ثانوية شعيب الدكالي بالجديدة تنظم أنشطة للدعم استعدادا للامتحانات الإشهادية
انطلاقا من الإيمان بالمدرسة العمومية، وبأحقية تلامذتها في التساوي مع غيرهم في فرص النجاح والتفوق، انطلقت في الثانوية التأهيلية أبو شعيب الدكالي أنشطة الدعم الموجهة لتلميذات الثانوية وتلاميذها المقبلين على الامتحانات الإشهادية، وفق برنامج طموح، شعاره: تلامذة أبو شعيب الدكالي: إعداد جيد لنتائج جيدة.
وقد تمت برمجة الأنشطة على فترتين، خصصت الفترة الأولى للدعم النفسي والمهاري، فيما ستخصص الفترة الثانية للدعم المعرفي، من خلال قراءة وإقراء الأطر المرجعية، واستكمال المعارف، وتأهيل المتعثرين، وتدريب التلميذات والتلاميذ على نماذج الامتحانات الجهوية أو الوطنية.
وخلال الفترة الأولى تم دعوة ثلة من الخبراء والفاعلين في مجالات متعددة (التنمية البشرية، المهارات الحياتية ، البرمجة اللغوية العصبية، التفوق الدراسي، فن التفاوض، التوجيه الفعال، . . .) منهم الأستاذ المامون احساين والدكتورة فتيحة حنافــي والأستاذة حسناء سروية والأستاذ عبدالإله رشقي والأستاذ يوسف رمزان والأستاذ عبدالرحيم شعنون. بالإضافة إلى بعض الطاقات المحلية كالأستاذة فاطمة الزهراء بوزغــي والأستاذ منير المقدم.
وقد تناوب على تلبية نداء المدرسة العمومية، وبروح تطوعية، جميع هؤلاء، واجتهدوا في تقديم مادة ثرية وخصبة، تستهدف تقديم مقاربات متعددة يتكامل بعضها مع بعض، ويثري بعضها الآخر، بغاية توفير الأدوات والعدد المنهجية التي تسمح للتلاميذ باجتياز مرحلة الإعداد للامتحانات، وكذا اجتياز الامتحانات نفسها، بعيدا عن أجواء الضغط التي تعرفها المرحلة.
وقد تعددت هذه المقاربات بين تلك التي تركز على تدبير القلق، والتغلب على الضغط النفسي لأجواء الامتحانات (ذة. حسناء سروية ودة. حنــافــي وذ. شعنون) وبين تمليكهم بعض المهارات والأدوات المنهجية التي ستسمح لهم بتدبير علاقتهم بالمعارف التي تفترضها الامتحانات وتنظيمها والتحكم فيها (ذ. رشقي، ذ. منير المقدم، ذة. بوزغي و ذ. رمزان). وبين تلك التي تنهض على الاشتغال على المهارات الحياتية بصيغة عامة، تسعى إلى تزويد التلاميذ بالقدرات والمؤهلات التي ستوظف في علاقتهم بالامتحان، وبغير الامتحان( الأستاذ المامون). مع ضرورة التنبيه إلى أن هذا التصنيف، إذا رمنا التدقيق، يجانب الصواب، لأن الورشات كانت أغنى بكثير من هذا التصنيف المختزل.
وقد حظيت هذه الورشات بمتابعة كببرة من تلميذات وتلامذة الثانوية، على الرغم من تحدي الإشكالات التقنية التي تطرحها برمجة الأنشطة في علاقة بجداول الحصص المخصصة للتلاميذ.
تميزت هذه الورشات من جهة أخرى بالسخاء الكبير والكرم الذي تميز به المشاركون في تأطير هذه الورشات، ففي معظم الحالات كانت تمتد خارج الزمن المدرسي، وتتجاوز، لطبيعتها التفاعلية، الإطار الزمني المحدد لها، كما أنها زاوجت بين البعدين النظري والتطبيقي، فاستفاد التلاميذ من حصص استرخاء جماعية، وتدريبات للتغلب على قلق الامتحان، مع كل من الدكتورة حنافــي والأستاذة سروية. بينما ركز الأستاذان رمزان وشعنون على تدريب التلاميذ على التغلب على المشاعر السلبية، وتعويضها بالمشاعر الإيجابية التي تقوم على التصالح مع الذات، وتوفير البيئة الإيجابية والصحية التي ستضمن النجاح في المدرسة والحياة. أما مداخلة الأستاذة بوزغي فركزت على أهمية تحديد الأهداف ووضوحها لتحقيق الغايات المنشودة. فيما ركزت ورشتا الأستاذ المقدم والأستاذ المامون على المهارات الحياتية التي تصنع التفوق، وتمنح الإنسان عموما، والتلميذ خصوصا حظوظا أوفر للنجاح، وتحقيق الغايات.
على المستوى التنظيمي، وعلى الرغم من محدودية الإمكانيات، وضعف الموارد البشرية والتهميش الذي تعاني منه المدرسة العمومية عموما، وضمنها الثانوية التأهيلية أبو شعيب الدكالي، إلا أن اللجنة التنظيمية المشتركة، أساتذة وإداريين، لم تأل جهدا، لتوفير كل عناصر النجاح لهذا النشاط، عبر تضحيات جسيمة، أقلها العمل خارج أوقات العمل الرسمية، انتهت إلى تحقيق مستوى تنظيمي راق، سواء على مستوى توفير الفضاء، وتجهيز العدة اللازمة للاشتغال، أو على مستوى البرمجة، وتنظيم الورشات وربط الاتصال بالمتدخلين واستقبالهم أو على مستوى الإعلام والتواصل مع الفئة المستهدفة، عبر الصفحة الرسمية للثانوية، أو عبر مجموعات الواتساب، أو من خلال الملصقات التي كانت تعلق يوميا على سبورة الإعلانات في الثانوية،.
يبقى الأمل معقودا أن تكون نتائج تلميذات وتلاميذ الثانوية ستعكس العناية الخاصة التي حظوا بها، وتشكل لبنة إضافية من لبنات تفوق وتميز هذه الثانوية العريقة.
الجديدة ــ ذ. عبدالله والعيد
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة