شهدت قاعة الاجتماعات، بمقر عمالة إقلیم الجدیدة، یوم أمس الثلاثاء، انعقاد أولى لقاءات اللجنة الإقلیمیةللحوار الاجتماعي ، التي یرأسها عامل الإقلیم السید محمد الكروج.
و قد أحدث عامل الإقلیم، هذه اللجنة في تناغم مع الدور المحوري الذي تلعبه العلاقات المهنیة في استقرار المناخ الاجتماعي، والنهوض بالكرامة الإنسانیة، من خلال تعزیز الحقوق الأساسیة والارتقاء بالعمل اللائق واستحضارا للمقتضى الدستوري، القاضي بعمل السلطات العمومیة على تشجیع المفاوضة الجماعیة، وتشجیع إبرام اتفاقیات الشغل الجماعیة.
وتضم هده اللجنة كل من المدیر الإقلیمي للشغل والإدماج المهني بصفته مقررا للجنة، ممثلي القطاعات الحكومیة المعنیة، ممثلي المنظمات النقابیة للأجراء الأكثر تمثیلا، ممثل الإتحاد العام لمقاولات المغرب وممثلي الغرف المهنیة.
في بدایة الاجتماع، استهل السید عامل الإقلیم، كلمته الترحیبیة للتنویه بالانخراط الفعلي لجمیع الفاعلین الاقتصادیین والاجتماعیین من أرباب العمل والمنظمات النقابیة، في مجهودات مكافحة جائحة كورونا وآثارها السلبیة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ببلادنا.
كما أشاد بما عبروا عنه، من إرادة وعزم على التعاون من أجل تجاوز الصعوبات والإشكالات التي تصاحب الاستئناف التدریجي للنشاط الاقتصادي لمختلف القطاعات.
و أبرز السید عامل الإقلیم، على أن الحوار الاجتماعي یحتل مكانة هامة في تنظیم العلاقات المهنیة باعتباره إحدى الركائز الأساسیة لتطویر وتحسین ظروف العمل وإقرار السلم الاجتماعي بمختلف الوحدات الإنتاجیة، مؤكدا على دوره المركزي كأداة لتحریك وتنشیط الحیاة الاقتصادیة وتوفیر المناخ الملائم لتطویر الإنتاج وتمكین المقاولات من مواجهة التحدیات الاقتصادیة التي تفرضها العولمة والتنافسیة الاقتصادیة وتأثیرات جائحة كوفید 19.
من جهته بسط السید رشید ماهر المدیر الإقلیمي للشغل والإدماج المهني، المرجعیات التي استند علیها قرار السید العامل، مستعرضا حالة المناخ الاجتماعي في إقلیم الجدیدة، على ضوء الوضعیة الاقتصادیة والاجتماعیة الحالیة، والمجهودات التي بذلت من طرف السلطات الإقلیمیة وبتعاون وثیق مع المنظمات النقابیة، للحد من الآثار السلبیة التي خلفتها جائحة كورونا.
كما قدم المسؤول الإقلیمي، بیانات مفصلة عن الخریطة النقابیة بالإقلیم، وبرنامج المفاوضة الجماعیة الذي سطرته المدیریة، ومدى تقدمه.
و تطرق المدیر الإقلیمي للشغل والإدماج المهني، لحصیلة الحوار الاجتماعي التي أجمع الحاضرون على أنها جد إیجابیة، في ظل الظروف الاستثنائیة التي فرضتها جائحة كوفید 19 ،بفضل الحضور الذي أبانت عنه السلطات الإقلیمیة وانخراط الفرقاء الاجتماعیین.

تلى ذلك تدخلات ممثلي المنظمات النقابیة(ك.د.ش - إ.ع.ش.م – إ.و.ش.م – إ.م.ش) الذین ثمنوا هذا اللقاء وأكدوا على جدوى الاستباقیة والحوار الثنائي في حل نزاعات الشغل، مشیرین إلى ضرورة التقید الصارم بشروط الصحة والسلامة داخل أماكن العمل، حفاظا على صحة العمال وسلامتهم دون إغفال التغطیة الاجتماعیة وتطبیق مقتضیات مدونة الشغل.

وفي تفاعله، أشار السید أنور الراضي رئیس الاتحاد العام لمقاولات المغرب فرع الجدیدة سیدي بنور بضرورة الحفاظ على مناصب الشغل مع مراعاة تنافسیة المقاولة وأن النقابة والمقاولة یشكلان وجهان لعملة واحدة قوامها المصلحة المشتركة.

وفي نهایة الاجتماع أكد السید عامل الإقلیم على أن السلطات الإقلیمیة، تعمل مع الفرقاء كشریك رئیسي، ولا ولن تدخر أي جهد من أجل وضع تدابیر للیقظة الاجتماعیة للحد من نزاعات الشغل الجماعیة، وخلق فضاءات للحوار والتفكیر الجماعي بشأن الممارسات الجیدة في مجال النهوض بالحوار الاجتماعي على صعید الإقلیم، مزكیا اقتراحا یرمي إلى إحداث لجنة یقظة في ما یخص النزاعات، تجتمع كل ثلاث أشهر.