مسلك أطر الإدارة االتربوية بين سياق الإحداث و طموح الخريجين
مسلك أطر الإدارة االتربوية بين سياق الإحداث و طموح الخريجين

يندرج مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية الحديث العهد نسبيا  ضمن مضامين بنود اتفاقية التعاون المشترك بين الحكومة المغربية و الحكومة الكندية في إطار ما يسمى مشروع "دعم تدبير المؤسسات التعليمية بالمغرب" و المعروف اختصارا ب PAGESM.

و يتضمن مشروع دعم التدبير هذا ستة مكونات تهدف إلى تحقيق سلسلة من النتائج المدعومة بمؤشرات للتتبع، من أهمها تعزيز القدرات التدبيرية للمديرات والمديرين، و هنا اعتمد مشروع "باجيسم" مقاربة جديدة في اختيار أطر الإدارة التربوية تقوم على انتقاء أولي يتم بناء على دراسة علمية لملفات المترشحات والمترشحين، وبالتركيز على إشعاعهم داخل المؤسسات التعليمية التي يشتغلون بها، و حتى خارجها من خلال عملهم الجمعوي و غيره، آخذين بعين الاعتبار قدرة المعنيين على التواصل و المبادرة و الإبداع، و كذلك استعدادهم لاكتساب مهارات القيادة و التدبير و مدى إتقانهم للمعلوميات.

    و من أهم ما جاء به مشروع "باجيسم" هو التخلي عن اعتبار عامل السن شرطا للقدرة على التدبير، مما فتح المجال للطاقات الشابة من نساء و رجال التعليم للالتحاق بمسلك تكوين أطر الإدارة التربوية عبر أربعة أفواج تخرجت أبانت عن حنكتها خلال تجربة قصيرة، و شهد لها القاصي قبل الداني بالكفاءة و القدرة على التغيير.

      بهذا المعنى يكون مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية ثمرة لتعاون مغربي كندي بناء، اعترف للأطر الإدارية الشابة بدورها الريادي في المنظومة التربوية من جهة، وهدف للرفع من القدرات التدبيرية لهذه الفئة عبر وضعه لمعايير جديدة للراغبين في شغل مناصب الإدارة التربوية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية ومناصب الحراسة العامة بالسلكين الإعدادي والثانوي، غير غافل عن مقاربة النوع على اعتبار أن أغلب رؤساء المؤسسات التعليمية من الذكور، ليفتح المجال للعنصر النسوي لتدبير المؤسسات التعليمية و هو الأمر الذي تحقق بنجاح.

   صحيح أن مرسوما قد أحدث سنة 2018 تم بموجبه إحداث إطار المتصرف التربوي لخريجي هذا المسلك الذي يصفه أبناؤه بأنه ولد ولادة عسيرة، غير أن طريق الترسانة القانونية التي توافق طموح و تطلعات الخريجين لازال طويلا، و هنا وجب الحديث عن قرار وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي رقم 583.07 القاضي بتحديد كيفيات وضع لوائح الأهلية لشغل مهام الإدارة التربوية بمؤسسات التربية والتعليم العمومي ،وهو القرار الذي يقارب خريجي المسلك الراغبين في شغل مناصب الإدارة التربوية بالسلك الثانوي  الإعدادي و التأهيلي بنفس مقاربة الإسناد الشيء الذي يشكل هدرا للزمن الإداري وتنافيا مع مشروع باجيسم في حد ذاته

بهذا يكون مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية إحدى اللبنات الأساس في إصلاح منظومة التربية و التكوين، وبمزيد من العطاء و التضحية، ستفتح آفاق واعدة لمريديه من أجل المساهمة في ورش الإصلاح من موقع التدبير.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة