ليس وحدها الساعة التي عمدت حكومة العثماني إلى تثبيتها في التوقيت بالمغرب (غرينتش + 1)، ما أحدث ارتباكا في عادات وسلوكات وحياة ساكنة حي السعادة الأولى بمدينة الجديدة، وتحديدا شارع جمال الدين الأفغاني، وإنما كذلك الانتقائية في الاستفادة من الإنارة العمومية.
فمع آذان صلاة الصبح، تعمد، صباح كل يوم، الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة، بشكل مبرمج أوتوماتيكيا إلى تعطيل الإنارة العمومية، من 12 عمودا كهربائيا، يمتد على جنبات شارع جمال الدين الأفغاني، في شطره الممتد من مقهى "كاطانيا"، وإلى غاية مخفر الشرطة، المصفد بابه، منذ أمد بعيد، على طول يزيد عن 300 متر. في حين، يظل باقي سكان شارع جمال الدين، والدروب والأزقة المتفرعة عنه يستفيدون من الإنارة العمومية إلى غاية الساعة الثامنة والنصف صباحا، أي بعد أن تبزغ الشمس في السماء، وتصبح الإضاءة طبيعية وبالمجان.
هذا، ويسود "استثناءا" في الشطر الأول من شارع جمال الدين الأفغاني، ابتداء من السابعة السابعة، لحظة تعطيل الإنارة العمومية، ظلام دامس، لا يبدأ في الاندثار إلا بدقائق، بعد الساعة الثامنة صباحا. ظلام بات يحول دون توجه المواطنين إلى مسجد السعادة الأولى، لصلاة الصبح، خوفا على سلامتهم، سيما أنهم مضطرون للمرور عبر شارع جمال الدين الأفغاني، الذي تنعمد فيه الإنارة العمومية، ويخيم عليه الظلام. وضع يزداد حدة في ظل تعطيل مخفر الشرطة، منذ وقت طويل، عن استتباب الأمن والنظام العام، وغياب الدوريات الأمنية الراكبة (سيارت النجدة، والدراجات النارية..)، التي من المفترض والمفروض أن تغطي حي السعادة الأولى، الذي يخيل للمرء أنه تجمع سكني، يقع خارج المدار الحضري للجديدة، بالنفوذ الترابي للدرك الملكي.
هذا، فإن غياب الأمن والأمان بشارع جمال الدين الأفغان ، قد يعرض المواطنين ل"الكريساج"، والمحلات التجارية والسيارات المستوقفة، للسرقة من قبل "الشفارا"، الذين قال عليهم معالي المسؤول الحكومي أنهم يكونون نائمين في الصباح. وللإشارة، فإن ثمة سوقا بالجوار، يتفرع عن شارع جمال الدين الأفغاني (مارشي السعادة)، يتردد عليه "الشماكريا" من الدواوير المجاورة، حيث أصبحوا يتخذون من فضائه المظل، والبعيد عن الأعين والمراقبة الأمنية، مرتعا آمنا لاستهلاك المحظورات، وممارسة أشياء أخرى.
ومن جهة أخرى، فإن الأباء يخشون على فلذات أكبادهم، الذين ينتقلون يوميا مشيا على الأقدام، وسط الظلام، إلى مؤسساتهم التعليمية.
إلى ذلك، فإن الوضع الأمني بحي السعادة الأولى، وخاصة شارع جمال الدين الأفغاني، يدق ناقوس الخطر، بسبب الظلام الدامس، الناجم عن الانتقائية في الاستفادة من الإنارة العمومية، التي يؤديها المواطنون بالتساوي في فاتورات المستحقات الشهرية عن استهلاك الإنارة المنزلية. وضع تتحمل فيه وكالة "لاراديج"، ناهيك عن غياب دوريات الشرطة، المسؤولية، في حال وقوع ما من شأنه أن يهدد سلامة وأمن المواطنين، رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة