سلامة الأحبة من أفضل النعم
سلامة الأحبة من أفضل النعم


الإنسان كائن اجتماعي وتربطه فطريا٠ خيوط الحب والمودة مع والديه وإخوته أو أبنائه وزوجته،وحتى المقربين من العائلة  والأصدقاء. 
ومن أصعب المواقف وأشد الصدمات وقعا على البشر أن يصاب أحد الأحبة  بمكروه خلال حادث أو بسبب مرض. 
مثل هذه الأخبار المفاجئة  تكون كالصاعقة التي تحدث ضررا كبيرا في رمشة عين. 
ولو كان بالإمكان مراقبة جميع الهواتف في العالم في آن واحد فسنلاحظ أن كل ثانية يحمل الهاتف أخبارا مفجعة لأشخاص تتعلق بذويهم.
 
ولذلك فإن من بين أعظم النعم التي يمن الله علينا بها كل يوم أن تعود من العمل أو من غيابك لأي سبب  وتجد أبويك أو أطفالك أو أحبتك بخير. 
فالموت مصيبة كبرى عجز العلم عن حلها واجتهد الفلاسفة في تفسيرها وسرها عند الله. ومما اشتهر عن  الفاروق عمر ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين قوله : (كفى بالموت واعظا). 
إن البشر مخلوقات ضعيفة، أعمارها قصيرة، لا تمثل شيئا في موازين الكون التي تقاس بالسنوات الضوئية. 
فحتى أحلامنا لا تسعها أعمارنا.فمن منا يضمن أن يبقى على قيد الحياة في الدقائق المقبلة؟ 
مع ذلك يجعلنا النسيان أو التناسي  نأكل ونشرب ونمرح ونحلم، لكن نادرا  ما نستحضر أن كل ساعة نقضيها مع الأحباب  قد تكون الأخيرة.
 إن ألم الفراق الأخير  لا يقاس سواء كنت النعش أو الذي يحمله. فموتك يسبب ألما لهم وموتهم يسبب جرحا لك ، وبين هذا وذاك لا خيار سوى الاستفادة من لحظات الحياة المشتركة حيث الجميع ينعم ببعض الأمن والسلامة.
 هذه اللحظات التي لا تقدر بثمن هناك من يقضيها في الخصام والمشاحنة وهي من أبرز سمات التفاهة والصفات المذمومة التي تميز الإنسان، ذلك الكائن الغريب الذي يجمع خصالا متناقضة وما حياته سوى لحظات عابرة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة