أجواء احتفالية كبرى عاشتها قبائل أولاد عيسى على امتداد أربعة أيام احتفاء بموسم الولي الصالح "سيدي غانم" الذي اختتمت فعالياته أمس الأحد، فقد شهد فضاء الموسم توافد كبير للمواطنين من ساكنة جماعة أولاد غانم والجماعات المجاورة، إضافة إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المنحدرة من المنطقة والتي أبت إلا أن تساهم من جانبها في إحياء هذا الموروث الثقافي.
وقد استمتع عموم الزوار بطقوس "التبوريدة" التي عرفت متابعة جماهيرية قياسية وأشاد الجميع بمستوى التنظيم والأداء المميز لمختلف السربات المشاركة، كما شهد فضاء الموسم رواجا تجاريا كبيرا أخرج المنطقة من عزلتها وجعلها تنفتح عن العالم الخارجي، وكشف عن الإرث الثقافي والتقاليد العريقة والأصيلة والإمكانيات الاقتصادية والطبيعية التي تزخر بها المنطقة.
وتميز يوم السبت الماضي وهو اليوم الذي كان مقررا فيه اختتام فعاليات موسم الولي الصالح "سيدي غانم" بزيارة وفد عن الفريق الحركي بالبرلمان ضم كل من السيد "محمد فاضلي"عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية وبرلماني عن إقليم الدريوش، والسيد "الحسن أيت إيشو" عضو المكتب السياسي لنفس الحزب وبرلماني عن إقليم خنيفرة، والسيد "عبد السلام اليوسفي" عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية وبرلماني عن إقليم الحسيمة، والسيد "وائل محمد عواد، نائب منسق الشبيبة الحركية، والسيد "محمد سقراط" عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية ومستشار بجماعة وادي زم، والسيد "محمد سحنون" عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية عن إقليم الحسيمة، إضافة إلى العديد من رؤساء الجماعات الترابية التابعة لإقليم الجديدة، والسيد "عبد الحق مهذب" برلماني عن حزب الاتحاد الدستوري بإقليم الجديدة ووالده الحاج "محمد مهذب" برلماني سابق وعضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية ونائب رئيس المجلس الإقليمي لعمالة الجديدة، حيث تابع الوفد البرلماني وعموم الشخصيات المنتخبة وضيوف الموسم فقرات من فن التبوريدة قبل أن يقيم ممثل المنطقة بقبة البرلمان "الحاج المصطفى لمخنتر" عضو الفريق الحركي وبرلماني إقليم الجديدة رفقة نجله "محمد المخنتر" رئيس جماعة أولاد عيسى حفل غداء على شرف الوفد البرلماني وعموم ضيوف الموسم.
و عرفانا من ساكنة منطقة أولاد عيسى بزيارة الوفد البرلماني لمنطقتهم ومشاركتهم احتفالهم بإحياء موسم الولي الصالح "سيدي غانم"، قامت تعاونية فتية رأت النور مؤخرا تشتعل في مجال صناعة الفخار تحمل إسم "كنوز أولاد عيسى" بإهداء الوفد البرلماني وعموم ضيوف الموسم مجموعة من التحف الخزفية التي أبدعتها أنامل حرفيين من المنطقة، حيث انبهر ضيوف الموسم بالمستوى الفني والإبداعي لهذه التحف الخزفية والتي تختزل الغنى الثقافي والحس الفني لساكنة المنطقة.
بقيت الإشارة إلى أن موسم الولي الصالح "سيدي غانم" مر في أجواء من الطمأنينة والسكينة وذلك بفعل يقظة وحنكة عناصر الدرك الملكي التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية والتراثية، إضافة إلى عناصر القوات المساعدة دون نسيان العمل الكبير الذي قام به موظفو جماعة أولاد عيسى والذين أشرفوا على عملية التنظيم وتنشيط فقرات هذا الموسم التراثي الأصيل.