علمت الجديدة 24 نقلا عن مصادر مؤكدة أن خدمة "اسعاف الجديدة" كخدمة مجانية في مجال الاسعافات الطبية لساكنة إقليم الجديدة، ستتوقف رسميا ابتداء من يوم 5  دجنبر 2019.
وكانت إدارة الشركة التي تشرف على المشروع، الذي رأى النور قبل 6 سنوات، في عهد العامل السابق معاذ الجامعي، قد أبلغت الأطر الطبية والصحية والتقنية والادارية للمشروع، والتي يزيد عددها عن ال80  شخصا، انها ستتوقف عن خدمة المواطنين المجانية في مجال الاسعافات الطبية، بعد انتهاء العقد بينها وبين الشركاء تحت إشراف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم الجديدة، ما قد يتسبب في تسريح ازيد من 80 إطارا صحيا وإداريا.
هذا ومن المنتظر أن يشكل توقف الخدمة الطبية المجانية، صدمة في الشارع الدكالي ونكسة للقطاع الصحي بإقليم الجديدة، الذي يعاني منذ سنوات طويلة  من تردي وضعف الخدمات  العمومية في القطاع، رغم ملايير السنتيمات التي أنفقتها الدولة المغربية لتحسين جودة الخدمات الصحية بالإقليم.
وجدير بالذكر أن "إسعاف الجديدة 2222" هو مشروع غير مسبوق في تاريخ المغرب، في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع وزارة الصحة وجماعة مولاي عبد الله وجماعة الحوزية والمكتب الشريف للفوسفاط و شركة "طاقة المغرب" (جليك) حيث تم تفعيل هذه الشراكة المتجلية في الخدمة الطبية المجانية لفائدة المواطنين بإقليم الجديدة.

وتعتمد هذه الخدمة على شبكة التواصل الطبي مفتوحة على مدار اليوم والساعة وتتوفر عل 5 مراكز بكل من الجديدة والبئر الجديد و
اولاد غانم و اولاد افرج وسيدي اسماعيل  وتشغل ازيد من 85 شخصا من بينهم عشرون طبيبا مختصا في طب المستعجلات و 20ممرضا و 20 سائقا وتقنيون واداريون كما تتوفر الشبكة على 6 سيارات إسعاف للطب الإستعجالي مجهزة بالأدوات الطبية الاستعجالية الضرورية، حيث تقوم بتقديم خدمات طبية مجانية في مجال المساعدة الطبية المستعجلة والإسعاف وفق نموذج يستجيب للمواصفات الدولية داخل النفوذ الترابي لإقليم الجديدة سواء كان مقيما أو عابرا .

وكان هذا المشروع الواعد، قد انطلق رسميا في شهر دجنبر 2013 بعقد شراكة يمتد ل3 سنوات وتم تجديده في أواخر سنة 2016 لينتهي العقد خلال شهر دجنبر 2019 دون أن تكلف الأجهزة الوصية وعلى رأسها عمالة الجديدة، عناء نفسها أي محاولة لاعادة الحياة لهذا المشروع.

ولتقريب المتتبعين من الخدمات الجليلة التي تقدمها هذه  الخدمة المجانية لجميع الفئات الاجتماعية، فانه وحسب الإحصاءات المدونة خلال شهر شتنبر الاخير (30 يوما فقط) فقد استقبل الخط الهاتفي للخدمة 2222 ازيد من 6000 مكالمة، تمكن خلالها الطاقم الطبي من تنفيد 1400 استشارة طبية للمواطنين وتدخلت سيارات الاسعاف ميدانيا ازيد من 700 مرة، قطعت خلالها ازيد من 27 ألف كيلومتر.
هذا وفي الوقت الذي انتظرت فيه الشركة المشرفة على المشروع قيام مسؤولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم الجديدة، بجمع الشركاء والتفاوض من جديد لتمديد العقد، فوجئ المشرفون على المشروع خلال الأسابيع الماضية، بإغلاق كل الأبواب في وجههم، بل حتى المواعيد التي كانت مبرمجة بين الطرفين تم إلغائها من طرف مسؤولي عمالة الجديدة دون تقديم أي مبررات، على الرغم من أن المؤسسات الاقتصادية الكبرى المتواجدة بالإقليم، لم تبد أي اعتراض على تمويل المشروع في إطار عقد شراكة جديد..
هذا ويرى المراقبون للشأن العام المحلي أن عامل إقليم الجديدة محمد الكروج يبقى المسؤول الاول عن اقبار هذا المشروع، الذي يعتبره المتتبعون للشأن العام المحلي، افضل ما أنجزت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الجديدة منذ تأسيسها قبل 14 سنة، وذلك في ظل فشل أو تعثر أغلب مشاريعها التنموية التي أنفقت عليها ملايير السنتيمات بالاقليم.
فهل سيتدخل محمد الكروج لإعادة احياء هذا المشروع الذي يعتبر مفخرة لاقليم الجديدة على مستوى المغرب ؟ أم أن توقيف هذا المشروع سيبقى مرتبطا باسم الكروج مهما طال مقامه في عاصمة دكالة ؟