تحت شعار "" مستقبل الاقليم رهين بالمشاركة الفعالة للمواطنات والمواطنين في الحياة السياسية"انطلق المؤتمر الاقليمي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بالجلسة الافتتاحية التي عقدت، اليوم السبت، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة بحضور القيادات المحلية لأحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي والهيات السياسية والحقوقية والجمعوية المدعوة وجمهور غفير من المواطنات والمواطنين. و مناضلي القوى التقدمية بالمدينة والاقليم .
هذا ومن المنتظر ان يستمر المؤتمر اشغاله وينهيها غدا الاحد بالمصادقة على الاوراق المطروحة وانتخاب قيادة اقليمية جديدة.
الجلسة الافتتاحية سيرتها ونشطتها شابة من الشباب الازموري وتخللت فقراتها وصلات غنائية للفنان سعيد بودويل الذي الهب مشاعر الحضور باغاني ملتزمة للفنان مارسيل خليفة وكانت هذه الجلسة قد انطلقت بقراءة الفاتحة ترحما على جميع شهداء الشعب المغربي الذين قدموا حياتهم فداء من اجل ان يعيش المغاربة في وطن تسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ثم اعطيت الكلمة للكاتب الاقليمي صلاح الدين بحرارة الذي القى كلمة مطولة و قوية تطرق فيها لجميع القضايا التي تشغل بال الراي العام المحلي والوطني معتبرا ان المؤتمر ،هو اضافة اخرى للسجل النضالي للحركة الاتحادية بمنطقة دكالة و محطة جديدة في مسيرة الحزب النضالية من جهة لتقييم المرحلة السابقة وتثمين ورسملة كل ايجابياتها ، والدفع بها الى الامام، ومن جهة اخرى للامساك بحلول الإشكالية المعقدة التي تعيق وتفرمل عملية التغيير والإصلاح الذي يصبو اليه الحزب هو وباقي المكونات الديمقراطية ونواتها فيدرالية اليسار الديمقراطي.
وفي موضوع القضية الوطنية اعتبر الكاتب الاقليمي ان الوضع لا زال يراوح مكانه بمنطقة شمال افريقيا نتيجة فساد وتعنت اغلب الأنظمة الحاكمة بالمنطقة التي تقف حجر عثرة امام بناء مغرب عربي للشعوب حيث لا زال النظام الجزائري يعمل على عرقلة أي حل لقضيتنا الوطنية ويعيق أي إمكانية لبناء وحدة مغاربية أصبحت مطلبا ملحا لشعوب منطقة شمال افريقيا .
الحال على المستوى الوطني اخذا وقتا مهما من كلمة الكتابة الاقليمية يمكن تلخيصه في تازم الوضع الاقتصادي والاجتماعي نتيجة تغييب المراقبة الشعبية واستشراء الفساد وتغول الاستبداد ونهب ثروات الوطن ، واتخاذ اجراءات لا شعبية من طرف الحكومة الحالية التي همت الزيادة في أثمنه الخدمات والمواد الاساسية وضرب مكتسبات الاجراء في التقاعد ونهج سياسة لاشعبية ادت الى ارتفاع معدلات البطالة وضعف واضح في الخدمات الاجتماعية من صحة وامن وتعليم.
كلمة الكتابة الاقليمية ركزت كثيرا على الاوضاع الاقليمية حيث قال السيد بنحرارة ان المنطقة تعرف ترديا شاملا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والأمنية بمدن وقرى إقليم الجديدة، نتيجة سنين من الفساد والنهب والفوضى والعشوائية، تتحمل مسؤوليتها لوبيات تداولت على مجالسها لعشرات السنين بتواطؤ مفضوح من السلطات، التي حرصت على حماية خريطة سياسية أبطالها مجموعات من المفسدين سواء بما يسمى الأغلبية أم المعارضة، كان همهم جميعا مراكمة الثروات وسرقة خيرات الإقليم تحت أعين السلطات، التي غضت البصر عن كل المجازر التي ارتكبت بحق الإقليم ، وحاصرت كل الأصوات المناهضة، ودجنت جزءا كبيرا من المجتمع المدني والسياسي، وأنشأت جيشا من "البلاطجة" للتشويش على النضالات الحقيقية للقوى الديمقراطية. وعملت على عرقلة وتمييع كل محاولات الإصلاح التي كان وراءها شباب ومناضلوا المنطقة.
ان إقليم الجديدة أيها الاخوة يضيف السيد بنحرارة يزخر بمؤهلات سياحية وصناعية وفلاحية كبيرة كان يمكن ان يكون من الأقاليم الرائدة في التنمية ومستوى عيش ساكنته، غير ان الملاحظ ان هذه الخيرات أصبحت تشكل نقمة على المنطقة، فمن جهة لا تستفيد ساكنتها من هذه الخيرات، التي تستحوذ عليها القلة المحظوظة ،في حين تعيش الاغلبية خصوصا بالقرى ومراكز الهامش والاحياء الشعبية شظف العيش وتعاني من البطالة وانعدام الخدمات الاساسية من تعليم وصحة وشغل، حيث ترتفع اعداد المعطلين عن العمل وضمنهم الكثير من حملة الشواهد الجامعية وهو ما ينذر بأخطر العواقب على استقرار وامن المنطقة .ومن جهة اخرى تساهم المؤسسات الصناعية بالجرف الاصفر وغيرها من الأحياء الصناعية في تلويث المجال حيث تنفث مداخن هذه المؤسسات يوميا كميات هائلة من الغازات والادخنة ،تسبب امراضا تعاني منها الساكنة وتتجلى في الامراض الجلدية والحساسية خصوصا لدى الشيوخ والاطفال كما يشكل تلويث مجال الإقليم عرقلة للنمو الاجتماعي والسياحي بالمنطقة.
ويزداد الوضع سوء تقول الكلمة بتدن مستوى الخدمات الاساسية وارتفاع في الأمية وانتشار البطالة وتعاطي وترويج المخدرات وازدياد الشعور بانعدام الأمن بسبب ارتفاع حوادث العنف والسرقات ،وضعية تزداد استفحالا باستمرار هدر المال العام واستشراء الفساد بالإدارة والقضاء وسائر المؤسسات العمومية إذ أصبحت الرشوة والمحسوبية والزبونية هم العملة السائدة لقضاء الناس حواجهم
كما سجلت الكلمة رداءة وتدهور الوضعية بالعالم القروي و بالإحياء الشعبية ودوا وير الهامش من حيث النظافة والبنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، هذه الدواوير تقول كلمة الكتابة الاقليمية عوض الاهتمام بها، يعتبرها رموز الفساد وسماسرة الانتخابات احتياطا انتخابيا لإعادة إنتاج أجهزة ومؤسسات فاسدة تنهب خيرات الجماعات وتعرقل أية تنمية حقيقية بالمنطقة.
وبعد سرد عدة مواقف تجاه الاوضاع الدولية والوطنية ، تطرقت الكلمة للإعلان عن مجموعة من المواقف والمطالب الخاصة بالإقليم اجملها السيد بنحرارة في ما يلي :
- نعبر عن إدانتنا لتردي الأوضاع بإقليم الجديدة وتحمل مسؤولية ذلك لمافيا الفساد والسلطات المحلية التي تحميها،
- تنبه إلى أن مشاكل التعليم والصحة والشغل وغيرها من الخدمات هي ما يهم ساكنة دكالة وليس تلك المعارك الهامشية أبطالها من كلا الطرفين مفسدون كانوا كلهم مسؤولين عن الوضعية الكارثية للمدينة، وأن ما يجري مجرد عملية تصفية حسابات، وإلهاء للرأي العام بمسرحيات ترويجا لمنتوج انتخابي فاسد، هدفه كسب عطف ساكنة الجديدة في حملة انتخابية بئيسة قبل الأوان؛
- نعلن عن استعداد مناضلي المؤتمر الوطني الاتحادي للنضال مع رفاقهم في الصف التقدمي وطليعته فيدرالية اليسار الديمقراطي من أجل وقف النزيف بإقليم الجديدة، ونهيب بساكنته الوقوف الصارم ضد الفساد والنهب والتردي الذي يعيشه الإقليم .
- نطالب بفتح تحقيق في النهب الذي تتعرض له الثروات الطبيعية بجماعة سيدي علي بنحمدوش من سرقة للرمال واستغلال عشوائي للمقالع ابطالها نافذون بالجماعة تتواطأ معهم بعض مكونات السلطة المحلية .
- نقدم كل الدعم لمستشاري فدرالية اليسار الديمقراطي بكل من المجالس الجماعية بازمور، مولاي عبد الله وسيدي علي بنحمدوش في مواجهتهم لمافيا الفساد وعدم حياد السلطات المحلية التي تعمل لعرقلة العمل الجماعي الجاد بوقوفها بجانب المفسدين.
- نطالب الجهات المسؤولة بضرورة توسيع المدار الحضري لمدينة ازمور حتى تتبوء مكانتها المستحقة بين المدن المغربية في افق ترقيتها الى عمالة.
- نطالب الجهات المختصة بالاستجابة لمطالب الإحياء والدواوير التي تناضل بالإقليم من اجل فك العزلة عنها وربطها بالماء الصالح للشرب والكهرباء والصرف الصحي .
- نطالب بالاهتمام وإعادة هيكلة المراكز الحضرية بالإقليم كحد ولاد فرج واشتوكة وسيدي اسماعيل وسيدي عابد وبئر الجديد...الخ بتحديث بنياتها التحتية وصيانة طرقها وشوارعها وتحسين الخدمات الاساسية وأداء الادارة بها وتقريبها من المواطنين.
- نطالب المجلس المكتب الشريف للفوسفاط ومعامل الاحياء الصناعية باتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل حماية البيئة وتعويض المتضررين والمساهمة الفعلية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة.
- نهيب بمواطنات ومواطني ونخب الإقليم من معلمين وأساتذة وإداريين وعمال ومهندسين وصيادلة وأطباء ومثقفين وفنانين وتجار وحرفيين وعاطلين وشباب من اجل الانخراط في الحياة السياسية لتطويق الفساد ومحاصرة المفسدين والنضال من اجل الكرامة والعدالة الاجتماعية لان مسؤولية إصلاح الأوضاع هي مسؤولية جماعية
بعد كلمة الكتابة الاقليمية اعطيت الكلمة لعضو الكتابة الجهوية عبد الجليل صدقي الذي نبه الى ان المنطقة تزخر بمؤهلات اقتصادية واجتماعية وثقافية انتجت رجالا في مختلف مجالات الفكر والفن والادب كعبد الله العروي وغيرهم من قامات دكالة الشامخة وبعد سرد مجموعة من مواقف الحزب من مختلف القضايا الوطنية والجهوية تمنى لأشغال المؤتمر كل النجاح معربا عن دعم الكتابة الجهوية لمناضلي المؤتمر الوطني الاتحادي في نضالهم من اجل تقوية التنظيم وحل مشاكل المنطقة.
محمد باهي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بالإقليم القى كلمة ركز فيه على الوضع الحالي للبلد الذي يتسم باحتقان اجتماعي غير مسبوق يوشك بالانفجار وعودة قوية للاستبداد والفساد وتراجع عن المكتسبات وقال ان نجاح هذا المؤتمر هو نجاح لفيدرالية اليسار الديمقراطي بالإقليم لان مكوناتها لا تقتسم فقط شعار الرسالة بل نقتسم التاريخ المشترك ، والمشروع السياسي على امتداد خريطة الوطن، والمتمثل في بناء مجتمع عادل وديمقراطي يسود فيه العدل والديمقراطية وتمنى في الاخير التوفيق للمؤتمر و للقيادة الجديدة ان تكون في مستوى تطلعات كل المناضلين والمناضلات بالإقليم.
لتختتم الجلسة الافتتاحية بكلمة المكتب السياسي للحزب التي القاها المناضل امين الكوهن وكانت بحق محاضرة عميقة امتزج فيها الطرح الاكاديمي بالموقف السياسي حيث انطلق فيها من شعار المؤتمر " مستقبل الاقليم رهين بالمشاركة الفعالة للمواطنات والمواطنين في الحياة السياسية" وناقش من خلالها مجموعة من الاطروحات والسبل الكفيلة لخروج الخطاب اليسار ي من الحيز الضيق الذي يدور فيه الى الفضاء الشعبي الارحب .هذا الفضاء يقول السيد الكوهن يعج بالخرافات والماورائيات واثار في هذا الصدد مجموعة من المواقف والافكار المتداولة في لقاءات الحزب ومؤتمراته والتي ترنو الى معالجة اشكالية التواصل مع المواطنين وتوطين الخطاب اليساري في عمق المجتمع المغربي وبعد التطرق لمجموعة من القضايا الدولية والوطنية وموقف الحزب منها انهى السيد امين الكوهن مداخلته بان تمنى النجاح لمؤتمر الحزب بإقليم الجديدة معربا عن دعم المكتب السياسي له ولكل ما سيصدر عنه من قرارات .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة