المديرية العامة للأمن الوطني
كانت حاضرة بقوة وتميز في فعاليات معرض الفرس الدولي، المنظم في نسخته الحادية عشرة،
من 16 إلى 21 أكتوبر 2018، في مركز المعارض محمد السادس بالجديدة، من خلال رواق الأمن الوطني، الذي أقامته في فضاء المعارض، وكذا، بمشاركة شرطة
الخيالة (police équestre)، التي أبهرت بعروضها الشيقة
على حلبتي "أ" و"ب".
هذا، فمن رواق الأمن اوطني، الذي شكل حضورا متميزا للمديرية العامة للأمن الوطني، تم مد زوار ورواد المعرض من داخل وخارج أرض الوطن، ومن الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، والمؤسسات العمومية والخاصة، وعموم المواطنين، بشروحات مستفيضة عن مشاركة شرطة الخيالة، في معرض الفرس الدولي بالجديدة، وعن الأساليب والتقنيات التي تعتمدها في ترويض الخيول (...). كما شكل رواق الأمن الوطني فضاء لتلقين دروس في المواطنة، والتشبع بمقدسات ثوابت المملكة. حيث رددت مجموعات من تلامذة المدارس والمؤسسات التربوية من مختلف جهات المملكة، النشيد الوطني، بأصوات امتزجت بأصوات الأمنيين بالزي الرسمي، المشرفين على الرواق، كما يظهر في "الفيديو" رفقته.
وبالمناسبة، فقد كان رواق الأمن
الوطني حظي، شهر أكتوبر 2013، بزيارة
الملك محمد السادس، عند افتتاح الدورة السادسة لمعرض الفرس الدولي، التي كان تنظيم
فعالياته على حلبة الأميرة للامليكة، بعاصمة دكالة.
الحضور المتميز للمديرية العامة
للأمن الوطني، كان أيضا من خلال العروض الشيقة التي قدمها فرسان وفارسات شرطة
الخيال، وخيرة الخيول، المنتسبون إلى مدرسة
شرطة الخيالة بالقنيطرة.
فعلى أرضية الحلبة
"أ"، كانت فرقة شرطة الخيالة، المشكلة من 10 فارس وفارسة، في الموعد مع
التألق، وعلى كوعد مع التاريخ، من خلال العرض الرائع الذي قدمته، إثر بناء الثقة بين
الفرسان والفارسات، والخيول المروضة، في فن الترويض (carrousel)، والذي حمل اسم "الخيول المنيرة" (les chevaux de lumière)، والذي كانت فيه الخيول تخترق
طلمة الليل، بمصابيح كانت تزينها باللونين
الأخضر والأحمر، في تجسيد للعلم الوطني، كما يظهر في "الفيديو" رفقته.
وقد اعتبر عرض "الخيول
المنيرة" من أفضل العروض الفنية في مجال فن الترويض، التي قدمتها أجود الفرق المشاركة،
التي قدمت من بلدان ما وراء البحار.
وعلى حلبة "ب"، نالت
كذلك فرقة التدخل وفرقة ال(voltige)، التابعتان لمدرسة شرطة الخيالة، إعجاب المتفرجين وزوار ورواد
المعرض، من داخل وخارج أرض الوطن، من خلال العروض الشيقة، التي قدمتاها بالموازاة،
على صهوة الخيول المروضة من نوع "frison"، ذات أصل هولندي، في التدخلات
الأمنية؛ وفي الحركات الهوائية.
هذا، وأبهرت الفارسة الشرطية،
التي شكلت نصف فريق شرطة الخيالة، بشجاعتها وأدائها المتميز والرائع، على صهوة خيرة الخيول من أصل أندلسي–إسباني.
وبالمناسبة، فقد كانت أول مشاركة للفارسة الشرطية من فرقة الخيالة، في عرض
"كاروسيل"، في معرض الفرس الدولي، الذي كانت حلبة الأميرة للاملكية،
احتضنت فعالياته، شهر أكتوبر من سنة 2014.
إلى ذلك، فإن مشاركة المديرية
العامة للأمن الوطني في التظاهرة الدولية لمعرض الفرس الدولي، المنظم في دورته
الحادية عشرة بالجديدة، من خلال فرسان وفارسات شرطة الخيالة، ورواق الأمن الوطني،
قد عهد الإشراف الفعلي وتتبعها الميداني، على غرار الدورات السابقة، إلى الدكتور عبد
الكريم الحرارتي (مراقب عام للأمن الوطني)، الذي يشغل منصب مدير مدرسة شرطة الخيالة
بالقنيطرة.
وفي تصريح خص به الجريدة مسؤول رفيع
المستوى من مديرية الأمن الوطني، فإن مدرسة شرطة الخيالة (police montée)، التابعة للمعهد الملكي
للشرطة بالقنيطرة، قد شيدت في قلب غابة
المعمورة، على مساحة 10 هكتارات. حيث إن هندستها
المعمارية وبنيتها التحتية تجعلان منها مؤسسة تكوينية، تستجيب للمعاير المعمول بها
دوليا في هذا المجال. وتضم هذه المدرسة التجهيزات الضرورية للترويض والتكوين، و164
مربطا للخيول، وعيادة بيطرية، وحلبة
للترويض، مساحتها 2400 متر مربع، وحلبة مغطاة للتداريب، مساحتها 1250 متر مربع،
ومخزنا للعلف والكلأ.
وقد انطلقت، بحر سنة 2014، أشغال
توسعة بعض مرافق مدرسة الخيالة للشرطة، همت بالخصوص بناء حلبة للترويض، بمواصفات
أولمبية، على مساحة 1700 متر مربع، وهي مجهزة بشرفة خاصة بالحكام، ونادي
للاستراحة. ناهيك عن تشييد مصحة بيطرية، ومسالك لترويض الخيول بالنظم الآلية. حيث
إن الغاية من هذه التوسعة، توفير البنيات التحتية الضرورية لضمان تكوين عصري،
يواكب مختلف التحديات الأمنية، وخلق مجال مهم لتنظيم مختلف التظاهرات في رياضة
الفروسية، تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية.
هذا، ويتطلب إدماج الفرس في
المنظومة الأمنية تكوينا متينا ومناسبا. ولتحقيق هذه الغاية، فإن برامج التكوين
المعتمدة في هذه المؤسسة، ترتكز على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين
التطبيقية. وتنظم المدرسة تمارين تخصصية، لفائدة حراس الأمن الذين اختاروا عن
طواعية العمل بفرق شرطة الخيالة. ويتمكن الفارس المتدرب في نهاية التكوينات، من
التحكم في قيادة الفرس، وتحضيره لتأدية المهام التي تنتظره، على أكمل وجه.
وتسهر مدرسة شرطة الخيالة كذلك
على إعداد دورات تكوينية مستمرة، لفائدة الفرق الجهوية للخيالة التابعة للمصالح
الأمنية اللاممركزة، بغية ضمان تأهيلها، والرفع من كفاءاتها المهنية، والرقي بجودة
تدخلاتها وأدائها.
وتستلزم الخيول متابعة صحية
مستمرة. ومن ثمة، فإن مدرسة الخيالة تتوفر على عيادة بيطرية مجهزة بوسائل الفحص
والعلاج الضرورية، يشرف عليها طاقم بيطري متخصص.
ولأن حوافر الخيول تحظى بأهمية
بالغة وعناية خاصة، فإنه يتم فحصها وتنظيفها وصيانتها بانتظام. فجمالية حوافر
الخيول لا تعكس فقط مهنية المصفح، بقدر ما تعكس العناية التي يوليها الفارس
لمطيته.
وتباشر فرق الخيالة مهامها في
عدة مدن، منها الحواضر الكبرى، والمدن الساحلية، والمواقع ذات الطبيعة الجغرافية
والحضرية الخاصة. وتكمن هذه المهام في
مراقبة الأماكن التي يصعب الولوج إليها على متن السيارات والدراجات، من قبيل
المواقع السياحية، والحدائق والمنتزهات العمومية، والمناطق الغابوية الكائنة بتراب
المدارات الحضرية. وتهدف هذه المهام وهي ذات طبيعة استباقية ووقائية وردعية
بالأساس، وكذا، زجرية، إذا اقتضت الضرورة ذلك، (تهدف) إلى استتباب الأمن والنظام
العام، وتكريس الشعور بالأمن لدى المواطنين.
وموازاة مع دور الفرق الجهوية
لشرطة الخيالة المجهزة بجميع وسائل التدخل الضرورية، ووسائل الاتصال، والتي تعمل في دوريات ثنائية، (دورها) في
مراقبة الشارع العام، فإن تدخلاتها في مجال الأعمال النظامية، ومن ضمنها التغطية الأمنية
للملاعب الرياضية، باتت تحتل مكانة متميزة ضمن الهمام المنوطة بها.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ
انخراطها، سنة 2013، في الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، سهرت مدرسة
الخيالة للشرطة على إنشاء فريق متكون من فرسان أكفاء، يتم تكوينهم بدعم من
أخصائيين ومهنيين، ليمثلوا الأمن الوطني في التظاهرات الرياضية في الفروسية، تحت
رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية.
هذا، وتعرف رياضة الفروسية تطورا متناميا. وبالمناسبة، فازت فرقة شرطة الخيالة بالميدالية الذهبية
لبطولة المغرب لترويض الخيول، وبالميدالية الفضية في البطولة العسكرية للقفز على
الحواجز صنف "ب"، في "أسبوع الفرس" بدار السلام 2018. كما حققت نتائج جد مشرفة في مختلف بطولات القفز
على الحواجز، وترويض الخيول، المنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية لرياضة
الفروسية. وقد نالت الميدالية البرونزية لبطولة المغرب لترويض الخيول، في
"اسبوع الفرس"، بدار السلام على التوالي سنة 2017، وسنة 2016،
وبالميدالية الذهبية في البطولة العسكرية للقفز على الحواجز صنف "ب"، في
"أسبوع الفرس"، بدار السلام 2015.
وقد شاركت فرق شرطة الخيالة في تأمين الأحداث الكبرى، كالتغطية الأمنية في المؤتمر العالمي للتغييرات المناخية "كوب 22" بمراكش. كما تقوم بتأمين التظاهرات الرياضية الوطنية. حيث يعهد إليها مهام المحافظة على النظام العام، خلال التظاهرات الرياضية، والمحافل الفنية الكبرى، كمباريات كأس العالم للأندية "كوب 22"، ومهرجان موازين (..).
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة