في ظل موجة الرياح التي تجتاح مدينة الجديدة، بين الفينة والأخرى، ضاقت ساكنة أحياء السلام، والنجد وحي المطار ودوار الدراع ذرعا، من الروائح الكريهة المنبعثة من مطرح النفايات المتواجد بضواحي المدينة بتراب جماعة مولاي عبد الله، والتي باتت تهدد صحة المواطن الجديدي.
وتطالب ساكنة هذه الأحياء، بضرورة الإسراع بتحويله إلى وجهة أخرى بعيدا عن عاصمة دكالة لأن المطرح تصدر منه ليلا روائح تجعل ساكنة حي السلام والنجد وحي المطار .. في معاناة طيلة الليل كما يتعرض الصغار إلى الإختناق جراء هذه الروائج النتنة.
وفي سياق متصل وارتباطا بموضوع النفايات عبرت ساكنة المنطقة عن تدمرها وإستيائها من كون أطنان من الأزبال باتت تؤثت أبرز شوارعها خلال الأيام الماضية، حيث تتناتر على حافة الطرق وأمام المنازل، وباتت أيضا تحاصر المدارس التعليمية كمدرسة عبدالله بن الشرقي، وحتى الأقسام التحضيرية بالإضافة الى الطرق الرئيسية بالمدينة التي لم تسلم من هذه الأزبال ،في منظر يدمي القلب و يشوه صورة المدينة .
وهكذا تحولت شوارع وأزقة أحياء السلام والنجد والمطار إلى مطارح للنفايات بسبب اهمال ولامبالات المجلس البلدي وتدبير النفايات بالمدينة تدبيرا يراعي شروط السلامة الصحية للمواطن الجديدي.
هذا ويزيد انتشار الأزبال في الشارع العام في تشويه المجال البيئي نتيجة لجوء بعض العناصر إلى رمي النفايات بشكل عشوائي إما في أكياس بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض، حيث تصبح مرتعا للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى الأكوام لتقتات منها، كما أن العديد من المطارح العشوائية الموجودة بالشوارع الرئيسة أضحت طعام للحمير والبغال، التي تجوب هذه الأحياء في واضحة النهار و أمام أعين المسؤولين ، ناهيك عما يقوم به منقبي الازبال (الميخالة ) حيث تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الأماكن للبحث وسط أكوام الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام التي غالبا ما يستغلونها في تغذية المواشي، وهي كلها سلوكات سلبية تساهم في تشتيت وانتشار هذه الأزبال على مجال أوسع، وتتطلب من عمال النظافة وقتا أطول لجمعها، كما أن هذا الوضع يتسبب في خلق أرضية لانتشار الحشرات والذباب باختلاف أنواعها، والتي تهاجم بيوت المواطنين، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتقلق راحة الساكنة،الأمر الذي يفرض على السلطات التحرك من أجل الحد من ظاهرة (الهباشة )،التي تزيد من معاناة عمال النظافة .
وأمام هذا الوضع المخجل والمقلق ،تناشد ساكنة الجديدة الجهة الموكول لها تدبير قطاع النظافة ،بالعمل على إفراغ الحاويات المنتشرة في المدينة صباحا ،وألا تترك الأزبال تتكدس ،حيث أن هذا المشهد المقزز يؤتر سلبا على السياحة في المدينة ويضر بالبيئة ،كما يشكل تهديدا لصحة المواطن وخاصة الأطفال الذين يلجأون إلى اللعب بالقرب من هذه الحاويات غير مكثرتين بالأخطار المحدقة بهم .
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة