مصطفى الازموري.. القصة الفريدة لأول افريقي يصل إلى أمريكا
مصطفى الازموري.. القصة الفريدة لأول افريقي يصل إلى أمريكا

ستيفن، استيفانيكو، استيبان... كلها أسماء لرجل واحد اسمه الحقيقي هو مصطفى الأزموري، نسبة إلى مدينة أزمور المغربية. هذا الرجل يُعرف كأول مغربي، مغاربي وأفريقي يصل إلى أميركا.
ولد مصطفى الأزموري في منطقة أزمور، في بداية القرن السادس عشر، وفي أحد الأيام، اختفى.
وتشير المصادر إلى تعرضه إلى الاختطاف من طرف برتغاليين باعوه في سوق للرقيق في إشبيلية.
بعد بيعه سيتم تغيير اسم مصطفى إلى استيبان، وسيتغير مصيره حين سينطلق رفقة بعثة استكشافية إسبانية نحو "القارة الجديدة" (القارة الأميركية) بحثا عن الذهب، وقد واجهت الرحلة، التي استمرت أربع سنوات، صعوبات عديدة منها الأعاصير البحرية التي أدت إلى غرق عدد كبير من عناصر البعثة قبل أن تصل في الأخير إلى سواحل فلوريدا الأميركية.
تشير المصادر إلى أنه كانت للأزموري قدرة كبيرة على التواصل مع السكان الأصليين، إذ كان يتعامل معهم على نحو مختلف عن طريقة تعامل الإسبان الذين كان هدفهم الأول الوصول إلى الذهب.
قرر متزعم البعثة الاستكشافية، دي نارفاييز، خوض مغامرة خطيرة في اتجاه قرية "أبلاتشي" رفقة عدد من العناصر من بينهم الأزموري، قبل أن يعود أدراجه ليكتشف اختفاء السفن وباقي أفراد البعثة الذين تركهم خلفه، وباقتراح من الأزموري بدؤوا في صنع قوارب جديدة لاستئناف الرحلة.
بعد فترة وصلت البعثة إلى حوض الميسيسيبي، وهناك سيقضي عدد كبير من أعضائها المتبقين، على رأسهم دي نارفاييز، إذ لم يتبق في الأخير من تلك المغامرة الخطيرة سوى أربعة أشخاص من بينهم مصطفى الأزموري.
انطلق الناجون الأربعة في رحلة أخرى، لم تخل هي الأخرى من مخاطر، إذ تعرضوا للأسر مرات عديدة، وخلال تلك الرحلة تعلم الأزموري اللهجات المحلية.
تحول الأزموري إلى طبيب روحي، وقد اشتهر بين القبائل وأصبح له مريدون وأتباع، وقد جال بين قبائل منطقة تكساس قبل أن ينطلق مع رفاقه الثلاثة نحو الجنوب ليلتقوا قبائل أخرى في أميركا والمكسيك والتي احتضنتهم بعدما بدوا لهم كمنقذين ومساعدين لهم ضد المستكشفين الأوروبيين.
بعد فترة وصل الأزموري إلى مدينة مكسيكو حيث حظي بالترحيب بعدما ذاع صيته، وقد تم تكليفه بمهمة جديدة لصالح الإسبان، هي استكشاف "سيبولا" التي اشتهرت بالذهب، ولكنه انفصل عن باقي عناصر البعثة في منتصف الطريق، على أساس أن يلتقوا لاحقا، ليختفي بعدها إلى الأبد.
هناك روايات كثيرة مختلفة بشأن نهاية الأزموري، بينها ما تقول إنه تعرض للقتل، وأخرى تشير إلى أنه لجأ إلى قبيلة "زوني" وأوهم الإسبان بتعرضه للقتل.
ما تزال ذكرى الأزموري حاضرة إلى اليوم في أميركا، من خلال مهرجان يحمل اسم "استيفانيكو" يقيمه الأميركيون من أصل أفريقي في مدينة بنساكولا يخلد ذكرى الأزموري، كأول أفريقي تطأ قدماه "العالم الجديد"، كما أن ذكراه ما تزال حاضرة لدى بعض قبائل الهنود الحمر من خلال إحدى دمى "كاتشينا" التي يبجلونها والتي يشير البعض إلى أنها تمثل الأزموري الذي كان موضوع تقدير وتبجيل من طرف تلك القبائل.
منشور لسفارة الولايات المتحدة الأميركية في الرباط يؤكد أن الأزموري كان أول أفريقي ومغربي ومغاربي يصل إلى كوبا، مكسيكو، فلوريدا، نيو مكسيكو، أريزونا، وتكساس. 

الصورة : عن الصفحة الرسمية لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة