جمعية النجد بالجديدة تحتضن ندوة حول الدين والتدين من منظور علم الاجتماع
جمعية النجد بالجديدة تحتضن ندوة حول الدين والتدين من منظور علم الاجتماع


نظمت أكاديمية الدراسات الإنسانية والمجتمع المدني بشراكة مع جمعية النجد للتنمية والأعمال الاجتماعية، بمكتبة رياض في إطار مشروع "كتاب قرأته" مساء يوم الأحد 01 دجنبر2019، ندوة علمية حول الدين والتدين من تأطير الدكتور عبد الله إدالكوس دكتور مختص في علم الأديان المقارن. حيث تمت قراءة ثلاث كتب مهمة في الموضوع؛ إسلام السوق لباتريك هايني من طرف الباحثة سلمى الزروالي، قراءة في كتاب الصلحاء لإدموند دوتي من طرف الباحث عبد المالك إفتاح، قراءة في كتاب الدين و المجتمع دراسة سوسيولوجيا للباحث عبد الرحيم بودلال.
في البداية تم تقديم الموضوع من طرف المؤطر و وضع الحضور في  سياق الندوة و سياق الموضوع و المفاهيم المرتبطة به من قبيل الدين و التدين، ثم قدم لمحة حول الكتب مواضيع القراءة و السياقات الكبرى التي كتبت فيها و التعريف بأصحاب هذه الكتب، ثم أعطيت الكلمة للباحثة سملى الزروالي لتقديم قراءة حول إسلام السوق، هذا النمط الجديد من التدين الذي سببته العولة و النيوليبرالية بالخصوص، حيث ظهر ما يسمى بـ"الدعاة الجدد" الذي رغم ضعف مستواهم العلمي إلا أنه إستغلوا الإعلام أحسن إستغلال و ظهروا للجمهور بمواصفات جديدة تختلف عن الدعاة التقليديين، كما أنهم ركزوا على مواضيع الفرد و السعادة الدنيوية و أغفلوا الشعارات الكبرى التي إستهلكت من قبل، مثل الجهاد و الأمة و الدولة. كما واكب هذا الإنفتاح على الاقتصاد ظهور الحجاب "التركي" الذي خلق فوارق كبيرة لدى مرتديه حسب الماركات العالمية، عكس الحجاب التقليدي الذي كان يرمز للمساواة و التقشف، كذلك وقوع تحول كبير في الأغاني الدينية، من أغاني حول الجهاد و الامة و الظلم، إلى أغاني تتحدث عن المحبة و السعادة و مدح الرسول، لإستطات هذه الأغاني أن تستقطب جمهورا عالميا غير مسلم. ثم كتاب الصلحاء حيث يسلط الكاتب الضوء على الدور السياسي و الاجتماعي الذي لعبه الصلحاء في شمال إفريقيا في بداية القرن العشرين، و المواصفات التي كان يتصف بها هؤلاء، و دورهم في تحقيق التوازنات بين السلطة المركزية و الشعب، و السبب حسب دوتي في ظهور لصلحاء هو تركيز الإسلام على التوحيد الخالص لله تعالى دون غيره، الذي جعل الناس تقدم بينه و بين الله وسائط، و أن الصالح يتصف بالإنتساب للنسب الشريف و يتصف بالكرامات و الخوارق و الكاريزما، ثم قراءة كتاب الدين و المجتمع؛ حيث يقدم الكتاب دراسة لنمط التدين الذي تتميز به منطقة دكالة، حيث يعتبرون أن الله مشاركا لا مفارقا، بحث هو من يعطي الأولاد و الأرزاق و أن "السبوب يدفع المكتوب"، ثم أن الدنيا مجال للتفاوتات الإجتماعية وموطن للتغيرات، والتغير في المكانة الاجتماعية وارد في أي لحظة، عكس التوجه الماركسي الذي ينبذ الفوارق و الملكية، ثم التحول في مفهوم "المعقول" من المجال الديني الى المجال الاجتماعي، حيث أصبح ينسب لاصحاب الوجاهة والنفوذ، ويعتبرون احترامهم واجبا يجلب المنفعة...
كما قدم في نهاية هذه القراءات الدكتور عبد الله إدالكوس مجموعات من الإنتقادات الموضوعية لهذه الكتب و السياقات التي كتبت فيها و إهمالها لبعض الوثائق التاريخة و الرسمية المهمة.
ثم تدخل الحضور الكريم فقام بإضافة ملاحظات مهمة حول الكتب الثلاثة، وعن مفهومي الدين و التدين، و أنها تحمل دلالات واسعة و فوارق بين التدين الإسلامي و التدين المسيحي، وأن المتدين ينظر الى الدين أنه دين واحد خالص يؤمن بهي أشد الإعتقاد، بين الباحث يرى أن هناك ممارسات عديدة للدين التي أفرزت مجموعة من الأنماط الدينية الجديدة...
ثم دعا الحضور الى تنظيم مزيد من الندوات في الموضوع والتركيز على مواضيع بذاتها، كالتدين عند شباب اليوم بين المعتقدات والممارسات اليومية.


عبد الرحيم بودلال 


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة