عاش منتجع سيدي بوزيد، الأحد 29 يوليوز 2018، من الساعة
العاشرة مساءا، وإلى غاية الساعات الأولى من صبيحة اليوم الاثنين، حالة اختناق غير مسبوقة في حركة السير والمرور
على شوارعه الضيقة والمحدودة، نظرا للكم الهائل من العربات ذات لوحات معدنية
بترقيم من مختلف مدن المغرب، ومن بلدان
أجنبية، والتي تقاطرت، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وامتدت إلى الاثنين (عيد
العرش)، على منتجع سيدي بوزيد، الذي أصبح، في فصل الصيف، قبلة مفضلة
للزوار والسياح من داخل وخارج أرض الوطن.
ومما ساهم في اختناق حركة السير والمرور، توافد الزوار،
فصل الصيف هذا، بشكل منقطع النظير، على منتجع سيدي بوزيد، لاعتبارات، منها شاطئه
الرملي الخلاب، وبعد عاصمة دكالة عن مدينة
الدارالبيضاء، بأقل من 60 دقيقة، بعد أن أصبحت الجديدة، بفضل الطريق السيار ووسائل
النقل والمواصلات (القطار..)، عبارة عن
أحد الأحياء السكنية، الخاضعة لنفوذ العاصمة الاقتصادية، ناهيك عن رخاء المعيشة
وكلفة الإقامة، مقارنة من منتجعات الشمال. كما ساهمت توسعة الطريق الساحلية
الرابطة بين الجديدة ومنتجع سيدي بوزيد، وتزويدها على طول جنباتها، على غرار
المحور الطرقي من الطريق الوطنية رقم: 1، الرابط بين الجديدة وأزمور، بأعمدة الإنارة العمومية، وغياب جاهزية الطريقة
الجهوية رقم: 301، الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر، علاوة على وفرة وسائل النقل العمومي
("الطوبيسات" و"الطاكسيات")، على مدار ساعات اليوم، (ساهمت)
في الإقبال والتردد بشكل دءوب على منتج سيدي بوزيد، سيما أنه يعيش، منذ أزيد من
أسبوع، على إيقاع أنشطة ترفيهية وسهرات فنية، تستمر يوميا إلى ساعة متأخرة من
الليل.
هذا، فقد وجد رجال الدرك الملكي المكلفين بتنظيم حركة
السير والمرور، ليلة الأحد الماضي، صعوبات في تغيير مسار واتجاه العربات القادمة من شارع
المسيرة الخضراء، ومن شوارع غير بعيدة عن "الكورنيش"، كلها تصب في اتجاه
شارع الحسن الثاني، ذي الاتجاه الوحيد، والذي عرفت الساحة العمومية اللصيقة به،
إحياء سهرة فنية، تابع فعالياتها جمهور غفير.
وقد تسبب تدفق العربات في اختناق شديد في حركة السير
والمرور. ما استدعى تدخل تعزيزات دركية من كوكبة الدراجيين، ومن مختلف الوحدات لدى
سرية الدرك الملكي بالجديدة، ومن الفرقة الترابية للدرك الملكي بسيدي بوزيد. وقد
استعان بالمناسبة المتدخلون الدركيون بالحواجز الحديدية، التي نصبوها عند مفترق
الشوارع، وعند مداخلها.
إلى ذلك، فإن الحل الذي اعتمده المسؤولون الدركيون
لتجاوز الاختناق المروري بمنتجع سيدي بوزيد، قد لا يعطي أكله ونجاعته، خلال الأيام
القليلة القادمة، سيما بحلول شهر غشت، حيث تتضاعف ساكنة عاصمة دكالة ومنتجع بوزيد
بأكثر من ثلاثة مرات، وخاصة مع تنظيم فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، الذي
سيقام من الجمعة 3 غشت، وإلى غاية الجمعة 10 غشت، وكذا، مع إقامة مهرجان جوهرة في
نسخته الثامنة، أيام الجمعة والسبت والأحد 10 – 11 – 12 غشت،
وأمام هذا الوضع الذي من شأنه أن يزيد من حدة اختناق
حركة السير والمرور بمنتجع سيدي بوزيد، وما قد يواكب ذلك من استنزاف لطاقات وموارد
رجال الدرك الملكي، على قلتهم، وتعقيد مهامهم التي تكمن في استتباب الأمن والنظام
العام في منطقة نفوذ شاسعة، بات من الضروري وأكثر إلحاحا تدخل السلطات الوصية
والمعنية، ممثلة في السلطات الإقليمية والمحلية، والجماعة الترابية ل"مولاي
عبد الله"، بشكل استعجالي، من أجل اتخاذ قرار بالمنع المؤقت لحركة السير والمرور، خلال شهر غشت،
من الساعة التاسعة من مساء كل يوم، وإلى ما بعد منتصف الليل، في محاور طرقية
وشوارع محددة بمنتجع سيدي بوزيد. وهذه مسألة يتعين على المصطافين والسكان
والمقيمين في مركز سيدي بوزيد، تفهمها، وترجيح كفة المصلحة العامة. كما يتعين، من
أجل عدم عرقلة سير العربات القادمة من جماعة مولاي عبد الله، مرورا عبر شارع
"تيط،، وضع علامة تشوير طرقي مؤقتة،
عند ملتقى شارع الحسن الثاني، وشارع تيط (COS ONE)، تمنع سائقي
العربات من أن يعرجوا شمالا، في اتجاه ال"هاسياندا".
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة