تلاميذ ثانوية عقبة بن نافع بالبئر الجديد يكتشفون برلمان المملكة
تلاميذ ثانوية عقبة بن نافع بالبئر الجديد يكتشفون برلمان المملكة

خاض متعلمو الثانوية التأهيلية عقبة بن نافع- البئر الجديد- التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالجديدة، تجربة فريدة في مشوارهم الدراسي والحياتي عند زيارتهم لمقر البرلمان المغربي يوم الثلاثاء سادس فبراير الجاري.

تمام الساعة الثامنة صباحاً انطلقت الرحلة الدراسية من أمام باب الثانوية التأهيلية. وفي أجواء ماطرة وجد المتعلمون أنفسهم في احتفالية لا تخلو بالمرة من فائدة علمية. جابت الحافلة عباب قطرات الغيت، الذي كانت أحيانا ًتشتد وأحيانا أخرى تخف. وبحمد الله كان الوصول إلى الرباط قرابة العاشرة والنصف، فاغتنمناها فرصة لزيارة منطقة "حسان" وصومعتها الخالدة وأعمدتها الصامدة على الرغم من توالي الأعوام والسنين، فتعرف الشباب على جانب حافل من تاريخ بلادهم عن قرب، بعد أن كانت الصومعة مجرد صورة في كتبهم الدراسية. كما تعرفوا على شارع محمد الخامس وبعض مرافق العاصمة من صروح تاريخية وبنايات إدارية..

الساعة تشير إلى الثانية ظهرَ سادس فبراير وغيث الخير ما يزال مستمراً، أما قلوب متعلمينا فكانت متلهفة لاكتشاف بناية برلمان بلادهم من الداخل. مثنى مثنى اصطف المتعلمون في الباب الخلفي للبناية العتيقة، التي صارت تحتضن مقر مجلس المستشارين بعد أن ظلت لعقود مقراً لمحكمة الرباط.

وبخطوات ثابتة وعقول متّقدة وقسمات بريئة يفضحها فضولها ولج الشباب الحاجز الأمني لباب مجلس المستشارين. بناية أنيقة، كأنها فندق من خمسة نجوم. أرضيتها من رخام، وجدرانها مزينة بأسَديْ المملكة يحتضنان تاج البلاد، وصور كبيرة لعاهل البلاد وأسلافه الراحلين، أما أعين شباب عقبة بن نافع فكانت تدقق في تفاصيل البهو؛ حيث يشترك مجلسي البرلمان، ولم يفتها التدقيق في نفائس المؤسسة البرلمانية من هدايا تذكرية ولوحات فنية زادت المكان رونقاً على رونقه.

جاءت "جميلة الريغي" محافظة المجلس قبل موعد انطلاق الجلسة العامة للمستشارين لترحب بالمتعلمين وتعطيهم نبذة تاريخية عن البرلمان منذ أولى جلساته عام 1963، فاستغرقت شروحاتها الظافية الوافية قرابة ساعة من الزمن، جالت فيها في محطات المؤسسة البرلمانية من التأسيس إلى الدورة الخريفية الحالية، فتحلق المتعلمون حولها وكأن على رؤوسهم الطير.

تعالت نداءات موظفة الاستقبالات تدعو السادة ممثلي الأمة للالتحاق بمجلس المستشارين، فأنهت المحافظة شروحاتها داعيةً متعلمي عقبة بن نافع إلى حضور جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية من مقاعد الزوار والصحافيين المعتمدين.

ابتدأت الجلسة بأسئلة موجهة إلى محمد نجيب بوليف، كاتبة الدولة المكلف بالنقل واللوجيستيك، ثم محمد الغراس كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، ثم محمد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي وتكوين الأطر، ثم رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة، ثم محمد الأعرج وزير الثقافة وجميلة مصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي. فوجد المتعلمون أنفسهم فجأةً يشاهدون وزراءهم رؤى العين، وينصتون إلى دفاعهم عن قطاعاتهم الوزارية أمام مستشاري الأمة، لحظة فارقةً تركت فعلها في أنفسهم، فكانت أعناقهم تشرئب إلى الوزراء والمستشارين ليتعرفوا على هذا وذاك، وليتأكدوا أن السياسة عمل وحوار ونقاش وانتقاد ودفاع، علّ بعضاً من تلك المهارات يعلق بأذهانهم.

تجدر الإشارة إلى أن الرحلة الدراسية كانت مبرمجة في إطار احتفال المؤسسة بالأيام الوطنية الخالدة بذاكرة المغاربة، وعلى رأسها احتفالهم بالذكرى 62 لعيد الاستقلال المجيد والذكرى 42 للمسيرة الخضراء المظفرة، لكن أجندة البرلمان المغربي أجبرت المؤسسة على تأجيل الرحلة الدراسية إلى تاريخ سادس فبراير الجاري.

سعيد بنرحمون وهشام الحنداوي






الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة