علمت الجريدة من مصادرها الخاصة أن طفلة في عمر
الزهور اختفت في ظروف غامضة، صباح أمس السبت، من بيت والديها بدوار "النواصرة"،
بجماعة أولاد عمران، بتراب إقليم سيدي بنور، قد عثر عليها سكان التجمع السكني،
صباح اليوم الأحد، جثة هامدة في قعر "مطفية"
(citerne)، وسط بيت مهجور، بعيد عن
سكنى الضحية.
وحسب مصادر الجريدة، فإن طفلة تبلغ من العمر
أقل من سنتين، اختفت، صباح السبت الماضي، في ظروف غامضة من منزل أسرتها في دوار
"النواصرة"، بإقليم سيدي بنور. حيث باشر والداها وسكان الدوار بحثا
متواصلا ليل-نهار، ، في الدوار وفي الأراضي الخلاء وفي الحقول، قبل أن يفقد
الجميع، بمرور الوقت، الأمل في العثور عليها. ما فتح الباب على مصراعيه على جميع الاحتمالات.
حيث انتهى المطاف بوالدي الصغيرة المختفية، بالالتحاق، من أجل التبليغ، بالفرقة
الترابية للدرك الملكي بمركز أولاد عمران،
التابعة لسرية سيدي بنور، التي تدخل في نطاق نفوذ القيادة الجهوية للدرك الملكي
بالجديدة.
هذا، ولم
تقطع الأسرة الأمل في العثور على فلذة كبدها. حيث قضى الأبوان وسكان الدوار
ليلة بيضاء في البحث عنها. واستحضار لأسوأ الاحتمالات، بما فيها تعرضها للقتل، أو
سقوطها العرضي في "مطفية".. شمل البحث أيضا فضاءات البيوت المهجورة. وقد
كانت المفاجأة صادمة، لم يستفق من هولها والدا الصغيرة والسكان، عندما عثروا عليها جثة هامدة، في قعر "مطفية" مملوءة بالماء، بعمق
حوالي متر، وسط منزل كان قاطنوه هجروه منذ أزيد من 20 سنة.
والمثير أن الصغيرة التي رجحت المصادر أنها
تبلغ من العمر 18 شهرا، والتي اختفت في ظروف غامضة، قد تم العثور عليها، بعد حوالي
24 ساعة، جثة جامدة، في قعر "مطفية"، وفي بيت مهجور، يبعد عن محل سكنى
أسرة الضحية، بحوالي 800 متر. وقد كان بطنها منتفخا جراء شرب ماء
"المطفية" بكميات كبيرة، ما تسبب في اختناقها، ومن ثمة، في وفاتها. وهذا
ما يعني من الوجهة الواقعية والمنطقية والعلمية، أن الضحية كانت، قبل سقوطها
"العرضي"، أو رميها ب"فعل فاعل"، و"بنية مبيتة" في
"المطفية"، على قيد الحياة.
والمحير حقا، من جهة أخرى، هو كيف لرضيعة تكون
تعلمت لتوها المشي بصعوبة، أن تقطع على قدميها المسافة الفاصلة بين منزل أسرتها،
والبيت المهجور.. وكيف أن لا أحد من سكان الدوار لم ينتبه إليها، عندما كانت تسير
أو "تحبو" في اتجاه البيت المهجور.. وكيف لهذه الصغيرة في عمر الزهور،
التي لا يتعدى طولها 50 سنتمترا، ووزنها 20 كيلوغراما، أن تلج، رغم استحالة قطعها
مسافة حوالي 800 متر، بمفردها إلى المنزل المهجور، وأن تصعد إلى "المطفية"، المرتفعة عن على
مستوى سطح الأرض، بحوالي 60 سنتمتر، وأن تزيل غطاءها، عبارة عن حجرة كبيرة..!!
كل هذه الوقائع والحقائق والمعطيات المادية، قد
تحيل على أن النازلة المأساوية التي اهتز على وقعها دوار "النواصرة"،
كانت بفعل فاعل، أو بعبارة أدق، جريمة قتل.. يبقى البحث القضائي الذي تجريه
الضابطة القضائية لدى المركز الترابي للدرك الملكي بأولاد عمران، تحت إشراف
النيابة العامة المختصة، كفيلا بتحديد ظروف وملابسات وأسباب ارتكابها. كما يتعين
بالمناسبة، على المحققين، في السياق ذاته، أن يستحضروا نازلة مماثلة، تعود وقائعها
إلى حوالي 5 أو 4 سنوات، عندما اختفى طفل لم يتعدى وقتها عمره 4 سنوات، من بيت
أسرته، في ظروف غامضة.. قبل أن يتم العثور عليه بدوره جثة هامدة في قعر "مطفية". فقد لا يستبعد أن تكون
للنازلتين علاقة وارتباطا، وأن يكون الفاعل في الحالتين، هو الشخص ذاته، الذي قد
يكون غير سوي ، أو يكن كراهية للصبية والصغار.. وأن الأمر قد يتعلق ب"Serial killer".
والغريب أيضا أن دوار "النواصرة" قد
اهتز السنة الجارية، وعلى خلاف الدواوير بتراب جماعة أولاد عمران، وبإقليم سيدي
بنور، على وقع اندلاع حريقين أو 3 حرائق في "نوادر التبن".. الأمر الذي
قد يكون بفعل فاعل.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة