قضت غـرفـة الـجـنـايـات الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بمؤاخذة عـامـل بـنـاء، وحكمت عـلـيـه بـ20 سنة سجنا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق بجناية الضرب والـجـرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، وجنحة المشاركة في الخيانة الزوجية، فيما أدينت خليلته المتزوجة بـ15 سنـة سـجـنـا، مـن أجـل المشاركة فـي جـنـايـة الـضـرب والجرح المفضيين إلى الموت دون نـيـة إحـداثـه وجـنـحـة الخيانة الزوجية.
وتـعـود وقـائـع الـجـريـمـة، الـتـي راح ضحـتـيـهـا مـتـزوج و أب لطفلين، إلـى فـاتـح مـاي المـاضـي، عـنـدمـا تلقت عـنـاصـر الـدرك الملكي بـأزمـور مكالمة هاتفية مـن قـاعـة المـواصـلات لشرطة الـجـديـدة مفادها أن شـخـصـا وصـل إلـى مستشفى محمد الخامس في حالة حرجة جراء تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض، وأنه بعد خـضـوعـه لـلـعـلاج، فـارق الحياة متأثرا بجروحه.
وأشعرت النيابة العامة باستئنافية الـجـديـدة بـوفـاة الـضـحـيـة، فـأمـرت الضابطة القضائية بتعميق البحث وإيقاف الـجـانـي أو الـجـنـاة المتورطين فـي جـريـمـة الـقـتـل. واسـتـهـل الـبـحـث بالاستماع إلى والدة الهالك، فصرحت أنـه يـوم الـواقـعـة فـي حـدود الساعة الثالثة زوالا، بينما كانت على جنبات الطريق الرئيسية التي تؤدي إلى منطقة مصور راسو، لبيع النعناع ولبن الأبقار والبيض، مر أمامها شابان على متن دراجة نارية قادمين من اتجاه أزمـور، فـتـرجـل أحـدهـمـا مـن الـدراجـة وتـوجـه نـحـوهـا، بـالمناداة على ابنها الـهـالـك فردت عليه أنها لا تعرف مكان وجوده، فأمرت حفيدها الذي كان معها ، بمرافقة الـشـخـص إلـى المـنـزل وإخـبـار والـده بالأمر.
وبـعـد دقـائـق قـلـيـلـة، أكـدت أم الضحية، أن الشخصين مرا من أمامها عـلـى متن دراجـتـهـمـا الـنـاريـة وسلكا طـريـق أزمـور قـبـل أن تتفاجأ بـزوجـة ابنها الثاني تشير إليها وتصرخ بأن شخصين أتيا إلى المنزل واعتديا على ابنها الضحية وانصرفا، ولما هرولت إلـى المـنـزل وجـدت ابـنـهـا مـضـرجـا في الـدمـاء ويـئـن مـن شـدة الألـم، لـتـسـارع بنقله إلى المستشفى، وبعد أذان المغرب أخبرها الطاقم الطبي أنه فارق الحياة.
ومواكبة للبحث، تـم التركيز على المكالمات التي تلقاها الضحية، المتزامنة مـع وقـت ارتـكـاب الـجـريـمـة، وتـحـديـد هوية المتصلين، فتم التوصل إلى هوية امرأة لها يد خفية وراء الجريمة، وأثناء مواجهتها بعلاقتها بالقتيل، انهارت واعترفت بالحقيقة أنها على علاقة غير شرعية بأحد الجناة رغم أنها متزوجة، وأن سبب تخطيطها قتل الضحية بتنسيق مع خليلها، يعود إلى أن الهالك ابن عمة زوجها وكان يلاحق خطواتها ويتغزل بها بدورها وأنها لم تكن تقبل ذلك.
وأضافت المتهمة أن عبارات التحرش وصـلـت إلـى مـسـامـع خلـيـلـهـا بعدما أخبرته بتفاصيل ما تعانيه، فأكد لها أنه سيضع حدا لتحرشاته بعدما زودته بمعلومات عن مكان وجوده، وهو ما تم بالفعل.
وخلال الاستماع إلى الـجـانـي أكد تصريحات خليلته موضحا أنه كأن لا ينوي قتل الضحية الـذي حـاول بـدايـة الاعتداء عليه بسكين، فالتقط قطعة من زجاج قنينة، وطعنه في فخده.
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة