما في طور الاستغلال؛ ومحطتان
للضخ بصبيب 110 لتر في الثانية، و30 ل/ث،
وهما في طور الاستغلال (مركز العونات)؛ و125 كيلومتر من القنوات في طور تنقية
الشبكة؛ و45 نافورة عمومية.
3 / مشاريع في طور الاستغلال:
لقد كلفت محطة المعالجة بجماعة كريديد" على قناة (Canal Haut Service)، غلافا
ماليا بقيمة 139 مليون درهم. والمحطة ذات صبيب 500 لتر/ الثانية، وهي الأكبر من نوعها في المغرب. وقد كانت انطلاقة استغلالها بداية سنة
2017. وهي، حسب وضعيتها الحالية، في طور الاستغلال التدريجي (100%)، وتستفيد منها ساكنة أقاليم سيدي بنور وآسفي والجديدة.
4/ مشاريع في طور الإنجاز:
ثمة 5 مشاريع في طور الإنجاز بتراب
إقليم سيدي بنور، تهم العالم القروي، وهي كالتالي:
المشروع الأول:
تستفيد 90.000 من ساكنة 11 جماعة قروية
بإقليم سيدي بنور، وهي جماعات بوحمام، والعطاطرة، ومطل، والجابرية، وأولاد بوساكن،
وخميس قصيبة، وكرديد، والعقاقشة، وأولاد عمران، وكدية بن دغوغ، وتامدا، من مشروع
التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من محطة المعالجة على قناة (Canal Haut Service 11) /
الشطر الأول.
وحسب المنشآت المبرمجة، فإن هذا
المشروع الذي بلغت تكلفة 150 مليون درهم، يضم
4 خزانات بسعة 1000 و1200 و300 و50 متر مكعب، و4 محطات ضخ بصبيب 83 و50 و1.5 و1
لتر في الثانية، لكل واحدة منها، و480 كلم من القنوات، و254 نافورة عمومية، 113
منها منها في طور الاستغلال، بنسبة 45%.
المشروع الثاني:
تستفيد جماعات العقاقشة، والغنادرة، والغربية، والواليدية، وأولاد سبيطة،
التي تبلغ ساكنتها 67.000 نسمة، من مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من
محطة المعالجة على قناة (Canal Haut Service 12) / الشطر الثاني.
وقد كلف المشروع غلافا ماليا بقيمة 160 مليون درهم.
وحسب المنشآت المبرمجة، يتوفر المشروع على خزان سعة 2000 متر مكعب، في
طور الأشغال بنسبة 60%، ومحطة ضخ بصبيب 203 لتر في الثانية، انتهت
الأشغال فيها، و390 % كلم
من القنوات، و228 نافورة. ويبدأ استغلال هذا المشروع تدريجيا، ابتداء من صيف 2018.
المشروع الثالث:
مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من
محطة المعالجة على قناة (Canal Haut Service 13) / الشطر الثالث. بلغت تكلفته 85 مليون درهم، وتستفيد منه 44.000
نسمة من ساكنة الواوير بجماعات سانية برقيق، والغنادرة، وأولاد سبيطة.
المشروع يضم، حسب المنشآت المبرمجة،
خزانان سعة كل واحد منهما 1000 متر مكعب، و254 كلم من القنوات، و159 نافورة
عمومية. ويشرع في استغلال المشروع تدريجيا، ابتداء من صيف 2019.
المشروع الرابع:
مشروع التزويد بالماء الصالح الشرب،
انطلاقا من محطة المعالجة على قناة (Canal Haut Service 14) /
الشطر الرابع. وكلف المشروع غلافا ماليا بقيمة 59 مليون درهم. وتستفيد منه 43.000 نسمة من ساكنة
الواوير بجماعات الغنادرة، وسانية برقيق، وبني هلال، وبوحمام، والمشرق.
المشروع يتوفر، حسب المنشآت
المبرمجة، على خزان سعة 1000 متر مكعب، في
طور نهاية الأشغال، و164 ملم من القنوات،
و97 نافورة عمومية.وبداية استغلال المشروع، مبرمجة ابتداء من بداية سنة 2019.
المشروع الخامس:
مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب،
انطلاقا من قناة الجر الدورات الجرف lالعونات – الشطر الثالث)، بتكلفة 91 مليون درهم، وتستفيد منه 34.500 نسمة
من ساكنة واوير جماعات العونات، والجابرية، والعطاطرة، والمشرق، وأولاد سي بوحيى،
ومطران.
المشروع يضم، حسب المنشآت المبرمجة، خزانين بسعة
1500 متر مكعب و100 متر مكعب، ومحطتين للضخ بصبيب 70 لتر / الثانية، لكل واحدة
منهما، و186 كلم من القنوات، و88 نافورة عمومية. ويبدأ استغلال هذا المشروع
تدريجيا، شهر مارس 2019.
5/ مشروع في انتظار التمويل:
مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من
قناة الجر الدورات الجرف (العونات – الشطر الرابع)، وتقدر تكلفته ب60 مليون درهم.
وستستفيد منه 23.000 نسمة من ساكنة الدواوير، الموزعة على جماعات بني تسيريس،
والعونات، وخميس قصيبة، والعطاطرة، وأولاد بوساكن، ومطران.
المشروع يضم، حسب المنشآت المبرمجة، خزانين بسعة 400 متر
مكعب، و50 متر مكعب، ومحطة ضخ بصبيب 15 لتر / الثانية، و169 كلم من القنواتة
عموميةة عمومية.
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال المشروع
مازالت تنظر التمويل.
إكراهات وعراقيل:
لقد ظل العالم القروي بإقليم سيدي بنور، يعاني لسنوات طوال، من قلة المياه الصالحة
للشرب، بسبب تعاقب سنوات الجفاف، واستنزاف الفرشات المائية، جراء الاستغلال غير
المعقلن.. إلى درجة أن الساكنة كانت تضطر لشرب مياه جوفية مالحة، أو تسافر
صباح-مساء، قاطعة عشرات الكيلومترات. ما
ساهم في تفاقم ظاهرة الهجرة إلى الحواضر، وفي الهدر المدرسي وعدم التمدرس بالنسبة
للأطفال، وفي أمراض مزمنة وحالات مرضية
خطيرة ، من قبيل القصور الكلوي، حيث سجل المستشفى الإقليمي بسيدي بنور، أعلى النسب
في تصفية الدم "إيمودياليز".
هذا،
وساهمت الاستراتيجية المائية التي تبناها
بنجاعة المصطفى الضريس، عامل إقليم سيدي بنور، من خلال تعميم تزويد الجماعات
القروية بإقليم سيدي بنور الحديث، بالماء الصالح للشرب، بعد أن عمم كهربة جميع
الدواوير، في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية المتوخاة، تماشيا مع
التوجيهات الملكية السامية، والتوجيهات الحكومية. ما كان من نتائجه فك العزلة على
العالم القروي، وانطلاق هجرة معاكسة من الحواضر إلى العالم القروي، وارتفاع نسبب
التمدرس في العالم القروي، وانخفاض نسب الهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن
الدراسة.
وتجدر الإشارة إلى أن بمشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب، التي باتت
تحظى بها الجماعات القروية بإقليم سيدي بنور، والتي استحسنها بالإجماع السكان والمواطنون والمنتخبون والمسؤولون
الترابيون، لم يكن من السهل ترجمتها على أرض الواقع، وإخراجها للوجود. حيث إنها
خرجت من عنق الزجاجة، على إثر ما اعترض إنجازها من إكراهات وعراقيل، من قبيل: تعرض بعض الساكنة على
وضع قنوات الجر في مجالات ملكيتها العقارية؛ والشروط المتبعة من قبل البنك الدولي،
من أجل انطلاقة الأشغال (تسوية الوعاء العقاري والصعوبات المرتبطة بذلك)؛ وانتظار
التراخيص لوضع القنوات في الأراضي التابعة لمديرية الطرق، ومكتب الاستثمار الفلاحي؛
وضرورة التوقيع المسبق للاتفاقيات من طرف الجماعات، والمصادقة عليها من قبل
السلطات المعنية؛ وتعثر بعض الشركات والإخلال بالتزاماتها. ناهيك عن اعتداءات
مادية على المنشآت المائية (Actes de vandalisme).
إلى ذلك، فإن هذه الإكراهات والعراقيل، قد تم التغلب عليها، وتجاوزها داخل آجال معقولة، بعد التدخلات التي باشرها المصطفى الضريس، عامل إقليم سيدي بنور، لدى الإدارات والجهات المعنية والمختصة، وجميع المتدخلين مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا في مشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب.. من أجل تبسيط المساطر الإدارية والقانونية، وتسريع وثيرة إنجازها، وإيجاد حلول ناجعة ومرضية لجميع الأطراف.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة