في جو شبابي مفعم
بالحماس افتتحت البارحة فعاليات الجامعة الصيفية "دورة الفقيد عبد الجبار
بنمباركة" التي تنظمها منظمة شباب حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ايام 20-21-22
و23 شتنبر 2018 بمركز التخييم الحوزية تحت
شعار "الشباب قوة التغيير" .
هذه الدورة التي سيحضرها
مئات شباب المؤتمر الوطني الاتحادي من
مختلف المدن المغربية ستعرف عدة ندوات وورشات على مدار الايام الاربعة تتناول عدة
قضايا يتضمنها برنامج الجامعة من مواضيع الساعة بدء باليات النضال الشعبي وتاريخ
الحركة الديمقراطية والحياة الجامعية
والحركة الطلابية والقضية الفلسطينية ومسالة الدين والسياسة وسينشط ورشات الدورة
مجموعة من الاطر والاساتذة وستتوج باجتماع
للجنة المركزية لمنظمة الشباب الاتحادي يوم الاحد 23/9/2018
الجلسة الافتتاحية
حضرها بالإضافة لشبيبة الحزب وقيادته
الوطنية جمهور من المناضلين والمناضلات
وشباب فيدرالية اليسار الديمقراطي من
ازمور وسيدي علي بنحمدوش والجديدة ... انطلقت بقراءة الفاتحة على روح الفقيدين احمد
اخميس وعبد الجبار بنمباركة وتميزت بكلمات
المكتبين السياسي والوطني للمنظمة اثيرت فيهما مستجدات الاوضاع الدولية والاقليمية
وقضايا الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تعيشه بلادنا المتسم بأزمة هيكلية
وانسداد افاق المستقبل في غياب ارادة حقيقية لمراجعة الاوضاع بما يفضي الى
الانفراج عوض ذلك عمد الحاكمون الى
اتباع اسلوب الماضي في مواجهة الاحتجاجات
الشعبية بالقمع وتشديد القبضة الامنية
والسعي لتجفيف منابع المقاومة عن طريق الاعتقال الجماعي للمناضلين وتسخير القضاء الغير مستقل لاستصدار احكام
خيالية طالت شباب حراك الريف وجرادة....اللحظة تقول كلمة المكتب الساسي التي
القاها يونس فيراشين هي لحظة اليسار ;ونواته الصلبة "فيدرالية اليسار
الديمقراطي" الذي هو القادر على شحن الهمم لمواجهة هذا التردي الذي طال
الاوضاع الاجتماعية والسياسية والحقوقية حيث يسعى الحاكمون الى العودة بالمغرب
لسنوات الرصاص والزج بالبلاد في نفق مظلم .
بعد ذلك اعطيت
الكلمة للأمين العام للحزب عبد السلام
العزيز الذي تناول في اطار الندوات المبرمجة ضمن فعاليات هذه الجامعة
الصيفية موضوع " الجامعة المغربية
والتأطير الفكري " عاد من خلالها في عرض مفصل و شيق بالشباب الحاضر لتاريخ
الحركة الطلابية والحياة الجامعية سنوات
الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي ملقيا الضوء على الدور الذي لعبه الاتحاد
الوطني للطلبة المغرب والجامعة المغربية
في تكوين الرعيل الثاني من
المناضلين .
ذاك الزمن الجميل زمن الاساتذة الكبار من امثال
العروي والجابري وبلال ..زمن حلقات النقاش الطويلة بالاحياء الجامعية وفضاءات
كليات الرباط وفاس ومراكش... زمن اهتمام
الطلبة والمناضلين بالتكوين والتثقيف والقراءة المستمرة لامهات كتب الفلسفة
والاقتصاد والاجتماع.. زمن الحوار الفكري
بين الفصائل المختلفة للحركة الطلابية في
اطار منظمتها العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي كان لها الاثر الكبير في
تكوين جيل كامل من المناضلين والاطر الكفءة شكلوا العمود الفقري للرأسمال البشري للدولة
والاحزاب الوطنية والديمقراطية المغربية .كما استعاد السيد عبد السلام العزيز
ذكريات مؤتمرات وانشطة المنظمة الطلابية
التي كانت لوحدها تشكل جامعة للتكوين الفكري والسياسي للطلبة ساهمت من موقعها في
تحفيز الأحزاب السياسية
والديمقراطية عبر شبيباتها وفصائلها الطلابية
لتبني مواقف وشعارات قوية كان لها الاثر في تحقيق مكاسب على الواجهة
السياسية والحقوقية...ولم يفوت السيد العزيز
الفرصة لسرد تفاصيل ما جرى في مؤتمرات هذه المنظمة خصوصا المؤتمرات 15 و16
و17 هذا المؤتمر الاخير الذي تكالبت عليه الظروف
السياسية لتلك الفترة والمواقف المتقاعسة لبعض الفصائل مما سهل على الحكم بعد
ذلك الانقضاض على مناضلي الحركة الطلابية
بالاعتقال والقمع وفتح المجال لتيارات جديدة لتحيد الجامعة عن دورها الريادي
والمنفتح المؤطر والمساير للحركة الاجتماعية ونضالات الشعب المغربي في اطار الشعار الخالد " لكل نضال جماهيري
صداه في الجامعة " الى قلعة للعنف
والعنف المضاد بين مختلف الفصائل في
محاولة لحسم خلافات فكرية وعقائدية بحد السيف والدم والقتل .
لم تعد الجامعة
نبراسا تنير طريق المجتمع بل اصبحت عالة علية بتخريج الاف العاطلين وتفريخ العنف
ومنتجعا لكل النعرات القبلية والاثنية والعقائدية
وهو ما يحتم على شباب اليسار ان يستعيد المبادرة لإرجاع
قطار الجامعة الى سكته متسلحا بالفكر العلمي واليات الحوار والاقناع وتفادي
التعامل بالكليشيهات والأفكار المدسوسة التي تسمم الاجواء الطلابية وتشغل الشباب
بمعارك هامشية تسيء لليسار وتعزله عن محيطه الجماهيري وتبعده عن النضال من اجل
القضايا الاساسية في الكرامة والديمفراطية والعدالة الاجتماعية التي تحاول بعض
الاطراف ان تشغلنا عنها بجرنا الى معارك
هلامية تتعلق بقضايا الهوية والافكار والعقائد
ان الديانات
السماوية بمحتواها الانساني وما تشمله من
قيم العدل والمساوات لا يمكن الا ان تكون
في خدمة الشعوب واثار في هذا الصدد الاستاذ العزيز نضال لاهوت التحرير
بأمريكا اللاتينية وتعاطي الاحزاب التقدمية بالسودان مع الدين الاسلامي و حذر
بالمناسبة في هذا الصدد من نتائج النقاش الذي اثير مؤخرا حول حج الكاتب الوطني
لحزب الطليعة الاستاذ بوطوالة لانه نقاش مدسوس يؤجج سعيره كل من يريد شيطنة اليسار
وايجاد كليشيهات تخدم مصالح خصومه واعدائه ..
هذه المداخلة القيمة تبعها نقاش متنوع وتفاعل معها الشباب بحماس مما يثير الشهية لباقي اشغال هذه الدورة التي
لابد وانها ستكون غنية ومفيدة للشباب المتعطش للمزيد من الولائم
الفكرية والنضالية
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة