من المنتظر أن تناقش غرفة الجنايات باستئنافية الجديدة غدا الثلاثاء الملف المتابع فيه رئيس جماعة أولاد غانم رفقة كاتب المجلس بتهم استعمال وثيقة مزورة والتزوير في محرر رسمي واستعماله، بعدما تم تأجيله بتاريخ 27 مارس الماضي من أجل تهييء الدفاع.
وسبق لقاضي
التحقيق بذات المحكمة أن استمع إلى جميع أطراف القضية كما استمع إلى الشهود ومن
بينهم قائد المنطقة ورئيس المجلس الإقليمي لعمالة الجديدة الذي هو في نفس الوقت
مستشار بجماعة أولاد غانم وأصدر قرارا بتاريخ 24 يوليوز 2017 يقضي بعدم ثبوت جناية
استعمال وثيقة مزورة وثبوت جناية التزوير في محرر رسمي في حق الظنينين طبقا للفصول
352و351و356 من القانون الجنائي وإحالتهما في حالة سراح على غرفة الجنايات، ليقوم رئيس جماعة أولاد
غانم وكاتب المجلس باستئناف قرار السيد قاضي التحقيق، حيث قررت الغرفة الجنحية
بمحكمة الاستئناف بالجديدة بتاريخ 18 أكتوبر 2018
بإلغاء الأمر المستأنف جزئيا بخصوص عدم متابعة المتهمين والتصريح من جديد
بمتابعتهما بجناية استعمال وثيقة مزورة طبقا للفصل 356 من القانون الجنائي،
وبتاريخ 27 أكتوبر 2018 استأنف رئيس جماعة
أولاد غانم وكاتب المجلس هذا القرار بمحكمة النقض بالرباط، ليأتي قرار الغرفة
الجنحية (القسم الأول) بمحكمة النقض بالرباط صادما للجهة المستأنفة حيث قضت محكمة
النقض بتاريخ 21 فبراير 2018 في ملف جنائي عدد 859/2018 بعدم قبول الطلب واعتبرت
أن قرار الغرفة الجنحية غير قابل للطعن بالنقض إلا مع حكم في الجوهر، لتنتهي فصول
هذا الملف الذي أصبح جاهزا للمناقشة أمام غرفة جنايات الجديدة التي يرأسها القاضي
الأستاذ "نور الدين فايزي".
وتعود وقائع هذا
الملف إلى شكاية مباشرة تقدم بها المستشاران الجماعيان "عبد الله
أبو الضيف" و"عبد السلام حكيمي" بواسطة محاميهما الأستاذ
"أحمد بن جعفر" في مواجهة رئيس
جماعة أولاد غانم وكاتب المجلس، أكدا من خلالها على أنهما مستشاران بجماعة أولاد
غانم التابعة إداريا لإقليم الجديدة وأنهما حضرا بتاريخ 2/2/2016 وكذا بتاريخ
16/2/2016 الدورة العادية لشهر فبراير لمجلس هذه الجماعة، وصوتا معا لفائدة قرار
المجلس الجماعي لأولاد غانم بشأن برمجة الفائض الحقيقي لسنة 2015، حيث تم تخصيص
اعتماد مالي قدره1.936.560.65 درهم للمساهمة في تهيئة جميع المسالك بتراب الجماعة
بالخرسانة المسلحة، وذلك في إطار شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع
التأكيد على استفادة جميع الدواوير دون اسثتناء.
لكن بعد توصل
المشتكيان بنسخة من محضر الدورة، فوجئا بوجود تزوير في نص القرار الذي صوتا لصالحه
بنعم وذلك بإضافة أسماء بعض الدواوير على سبيل الحصر، هي دواوير تابعة لنفوذ
الرئيس والأغلبية، وبالمقابل تم حرمان الدواوير التابعة لنفوذ المشتكيان، وهو ما
اعتبراه تزويرا في محضر رسمي واستعماله، خصوصا وأن رئيس المجلس الجماعي وكاتب
المجلس وجها نسخة من المحضر إلى السيد عامل الإقليم.
وشددت
الشكاية على أن إقصاء دواوير بعينها من
المحضر يعد تزويرا وتغييرا للحقيقة التي تم الاتفاق بشأنها والتصويت عليها، وعملية
تمت بسوء نية بقصد حرمان الدواوير التابعة للنفوذ الانتخابي للمشتكيين، من أجل
الإضرار بمصالحهما وبسمعتهما وشعبيتهما وسط ساكنة هذه الدواوير، مؤكدين على أن
عملية الاتفاق على أن تشمل عملية الإصلاح جميع المسالك بكافة دواوير الجماعة بدون
استثناء تمت أمام مستشارين بعضهم ينتمي للمعارضة وآخرون للأغلبية.
جمال هناوة
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة