على طريقة أفلام الإثارة، نفذ مجرم من ذوي السوابق العدلية في مجال السرقة (récidiviste)، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس، سرقة هوليودية بمركز الوليدية، بتراب إقليم سيدي بنور.
فكما كانت عملية السرقة مثيرة، كانت مثيرة عملية إيقاف الفاعل، في أقل من 24
ساعة، والتي شاركت فيها فرق ترابية ووحدات من سرية الدرك الملكي بسيدي بنور،
التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة.
النازلة وقعت فصولها في حدود منتصف ليلة أمس الخميس،
عندما تقدم مجرم خطير (25 سنة)، إلى سائقة سيارة خفيفة من نوع "هيونداي
أكسنت"، سوداء اللون، كانت تستوقف عربتها بمركز الوليدية، وكانت تبقي على
الباب الأمامي لسيارتها مفتوحا. وقد استغل المجرم خلاء المكان من المارة، وضعف
الإنارة العمومية، ووضع على ركبة السائقة سكينا من الحجم الكبير (جنوي)، وأرغمها
على مغادرة سيارتها، وتمكينه من مفتاحها،
حيث صعد على متنها، وشغل محركها، ثم انطلق
بسرعة جنونية.
الضحية التي تتحدر من آسفي، التحقت لتوها
بمقر الفرقة الترابية للدرك الملكي بالوليدية، وسجلت شكاية علاقة بالنازلة، وأطلعت
رجال الدرك المداومين على ظروف وملابسات السرقة التي استهدفت عربتها.
هذا، وفور استجماع جميع المعطيات، سادت حالة
استنفار لدى المصالح الدركية، التابعة لسرية سيدي بنور، حيث انتشرت دوريات راكبة على جميع المحاور الطرقية، وكان
المتدخلون الدركيون في أقصى درجة التأهب.
وقد استمرت حملات التمشيط إلى صباح اليوم
الجمعة.. لكن الفاعل تبخر في الطبيعة، لدرايته بجغرافية المنطقة، واستفادته من
تجاربه في السرقة، التي صقلها خلف القضبان، حيث قضى عقوبات سالبة للحرية.
وفي حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم
الجمعة، فبينما كانت الضحية تتواجد داخل مركز الدرك بالوليدية، أطلعت رجال الدرك
على كونها نسيت هاتفها النقال فيعربتها المسروقة. فطلب منها قائد العمليات بربط
الاتصال بهاتفها المحمول. وقد كانت المفاجأة كبيرة. فهاتفها كان مشغلا، والفاعل
سارع إلى الإجابة عن المكالمة. إذ طلب منها أن تحضر مبلغا ماليا بقيمة 65000 درهم،
مقابل استرجاع عربتها. الضحية أبدت، بإيعاز من رجال الدرك، استعدادها للدفع، ودخلت
مع الفاعل في مفاوضات، بغية تخفيض المبلغ الذي ألح في الحصول عليه.
وبعد أخذ ورد، حصل الاتفاق بين الطرفين على
المبلغ، وكذلك على موعد اللقاء الذي حدد الفاعل مكانه، ما بين مدينة جمعة اسحيم، التابعة لإقليم آسفي، وجماعة "الحكاكشة"، التابعة لإقليم سيدي
بنور.
وفي الموعد المضروب، كانت عربات غير مميزة،
على متنها عناصر من الفرق الترابية، التابعة للوليدية، والزمامرة، وأولاد عمران،
ومن مختلف وحدات سرية سيدي بنور، قد انتشرت في المنطقة، في وكان المتدخلون
الدركيون يضربون في سرية تامة عمليات مراقبة وترصد. ما أفضى إلى تحديد موقع
الفاعل، الذي كان في انتظار الضحية، من أجل إجراء صفقة التبادل. لكنه سرعان ما فطن
إلى الخطر المحدق الذي كان يتهدده. حيث انطلق بالسيارة المسروقة بسرعة جنونية، وهو
يشق المسالك المتربة، والحقول، والتضاريس الصعبة. وقد تمت ملاحقته من قبل الدوريات
المحمولة، إلى أن شارف على مدخل مدينة الزمامرة. لكنه سرعان ما عرج على طريق ثانوية،
مؤدية إلى دوار "الكصابة"، غير بعيد من جماعة "الحكاكشة". وعندما
أحس بتضييق الخناق عليه، سيما أنه لا يحسن السياقة، غادر العربة، وأطلق ساقيه
للريح.. لكن مطارديه تعقبوه جريا على
الأقدام، إلى أن تمكنوا من إيقافه.
إلى ذلك، فالمجرم الذي أوقفته المصالح الدركية،
التابعة لسرية سيدي بنور، في حدود الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة، في ظرف
وقت قياسي، لم يتعد 18 ساعة، من ذوي السوابق العدلية في مجال السرقة (repris de justice).
وقد أفرج عنه حديثا من السجن، حيث قضى
عقوبات سالبة للحرية، بعد أن أوقفته المصالح الشرطية بمفوضية الزمامرة، التابعة
للمنطقة الأمنية الإقليمية لسيدي بنور، على خلفية سرقات مماثلة، وبالسيناريو ذاته.
فقد كان يعمد إلى سرقة عربات تحت طائلة تهديد سائقيها بالسلاح الأبيض، وبعدها، كان
يطلب منهم، لاسترجاعها، مبالغ مالية.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة