مازالت قضية التلميذة (م ز) التي تتابع دراستها بإحدى الثانويات الأجنبية بالجديدة، حبلى بالتطورات المثيرة ، خاصة بعد تدارك ادارة المؤسسة وسحبها للمقررات التي ضمت خريطة المغرب مبتورة وهو ما دفع ادارة المؤسسة بالاعتذار عن هذا الخطأ الذي يمس بالقضية الوطنية الغالية عند كافة المغاربة.
الا ان التلميذة ( م ز) و انطلاقا من تشبعها بالروح الوطنية و غيرتها على التوابت بعد كشفها لفضيحة الكتاب المدرسي في مادة التاريخ والجغرافيا السياسية التي تسيء لمقدسات المملكة، جعلها بعد الكشف عن هذه الفضيحة عرضة للاضطهاد والقمع والعنف اللفظي من طرف الاستاذة المسؤولة عن هذه المادة حيث يبدو أن ادارة المؤسسة حملت مسؤولية هذه القضية التي شغلت الرأي العام المحلي والوطني ومعه الأجهزة الأمنية إلى استاذه المادة المذكورة ما انعكس سلبيا على التلميذة داخل الفصل الدراسي في ذات المادة..
فمنذ أن تقدمت الفتاة بشكايتها في الموضوع، وكذا تدخل والدها الذي رفض أن تدرس ابنته في كتاب مدرسي يخون القضية الوطنية، ويرفض الاعتراف بالوحدة الترابية، والتلميذة تتعرض لأبشع معاملة في الفصل الدراسي ما حدا بجمعية الآباء التدخل في هذا الموضوع من أجل مسائلة الأستاذة عن طريق إدارة المؤسسة حول ما تعرضت له التلميذة طوال الأيام الماضية خلال الفصل الدراسي .
من جهة أخرى وارتباطا بنفس الموضوع توصل اباء التلاميذ في ذات القسم الذي تدرس فيه التلميذة ( م ز) وبشكل مفاجىء برسالة عبر البريد الإلكتروني من أستاذة التاريخ والجغرافيا السياسية، اطلعت الجديدة 24 علي فحواها ، تسرد من خلالها الأستاذة كرونولوجيا الواقعة، الذي شغل الرأي العام الوطني، بخصوص المقررات المدرسية ، محملة في ذات الرسالة المسؤولية لادارة الثانوية، التي حاولت ان تلبسها هذا الملف .
ولم تقف الأستاذة في رسالتها عند هذا الحد بل ذهبت الى اتهام التلميذة بطريقة مثيرة للجدل بأنها " ومنذ بداية العام كانت كثيرة الغيابات والتأخر والثرثرة داخل الفصل الدراسي وعدم تأدية الدروس" وغيرها من الاتهامات المثيرة ...
هذا ومن خلال هذه الرسالة المثيرة لكثير من التساؤلات يبدو أن الأستاذة التي غادرت التراب الوطني إلى بلدها في فرنسا كانت محاولة منها للتنصل من مسؤوليتها في تعريض هذه التلميذة للتعسف المعنوي واللفظي و الضغط النفسي ، ما جعل التلميذة تفكر مليا في مغادرة هذه المؤسسة بشكل نهائي .
هذا و تطرقت ذات الأستاذة في رسالتها الإلكترونية الى واقع التدريس داخل ذات المؤسسة وما خلفه لها من ضغوط نفسية كبيرة نتيجة الضغط في برنامج العمل اليومي وكذا الاحتفاظ داخل الاقسام حيت أكدت ان الجدول الزمني يضعها في حالة من التعب الشديد عندما تكون في فصل من 25 طالبًا + فصلًا لـ 34 طالبًا ناهيك عن عبء العمل.
وامام هذا الوضع التي عاشت التلميذة بسبب مواقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية وهي حفيدة جدها المرحوم الجنرال دو ديفيزيون المتقاعد ابن الجديدة مصطفى زرياب وجدها من أمها الكولونيل عبد الحفيظ أوشن، ولا غرابة ان تكون مواقفها راسخة ومتجذرة ، حيث تستعد هذه التلميذة قريبا الى خروج اعلامي مرئي لتوضيح جميع ملابسات هذه القضية التي اثرث على نفسيتها بشكل سلبي فقط لأنها دافعت عن مقدسات المملكة.
هذا وفي تطورات مثيرة في القضية علمت الجريدة من مصادر مطلعة أن عائلة التلميذة وضعت شكاية لدى القضاء المغربي ضد الأستاذة الأجنبية التي عرضتها للاهانة داخل الفصل الدراسي ما قد يحمل الكثير من المستجدات خلال مستقبل الأيام..
ان هذه الواقعة اماطت اللتام عن واقع التدريس ونوعيته داخل مؤسسات التعليم الاجنبي ببلادنا وهو الامر الذي يقتضي تدخل الجهات الوصية ، لان ميدان التعليم هو الميدان الأكثر حساسية وخطورة على مستقبل البلاد وعلى هوية أبنائها، إلا أنه يبدو أن الوزارة الوصية على التعليم لا تهتم بالمغاربة الذين اختار أولياءُ أمورهم أن يسجلوهم في مؤسسات التعليم الأجنبي، المناقض لسياسة الدولة في القطاع ويقدح في احترام الأسس التي تَبني عليها ميثاقها التعليمي والقيم التأسيسية لنظامها التربوي.
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة