روبورطاج حول قطاع السكر بدكالة.. نشاط فلاحي متميز وانحسار المطر ساهم في تأزيم وضعية الفلاح
روبورطاج حول قطاع السكر بدكالة..  نشاط فلاحي متميز وانحسار المطر ساهم في تأزيم وضعية الفلاح


ويكتسي قطاع السكر أهمية بالغة كنشاط فلاحي في منطقة دكالة-عبدة، بالنظر إلى أن معمل السكر التابع لشركة "كوسومار" في سيدي بنّور يساهم بقرابة 40 في المائة من الإنتاج الوطني، ما يجعله أكبر وحدة إنتاجية على الصعيد الوطني، الأمر الذي دفع إدارة المجموعة إلى اتخاذ العديد من التدابير الاحترازية المشددة والصارمة لضمان سلامة موظفي الشركة وشركائها، لا سيما أن موسم قلع الشمندر السكري قد انطلق قبل بضعة أيام .وذلك بُعيد سيران حالة الطوارئ الصحية في مرحلتها الثانية ، المعلن عنها في إطار الإجراءات الاحترازية لمحاصرة واحتواء جائحة كورونا٠
 مجموعة كوسومار كغيرها من الشركات أقدمت على اتخاذ العديد من التدابير الاستباقية الرامية إلى الحفاظ على الصحة العامة للموظفين والعمّال لتفادي تفشي العدوى  في صفوفهم من جهة، والحرص على التموين المنتظم للسوق من خلال تعبئة وسائل الإنتاج والخدمات اللوجستيكية لضمان السير العادي لنشاطها من جهة أخرى.

معمل السكر بسيدي بنور : 40 % من المنتوج الوطني للسكر 


ومعمل السكر بسيدي بنّور كغيره من الشركات تفاعل  مع المستجدات الوبائية الراهنة، وهو ما تجسّد في التحسيس بالممارسات الجيدة ضد الوباء عبر الوسائط السمعية والبصرية، فضلا عن الرسائل القصيرة لفائدة المستخدمين والفلاحين ومناولي الخدمات، وكذلك سائقي الشاحنات والجرّارات والآلات الفلاحية، إلى جانب تقليص عدد العاملين في المعمل ب 50 في المائة، من خلال إتاحة الفرصة لبعض المستخدمين، حسب مهامهم ووضعهم الصحي، لمزاولة عملهم عن بعد٠
أن معمل السكر الكائن بسيدي بنّور موضوع روبورطاج اليوم  يُعالج 15 ألف طن من الشمندر السكري في اليوم الواحد، ويُساهم ب 40 في المائة من الإنتاج الوطني وتصل أيام العمل الفلاحية خلال الموسم الواحد  إلى مليوني يوم عمل في السنة، وقد ساهم  المعمل أيضا في تنمية المنطقة بخلق شركات لتوزيع مواد الإنتاج بلغ عددها 23 شركة، و120 شركة مكننة، والعديد من شركات النقل التي تشغل 400 شاحنة لنقل منتوج الشمندر السكري إلى المعمل. وذلك خلال المواسم الفلاحية العادية التي تعرف تساقطت مطرية جيدة. 
الا انه خلافا لذلك فالموسم الفلاحي الحالي صعب بسبب قلة التساقطات المطرية؛ إذ لم تتعدّ 156 مليمترا، ما يجعلها تمثل 73 في المائة من كمية التساقطات المسجلة في الموسم المنصرم (211 مليمترا، فضلا عن المخزون الضعيف للمياه في سد المسيرة، حيث تصل نسبة ملء السد 17 في المائة مقابل 26 في المائة خلال العام الماضي، 
ورغم الظروف الصعبة فقد تم الوصول إلى مساحة 18 ألف هكتار، والتي  لا تختلف عن عن مساحة الموسم المنصرم التي ناهزت 19 ألف هكتار.

صعوبة الموسم لقلة التساقطات المطرية 


افادت مصادر عليمة الاتحاد الاشتراكي أن  الإجراءات التي تم اتخاذها قبل ومع انطلاق موسم قلع الشمندر السكري وفي ظل انتشار وباء كوفيد 19 ان  شركة "كوسومار" وضعت برنامجاً خاصا ، قصد ضمان سلامة وصحة مستخدمي  الشركة وشركائها، واستعداداً لموسم قلع الشمندر السكري لعام 2020، عبر تفعيل مجموعة من الإجراءات الاحترازية والاستباقية لمحاربة جائحة "كوفيد-19"، بما يستجيب لتوجيهات السلطات المحلية والمعايير الصحية المعتمدة من لدن وزارة الصحة. واجتماعيا ساهمت  المجموعة، بمبلغ 100 مليون درهم من أجل دعم الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا المستجد،  وخصصت مبادرات   أخرى على الصعيد المحلي بسيدي بنور،. هذا بالنسبة للجانب الاجتماعي للشركة وطنيا ومحليا،  أما الجانب التقني فقد أفادت ذات المصادر أن الشركة أقدمت على تركيب ممرات للتعقيم الذاتي عند مداخل المعمل، وتوزيع الكمامات الواقية على المستخدمين وجميع المشاركين في عملية القلع والنقل، علاوة على تعقيم جميع المركبات والمعدات التي تدخل إلى المعمل عبر بوابات آلية التعقيم، ثم توفير مواد النظافة والتعقيم لمرتفقي المعمل فضلا عن تخصيص طبيب وسيارة إسعاف لضمان التدخل السريع عند الضرورة.
 كما انه ولأول مرة يتم  استعمال الرقمنة في جميع المراحل، بدء من الزرع إلى القلع، مرورا بتسليم المنتوجات إلى المعمل، وصولا إلى استخلاص مستحقات الشمندر لفائدة الفلاحين، وهو ما مكن  من ضمان التباعد الجسدي بين جميع الفاعلين في القطاع. علما ان عملية القلع تنطلق بإشعار عن طريق الرسائل القصيرة، وتوجيه آليات النقل عن طريق الاتصال بغرفة التحكم، وإسناد آلات القلع والشحن إلى البقع الفلاحية عن طريق إرسال الرسائل القصيرة إلى مزودي الأعمال الفلاحية، والترميز التلقائي في البقع الفلاحية، ومراقبة حركة الشاحنات والآلات باستخدام تقنية تحديد المواقع، ودفع مستحقات المحصول للفلاحين عن طريق التحويل المصرفي.

إجراءات صارمة قبل بداية القلع الميكانيكي للشمندر السكري


بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية، اتخذ معمل السكر بسيدي بنور مجموعة من الإجراءات، منها التوزيع اليومي للأقنعة الواقية على جميع الموظفين والتعقيم اليومي للمباني والمكاتب وأماكن العمل، ومنع تنقل الموظفين بين المناطق، ويتم تبادل المعلومات عن طريق الهاتف أو تقنية التداول بالفيديو، واحترام مسافة الأمان.
وخلال موسم قلع الشمندر السكري، سيتخذ المعمل العديد من الإجراءات، وفق إفادات مصادرنا، نذكر من بينها تخفيض أسطول النقل إلى 400 مركبة، وإعداد قائمة الأشخاص المشاركين في عملية القلع وإبلاغها للسلطات، ثم توزيع المحاليل المائية والكحولية المعقمة على سائقي الشاحنات والجرارات والآلات الزراعية، والتعقيم المنتظم لأسطول النقل عند كل دخول إلى مركز استقبال الشمندر.
كما سيُمنع سائقو الشاحنات والجرارات والآلات من اصطحاب أشخاص آخرين معهم، ومرور السائقين عند مدخل المعمل بنفق تعقيم آلي، وتجهيز مركز الاستقبال بموزعات تعقيمية . إضافة إلى ذلك، اتخذ المعمل تدابير أخرى على مستوى البقع الفلاحية تروم تعميم القلع الميكانيكي، من خلال حظر التجمع بين سائقي الشاحنات ومقدمي الخدمات الفلاحية والمزارعين، وذلك عن طريق المراقبة الدورية والدائمة التي يقوم بها المرشدون الفلاحيون.
بشأن التدابير الوقائية  التي اتخذتها إدارة  المعمل   عند استقبال الشمندر السكري،فقد أفاد بشأنها مصدر تقني بالمعمل  انه على صعيد خط الانتظار خارج المعمل، يتم تعقيم جميع الشاحنات والجرارات، وقبل دخول الشاحنة أو الجرار  إلى مركز الاستقبال، يجب على السائقين هم أيضا الخضوع لعملية تعقيم اليدين والنعال وكذلك عجلات الشاحنة عند باب الدخول.
وبداخل مركز الاستقبال سيُمنع أي شخص من غير السائقين والموظفين من دخول المركز  سوى في الحالات المبررة التي بدورها سيتم الإشراف عليها، وتركيب حاجز أمام مقصورة توزيع وصول التوجيه لضمان مسافة متر بين المكلف بالمهمة والناقل.

المديرية الجهوية الفلاحة تعمل لضمان موسم فلاحي مستقر 


 عبد الرحمان النايلي، المدير الجهوي للفلاحة بجهة  الدار البيضاء-سطات، أكد في تصريح للجريدة أن أكبر النقط الني نشتغل فيها هي توزيع الشعير وتهييئ موسم قلع الشمندر السكري والمتابعة اليومية لتموين الأسواق بالجهة، لافتا إلى أن مجموعة كوسومار اتخذت العديد من الإجراءات بخصوص عملية  قلع الشمندر، من تعقيم للمعمل والآلات الموضوعة في مدخله، وغيرها مضيفا   أن العملية ستكون بواسطة الآلات التي استثمرنا فيها بشكل كبير، نتيجة توفر أكثر من 60 شركة مجهزة بالآلات الفلاحية، ما سيضمن متابعة البرنامج اليومي المعتاد واضاف ان المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالمديرية الجهوية الفلاحة يعملان ليل نهار من أجل ضمان موسم فلاحي مستقر فيما يخص الشمندر السكري أمام وجود اكراهات تتعلق بضعف التساقطات المطرية بشكل كبير وتضرر منطقة دكالة من ذلك خاصة وأنها تعتبر المورد الرئيسي لكوزيمار بالشمندر السكري ، وأكد أنه عمد إلى تعيين مسؤولين يتابعون الوضعية عن قرب لتنسيق تام مع الشركة والسلطة والمصالح الجهوية والمركزية وكما نعمل المديرية  على حل كل الإشكالات التي تعترض عملية القلع بتنسيق مع المعمل وجمعية منتجي الشمندر ، وتبقى هده المحاور الثلاث المتكونة من الشمندر السكري والشعير المدعم وتمويل الأسواق بالخضروات والمواد الأساسية من بين اهتمامات المركز والمديرية حسب النايلي 

منتجي الشمندر : عملية القلع المبكر تفاديا لوقوع ضرر للفلاحين 


جمعية منتجي الشمندر التي تمثل المنتج لدى معمل السكر أفاد رئيسها في اتصال هاتفي مع الجريدة   أن المنتوج يعرف  ارتفاعا، نظرا للمساحة المزروعة ، مؤكدا أنه طالب إدارة معمل السكر بالشروع مبكرا في عملية القلع، التي انطلقت منتصف  أبريل الجاري، تفاديا لوقوع ضرر للفلاحين.
وأوضح عبد القادر قنديل  أن قلة التساقطات المطرية، أثرت بشكل كبير على المنتوج وأن المديرية الجهوية للفلاحة، تعاملت بحذر شديد مع المعطى الجديد المرتبط بتوزيع الحصة المائية المخصصة لسقي الشمندر رغم ضعفها. وأشار إلى أن التساقطات الأخيرة، خففت نسبيا من حدة الضرر، وأضاف أنه في حال تساقط أمطار أخرى في الأيام المقبلة، ستتحسن المردودية النهائية. كما أن استعمال بعض المنتجين لمياه الآبار في سقي الشمندر ساهمت في الرفع من مردوديته. 
واضاف ان عملية القلع ستتواصل ما بين 100 و105 يوما، بمعنى أن العملية قد تنتهي بنهاية يوليوز، إن سارت الأمور في الاتجاه الصحيح، دون توقف ودون حدوث أعطاب تقنية في الآلات، علما أن هذه المرحلة سيتخللها شهر رمضان وعيد الأضحى.
وتميز الموسم الماضي بتسجيل نتائج فاقت كل التوقعات وتميزت بوفرة الانتاج والمردودية الجيدة للفلاح، وشكلت نتائج الموسم نفسه، استثناء بالنسبة للفلاح بفعل تهاطل الأمطار أياما قليلة قبل بداية عملية القلع،  يضيف قنديل ، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على المردودية، إذ نقصت تكاليف السقي، وارتفعت حصيلة الإنتاج للشمندر السكري، الذي تجاوز معدل 80 طنا في الهكتار، مع مدخول خام فاق 40 ألف درهم في الهكتار للفلاح. واختتم تصريحه بأن فلاحي المنطقة الذي قاموا بعملية الزرع بشكل متأخر يستفيدون من برمجة عمليات سقي خلال هذه الأسابيع مما سيسهم في تثمين المنتوج المتأخر  
ويتخوف فلاحي منطقة زرع الشمندر السكري بكل من  سيدي بنور والعونات والمنطقة السقوية بالزمامرة والغربية، من التأخير في عملية القلع مما يعرض الشمندر السكري إلى التعفن وطالب عدد منهم  بضرورة تسريع وتيرة القلع تفاديا لوقوع بعض التأخير في جني ونقل المنتوج، الذي يؤثر سلبا عليه، سيما أنه يتعرض لحرارة الشمس، ما يفقده بعض مقوماته، كما أنهم يتخوفون من عملية تلف المنتوج الناتجة عن عملية التعفن (الخموجية).
وثمن عدد من الفلاحين  الأساليب الجديدة المتبعة في زراعة الشمندر وعملية القلع الآلي  التي ساهمت في رفع الإنتاج والمردودية الجيدة للفلاح، والتأطير الصحيح واعتماد التقنيات الحديثة، المرتبطة بتعميم البذور أحادية الجنين ومكننة الزرع والقلع وترشيد استعمال الأسمدة والمبيدات والبرمجة والتخطيط الجيد لعملية السقي.

على سبيل الختم 


بطلب من عامل عمالة إقليم سيدي بنور، وبتنسيق مع المصالح الطبية المختصة بالمدينة، ومعمل كوسومار، تم انتقاء 19 عاملا موسميا في قلع الشمندر السكري لإجراء التحاليل المخبرية المتعلقة بوباء كوفيد 19 كإجراء احترازي طالب به  قبل انطلاق العمل الموسمي لقلع الشمندر السكري.وحسب مصادر جيدة الإطلاع، فإن هذه المبادرة جاءت في أفق الحفاظ على مدينة سيدي بنور كمدينة خالية من مرض فيروس كورونا المستجد، وكإجراء وقائي واحترازي لتفادي وقوع أي انتشار للفيروس في صفوف العمال الموسميين. وأوضحت مصادر من داخل المعمل  أن التحاليل المخبرية للعمال 19 التي تم إرسالها قبل يومين، تم التوصل بنتائجها حيث جاءت سلبية.


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة