في تدخلين متقاربين من حيث الزمكان (الزمان والمكان)، جنبت الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، التابعة لسرية الجديدة، في الوقت الحاسم، وقوع جريمة قتل كان يعتزم ارتكابها منحرف من مدينة أزمور، كان تحت تأثير مسكر ماء الحياة (الماحيا)، والأقراص المخدرة، أقراص الهلوسة (القرقوبي)، وكذلك، فككت مصنعا وسط حي سكني بمدينة "الولي الصالح مولاي بوشعيب الرداد"، وحجزت من داخله أزيد من 400 لتر من "الماحيا"، ومعدات تقطيرها وتصنيعها.
وفي تفاصيل النازلة الأولى، فإن منحرفا (حوالي 22 سنة)، غادر، في حدود الساعة السابعة مساءا، بيت أسرته في مدينة أزمور، وكانت سلوكاته وتصرفات محط أنظار المارة ومستعملي الطريق. فقد كان صدره عاريا، وكان يحمل سيفا بطول متر.. وكان في عجلة من أمره، يسرع الخطى، وكأن شبحا يطارده. وما أن أصبح خارج المدار الحضري لأزمور، حتى لحقت به لتوها دورية راكبة، على متنها عناصر من الفرقة الترابية لدرك أزمور، بعد أن تناهت إلى علم قائدها النازلة.
إيقاف المنحرف لم يكن أمرا هينا، لكونه أبدى مقاومة في مواجهة المتدخلين الدركيين. لكنهم تمكنوا من شل حركته والسيطرة عليه، وتجريده من السلاح الأبيض، الذي شكل خطرا محدقا على سلامتهم الجسدية.
فالمنحرف كان في حالة هيجان، إثر تناوله أقراصا مهلوسة، واحتسائه لترا ونصف اللتر من مسكر ماء الحياة، اقتناه من مروج ل"الماحيا" في دوار "العادر"، بتراب جماعة "الحوزية"، شمال عاصمة دكالة. وقد كان في طريقه، عندما غادر بيت الأسرة بأزمور، إلى دوار "الجدوعة"، الذي يبعد عن مدينة أزمور بحوالي كيلومترين، حيث كان يعتزم تصفية حساباته مع خصم، بينه وبينه نزاع قديم، وذلك بتصفيته الجسدية بواسطة السيف الذي كان متسلحا به.
وبدلالة من المنحرف، عقب استرجاع وعيه، انتقلت دورية راكبة من المركز الترابي بأزمور، إلى دوار "العادر"، حيث أوقف المتدخلون الدركيون مروج مسكر ماء الحياة، الذي ضبطوا بحوزته، جراء عملية تفتيش، أزيد من 200 لتر من "الماحيا". هذا، فإن الأخير، مروج "الماحيا" الموقوف، حديث الإفراج عنه من السجن، وقد عانق، منذ أقل من أسبوعين، سماء الحرية، بعد أن قضى سنتين حبسا نافذا، من أجل الاتجار في المخدرات، وهو الفعل الجرمي المنصوص عليه وعلى عقوبته، وفق مقتضيات الفصلين 1 و2 من ظهير 21 ماي 1974.
إلى ذلك، وفي سياق تصدي المركز القضائي (BJ)، والفرق والمراكز الترابية، والوحدات الدركية، التابعة لسرية الجديدة وسرية سيدي بنور، والخاضعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، (في سياق التصدي) لترويج المحظورات و"السموم"، بما فيها "الماحيا"، أوقفت دورية محمولة من الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، كانت تشن حملاتها الاعتيادية في منطقة نفوذها الترابي، لاستتباب الأمن، (أوقفت) شخصين على متن سيارة خفيفة مستوقفة في محطة للبنزين، على الطريق الإقليمية رقم: 3427ـ الرابطة بين أزمور ومدارة "المصور راسو"، محملة بأزيد من 100 لتر من "الماحيا"، كانت في طريقها إلى الترويج في المنطقة. إذ اقتاد المتدخلون الدركيون المروجين إلى مقر المصلحة الدركية بأزمور، حيث وضعتهما الضابطة القضائية تحت تدابير الحراسة النظرية، في إطار المسطرة الجنحية التلبسية، التي أجرتها تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وقد كانت المفاجأة التي كشف عنها المحققون من المركز الترابي بازمور، هو اكتشاف مصنع معد ل"الماحيا" بالمدار الحضري لأزمور، وتحديدا في حي السلام، كان المروج الرئيسي يقوم فيه بتقطير وتصنيع المسكر، في منزله بالطابق الثالث، الذي انتقلوا إليه، وحجزوا من داخله، بتنسيق مع وكيل الملك لدى ابتدائية الجديدة، وبحضور عناصر من الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية أزمور، أزيد من 400 لتر من "الماحيا"، ومعدات التقطير والتصنيع (طنجرات الضغط "كوكوتات" – قنينات غاز – أنابيب بلاستيكية – 50 كلغ من الشريحة المخمرة..).
هذا، فإن مروج "الماحيا" الموقوف، والذي يقيم مع أسرته بمدينة أزمور، من ذوي السوابق العدلية، وقد ظل يمارس، منذ حوالي سنتين، منذ الإفراج عنه من السجن، نشاطاته في وضح النهار، دون أن ترصده وترصد تحركاته ونشاطاته المحظورة، أعين وآذان ذوي الاختصاص الترابي.
وبالمناسبة، فقد كان يثقل مدينة أزمور ونواحيها، ومدينة الجديدة وإقليمها، ومنطقة دكالة، بمسكر ماء الحياة، الذي غالبا ما يكون، على غرار المخدرات، سيما مخدر الشيرا، و"القرقوبي"، سببا في ارتكاب جرائم بشعة بالأسلحة البيضاء، تنتهي فصولها الدموية في مستودع حفظ الأموات، أو في قسمي الإنعاش والمستعجلات.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة