الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى يترأس ندوة علمية بالجديدة بحضور ثلة من علماء المملكة ورؤساء المجالس العلمية
نظمت المجالس العلمية المحلية لجهة البيضاء-سطات، اليوم السبت 26 أكتوبر، بقاعة العمالة بالجديدة ندوة علمية في موضوع "مظاهر العناية بالحديث النبوي الشريف بالغرب الإسلامي"، بحضور الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، وعامل إقليم الجديدة، وثلة من العلماء، ورؤساء وأعضاء المجالس العلمية المحلية للجهة، وعدد من القيمين الدينيين، إضافة إلى بعض المهتمين بالحديث النبوي الشريف من الطلبة وغيرهم.
وفي كلمة له بالمناسبة، أشار محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، إلى أن موضوع الندوة منسجم مع حمولة قبيلة دكالة، مشيدا بدور هذه القبيلة في العناية بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، موضحا أن دكالة ستبقى دائما مذكورة مع اسم الشيخ شعيب الدكالي، "الذي بعلمه وبحفظه وتألقه في الحديث النبوي الشريف استطاع أن يجعل اسمه في دنيا الإسلام قاطبة"، فهو "سيد سادات المحدثين في الغرب الإسلامي في الوقت الذي ضعف فيه العلم عما كان عليه سابقا.. فالذي أحيا هذا العلم، هو هذا الرمز الدكالي العظيم".
وأبرز الأمين العام دور القبائل المغربية؛ بتجارها وأغنيائها في خدمة الدين، مستدركا "لكن العلماء هم الركائز التي بهم تبقى الأمة وتنتصر، ويكون العطاء من أجل رفع الأمة وحماية أوطانهم".
وختم بالحديث عن ما أنعم الله به على هذا الوطن، وما ستره به من ستر الأمن والوحدة بحمد الله، بلد حماه الله من شرور أصابت كثيرا من الجهات والبلدان، لأن المغرب يملك قيادة حكيمة، وعرشا يضرب في عمق التاريخ منذ أن اعتنق المغاربة هذا الدين الحنيف وبنوا دولتهم المستقلة. قبل أن يتدخل كل من رئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة، ومنسق المجالس العلمية المحلية لجهة الدار البيضاء سطات، الذَين وضعا الحضور في السياق الذي أتت فيه الندوة، كما قدما بعض المعطيات المتعلقة بها، والتي جاءت محاورها على الشكل التالي:
المحور الأول: "المدرسة الحديثية المغربية بين التأصيل والتفنن والموسوعية". الدكتور إبراهيم الوافي رئيس المجلس العلمي المحلي لإنزكان.
المحور الثاني: "عناية المغاربة بالموطأ". الدكتور محمد بوطربوش رئيس المجلس العلمي المحلي بسلا.
المحور الثالث: "إسهامات المغاربة في خدمة الصحيحين". الدكتور المصطفى زمهني رئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة.
المحور الرابع: "مظاهر العناية المولوية السامية بالحديث النبوي الشريف على عهد أمير المؤمنين حفظه الله ونصره". الدكتور محمد مشان رئيس المجلس العلمي المحلي لمقاطعة الفداء مرس السلطان.
وفي تصريح خاص للجديدة24، عدّد الدكتور عبدالمجيد محب، رئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة، مقاصد هذه الندوة، التي تهدف إلى التعريف بثلة من علماء الغرب الاسلامي، الذين كانوا من المبرزين في علم الحديث، ثم اكتشاف مناهج هؤلاء العلماء في تصنيف الحديث والعناية به، ثم إبانة وإظهار النبوغ المغربي في دراسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء تعلق الأمر بالرواية أو بالدراية، مشيرا إلى أن هذه الندوة تأتي في سياق العناية المولوية السامية بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال انطلاق الدروس الحديثية، موضحا "كما هو معلوم فالمغرب يعتبر من الدول التي تعنى بالحديث فقها وسندا ودراسة ولذلك أصبح علماء المغرب من المشايخ الكبار الذين يعول عليهم فيما يتعلق بعلم الحديث رواية ودراية، مؤكدا أن مقاصد هذه الندوة قد تحققت.
من جهته، أكد الدكتور أحمد أيت عزة، منسق المجالس العلمية المحلية لجهة الدار البيضاء سطات، في تصريح للجديدة24، (أكد) أن تنظيم هذا الملتقى الثالث للأنشطة الجهوية المشتركة، بدعم وتوجيه من الأمانة العامة، يأتي في إطار العمل الجماعي للمجالس العلمية المحلية للجهة، وفي سياق تنفيذ برنامجها السنوي في موضوع الحديث النبوي الشريف، والعناية به عند المغاربة، موضحا أن هذا النشاط يندرج ضمن الأنشطة التي تنظم المجالس العلمية للانفتاح على محيطها بشكل عام، "حيث إنها سبقت أن نظمت لقاء خاصا بأحد الأعلام المغاربة بمدينة سطات وهو عبد الواحد بن عاشر..." مضيفا "واليوم فإنها تتحدث عن المصدر الثاني للتشريع وهو الحديث النبوي الشريف وخاصة من زاوية عناية المغاربة بهذا المصدر وبهذا الشق الثاني للوحي".
ولفت المنسق الجهوي إلى أن النشاط المقبل (الرابع)، سيكون اجتماعيا، فيما سيخصَّص النشاط الأخير للركن الثالث من أركان الثوابت الإسلامية المغربية، وهو التصوف السني.
وأشاد المتحدث ذاته بالتفكير في العمل الجماعي، ومحاولات تطوير آلية اشتغال المجالس العلمية، مجملا فوائد ذلك بقوله: "بحيث تكون مردوديتها أعلى، وتأثيرها في الناس أكثر، واقترابها منهم يكون بشكل يتناسب مع توجيهات مولانا أمير المؤمنين، الذي دعا المجالس العلمية أن لا تكون جزرا متفرقة، وأن تنهج نهج القرب للتعاطي والتعامل مع كافة المواطنين".
واختُتم اللقاء بتلاوة برقية ولاء وإخلاص، مرفوعة للسدة العالية بالله، كما رفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة