كان بمدينة الجديدة أربع قاعات سينمائية بُنيت وأُغلقت أو هُدِّمت حسب الترتيب التاريخي التالي:
1 – “سينما باريس” وسط شارع الحنصالي لمالكتها الفرنسية “مدام ديفور” بُنيت سنة 1920 وكنا نسميها “سينما ديفور”. هذه السيدة هي أول من فتحت عيني على النقد السينمائي في سبعينيات القرن الماضي حين كانت تطلب إلي كتابة ملخص قصير عن بعض الأفلام التي أشاهدها مقابل فرجة مجانية بين الفينة والأخرى، كما كانت تمدني بالمجلات السينمائية المتخصصة وعلى رأسها مجلة Première الفرنسية الشهيرة. أغلقت سينما باريس سنة 2003.
2 – سينما “الريف”. كانت توجد بشارع الحنصالي أيضا غير بعيد عن سينما باريس، سُميت حين بنائها سنة 1936 باسم سينما “ميتروبول”. ثم تحولت إلى “سينما التاج، وقد حملت بالفعل مجسم تاج في مدخلها فوق الإطار الخشبي الذي كان يُعلق به ملصقا الفيلمين المعروضين، كما يبدو ذلك واضحا في الصورة المرفقة. ثم أصبحت فيما بعد “سينما الريف” التي حلت محلها الآن (قيصارية الريف) حيث هُدمت في بداية تسعينيات القرن الماضي، مثلما حلت (قيصارية باريس) محل “سينما باريس”.
3 – سينما “مرحبا” بُنيت سنة 1952 بشارع الجامعة العربية الذي تحول الآن إلى شارع محمد السادس، وأُغلقت سنة 1999. وعلى غرار) قيصاريتَيْالريف وباريس، حل محل سينما مرحبا مركز تجاري يحمل اسم (مركز مرحبا).
المرحوم السيد محمد القومي/ مالك “سينما مرحبا” بنى في مستهل تسعينيات القرن الماضي، قاعة سينمائية تحمل نفس الاسم بآزمور، ذات هندسة جميلة غير بعيد عن ضريح مولاي بوشعيب. اشتغلت لزمن ليس بالهين لكنه اضطر لإغلاقها لأسباب عدة في نفس الآونة التي أغلق فيها نظيرتها بالجديدة، أي في متم التسعينيات. ولا تزال بناية “مرحبا آزمور” إلى الآن قائمة بشاشتها، كراسيها كما آلة تشغيل أفلامها 16 و35 ملم.
4 -سينما “الملكي” لصاحبها المرحوم ابّا موسى بنيعگوب المعروف ب (بوحلُّوفة) وسميت أيضا باسمه. بنيت في مستهل سبعينيات القرن الماضي وأغلقت في تسعينياته. توجد، أو بالأحرى ما تبقى من بنايتها المنخورة من الداخل، في حي شعبي بزنقة الساقية الحمراء – زنقة ليل Lille سابقا – في درب غلف أمام مخبزة الملكي ولصق حمام بوحلوفة الذي تعود ملكيته لنفس الشخص. والطريف أن بعض العمال الذين كانوا يشتغلون في الحمام عملوا أيضا في السينما، فكم مرة وأثناء عرض الفيلم، كان أحدهم يدخل لينادي زميلا له بصوت مرتفع كي يلتحق بالحمام لحك ظهر زبون أو تدليكه أو ما شابه!
لمزيد من المعلومات، مشاهدة عدد من الشخصيات ذات صلة بهذه القاعات السينمائية، واسترجاع كثير من الذكريات متعلقة بها، يُرجى فتح الرابط التالي:
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة