في إطار أنشطته الدينية والعلمية والثقافية المتنقلة بالعالم القروي إحياء للمناسبات الدينية والوطنية، وبمناسبتي شهر رمضان المبارك وذكرى وفاة جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، نظم المجلس العلمي المحلي للجديدة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية أمسية دينية متميزة، بمسجد أولاد الغازي التابع ترابيا لجماعة اولاد افرج، أطرها السادة الأئمة المرشدون بمركز أولاد افرج والجماعات المجاورة له، وحضرها السيد حسان قندوسي عضو المجلس العلمي بالجديدة والعالم المشرف على أعمال الأئمة المرشدين والمرشدات، كما حضرها السيد حمزة جميل منسق عمل السادة الأئمة المرشدين، إضافة إلى العشرات من ساكنة المنطقة.
وافتتح النشاط - الذي قام بتسييره الإمام المرشد محمد أمين اللطيفي- بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحاضرين، القارئ أحمد معشوق إمام مرشد بالمنطقة، قبل أن تعطى الكلمة للأستاذ حسان قندوسي، الذي قدم مداخلة مكونة من شقين؛ خصص الشق الأول لذكرى وفاة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، التي يخلدها المغاربة في العاشر من رمضان من كل سنة، فيما خصص الشق الثاني منها لبيان خصائص الصيام.
واستهل الأستاذ حسان قندوسي مداخلته بقولة الملك محمد الخامس المشهورة: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، حيث توقف عندها بالشرح وبيان دلالاتها، قائلا "اعتبر جلالته الحرية وإبعاد المستعمر، هو مقدمة لما سوف يأتي، وهو بناء هذا الوطن، وقد تحقق أمله على يده وعلى يد وارث سره الملك الحسن الثاني رحمهما الله".
وأردف الأستاذ قندوسي، أن المغفور له محمد الخامس أعطى أهمية بالدرجة الأولى للتعليم، لما له من دور كبير في الرقي بالبلد وتقدمه، كما كان يقدر العلماء والفقهاء وحملة كتاب الله، قاصدا بعمله ترسيخ قيم المحبة والتضامن عمليا وليس نظريا، حيث أفنى حياته لخدمة الوطن.
وأضاف المتدخل أن وارث سره الملك الحسن الثاني رحمه الله تقلد المهام من بعده، فواصل المشوار في التنمية، واسترجاع ما كان بيد المستعمر من أراض، إضافة إلى انتهاجه سياسة بناء السدود، وهي السياسة التي أنعشت الاقتصاد الوطني، ليخلفه وارث سره الملك محمد السادس نصره الله، الذي يواصل العمل في كل مجالات الحياة التي تشهد على الازدهار.
وفي الشق الثاني من المداخلة، والتي خصصها لبيان خصائص الصيام، قال الأستاذ قندوسي، إن الصيام خصه الله بخمس خصال، أولها أن خلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وهو تلك الريح المستكرهة الناتجة عن عبادة ربانية، أما الخصلة الثانية، فتتمثل في كون الملائكة تستغفر لكل صائم حتى يفطر، ثم يقوم فيصلي؛ فعمله مسترسل، كما يتميز الصيام بأن الله تعالى يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي، أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي.
ومما يتميز به الصيام يضيف المتدخل، أن الله سبحانه وتعالى يكبل الشياطين ويصفدهم، ولذلك نجد المساجد مكتظة في رمضان، وهي فرصة أعطاها الله للمؤمن ليتخذها محطة تقويمية، أما الخصلة الخامسة للصيام، فهي أن الله يغفر للصائمين في ليلة مباركة، حيث يوفى العامل عندما ينتهي من عمله، وذلك بشرطين؛ بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، منبها على ضرورة صوم الجوارح عن المحرمات كالغيبة وغير ذلك من القيم الذميمة.
وفي ختام الأمسية قدم السادة المرشدون قراءة جماعية لما تيسر من سورة ياسين، مع رفع أكف الضراعة بالدعاء بالرحمة لفقيدي العروبة والإسلام الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، مع صالح الدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ولكل من أسهم في تنظيم هذا النشاط.
.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة