ضعف ''الشبكة العنكبوتية'' يعيق عمل مصالح الجماعة والسلطة الترابيتين بمركز لبخاتي بإقليم آسفي
ضعف ''الشبكة العنكبوتية'' يعيق عمل مصالح الجماعة والسلطة الترابيتين بمركز لبخاتي بإقليم آسفي


ثمة ضعف ملحوظ في صبيب "الأنترنيت"، يؤثر سلبا على تدبير الشأن المحلي، وعلى عمل مصالح الجماعة والسلطة الترابيتين، ناهيك عن صعوبة إجراء الاتصالات الهاتفية، بجماعة لبخاتي، الخاضعة لدائرة عبدة، بإقليم آسفي، والبالغ تعداد سكانها 14323 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى (RGPH)  برسم سنة 2014، موزعين في مساحة جغرافية شاسعة، تمتد لحوالي 30000 كيلومتر مربع، على 36 دوار وتجمع سكني، و15 دائرة انتخابية. 

* جهاز "ريزو".. استغلال مثير للجدل 

بالنظر إلى الخدمات التي توفرها "الشبكة العنكبوتية"، المؤدى عنها بالمناسبة من "المال العام"، لا بد من استحضار وجود جهازي الدفع relais)/pylônes réseau)،  التابعين لشركتين للاتصالات، والمثبتين بمركز الجماعة،  أحدهما على أرض  الخواص، بسومة كراء حددت في 2000 درهم شهريا، مع العلم أن قيمتها قابلة للزيادة مع توالي السنوات، والآخر على عقار جماعي، وبسومة لا تتعدى (0 درهم)؛ حيث إن شركة الاتصالات المستفيدة، ظلت على هذا الوضع، منذ حوالي 30 سنة؛ ما كان بالإمكان أن يضخ في ميزانية الجماعة، حسب عملية رياضية بسيطة (2000 درهم x  360 شهر)،  720000 درهم (سبعمائة وعشرين ألف درهم)، دون احتساب للزيادة التي من المفترض عمليا  أن تطرأ  كل سنتين أو ثلاثة سنوات.  
فرغم اللجوء إلى القضاء، كما استقت الجريدة الخبر من مصدر مطلع، فإن الجماعة لا يمكنها البتة استرجاع هذا المبلغ المالي الضخم في "كليته" (intégralité)؛ وحتى إن تأتى لها ذلك، فلن يكون متاحا إلا في حدود ال4 سنوات الأخيرة، أي 96000 درهم، بعد أن أصبح باقي المبلغ المستحق عن  26 سنة السابقة، والمقدر ب312000 درهم، مشمولا، من الوجهة القانونية، ب"التقادم" (la prescription). ما يكون فوت للأسف على الجماعة مداخيل مهمة، هي أحوج  إليها، كانت ستضخها حتما في الميزانية الجماعية، وترصدها، في إطار تدبير الشأن المحلي، لإنجاز  مشاريع تنموية بتراب الجماعة، التي لم يتعد نصيبها "الفتات" من "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"!
إلى ذلك، فإن جهاز الدفع، المخصص للاستقبال–الإرسال، بمركز لبخاتي، حسب مواصفاته، من "الجيل التكنولوجي القديم"، وقد كانت تجهيزاته تعرضت للعبث، بعد أن استهدف لصوص بطاريتيه بالسرقة الموصوفة تحت جنح الظلام.. وهي النازلة الإجرامية التي لم يتم بعد فك لغزها. 

* ضعف الصبيب وتعطيل مصالح الإدارة     

 حسب مسؤول جماعي سابق، فإن جهاز "الريزو" غالبا ما يحد ضعف الصبيب (débit)، وعوامل الطقس، من موجة درجة الحرارة، وهبوب الرياح، والتساقطات المطرية، وانقطاع التيار الكهربائي، كما حصل الاثنين 15 شتنبر 2024، (غالبا ما يحد)، لساعات وأيام، من نجاعة تشغيله وعمله وتغطيته. إذ أنه  لا يكاد  أن يغطي من ثمة حتى تراب مركز الجماعة. ما يكون من تبعاته تعطيل مصالح الجماعة والسلطة الترابيتين، ومصالح المرتفقين.
فبالنسبة للمصالح الجماعية، فقد يكون من تبعات  التعطيل بسبب ضعف الصبيب، استعصاء ولوج المستشارين الجماعيين إلى البوابات الإلكترونية، الخاصة بتدبير الشأن الجماعي، لاستخراج محاضر الدورات الجماعية، والقرارات والمقررات والوثائق والمستندات المرجعية، ومباشرة الإجراءات والمساطر النصوص عليها، كالإعلانات عن الصفقات العمومية، وإشهارها داخل الأجل القانوني، والتي قد تصبح لاغية، في حالة عدم توفر هذا الشرط  الجوهري (الأجل القانوني)، وكذا، الإعلان عن مباريات التوظيف والولوج إلى المناصب الجماعية،  التي يتعين أن يطلع عليها  كل من يهمه الأمر، لمباشرة واستيفاء الإجراءات، المشروط إنجازها بأجل قانوي.
أما بالنسبة للسلطة الترابية المحلية، فإن التعطيل جراء ضعف الصبيب، قد يكتسي حدة، كعند إجراء الانتخابات الجماعية أو البرلمانية  أو الجزئية، التي تتعبأ لها وزارة الداخلية، بمصالها المركزية واللاممركزة، بمواردها البشرية ومعداتها اللوجستية،  أو أثناء عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى، أو عند ممارسة المهام  الاستعلاماتية (مصلحة الشؤون الداخلية/SAI)، سيما في الظرفيات الحساسة، ذات الطابع الاستعجالي، كتخليد عيد الشغل، الذي يصادف فاتح ماي من السنة الميلادية، أو تنظيم الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية.. وكذا، خلال تدبير الملفات الاجتماعية (ملف الدعم الاجتماعي – نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض "AMO"..)، وكذا، عند قيام المرتفقين بإجراءات مسطرية متممة للعملية، لدى وكالة تجارية خاصة بمركز لبخاتي.  
إلى ذلك، فقد تواجه بالمناسبة مصالح الفرقة الترابية للدرك الملكي، التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي لآسفي، المبرمج، منذ 10 سنوات،  إحداث مقر لها  بمركز لبخاتي، على إثر التعطيل بسبب النقص في صبيب "الشبكة العنكبوتية"، صعوبة في تدبير الشأن الأمني والإداري، وفي التنسيق مع جهوية وسرية آسفي.
بطء "الديبي".. الأثر السلبي بالجماعة
لم يعد استخدام شبكة "الأنترنيت" والاستعانة بخدماتها، حكرا على المصالح الجماعية والترابية؛ إذ بات يهم عموم المواطنين. فعلى سبيل المثال، المتمدرسون الذين يتابعون تعليمهم بالثانوية–الإعدادية "ابن زيدون"، بمركز لبخاتي، والبالغ عددهم، حسب مصلحة الخريطة المدرسية لدى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لآسفي،  برسم الموسم الدراسي الجاري (2024 – 2025)، 900  تلميذة وتلميذا، دون احتساب تلامذة الوحدات المدرسية، المشكلة من المدرسة المركزية "لبخاتي"، ومن 4 مجموعات مدرسية، و15 فرعية تابعة لها، يستعينون في الدراسة والتحصيل، بخدمات "الشبكة العنكبوتية"، بغية إنجاز  الواجبات المدرسية.. شأنهم في ذلك شأن طلبة التعليم العالي ومعاهد ومدارس التكوين، من أبناء المنطقة، والذين يلجؤون، لإنجاز البحوث، إلى "الأنترنيت".
وقد يعيق تعطيل "الشبكة العنكبوتية"، لضعف الصبيب، أكان ذلك بشكل متقطع أو متواصل،  استخراج المستندات الرسمية، وإنجاز الوثائق الإدارية، التي يتطلب الحصول عليها مباشرة الإجراءات اللازمة، كحجز مواعيد مسبقة، من قبيل الموعد على بوابة المديرية العامة للأمن الوطني، لإنجاز بطاقة التعريف الوطنية.
وقد يجد المواطنون، جراء ضعف الصبيب، صعوبات لإنجاز الإجراءات المتعلقة بالملفات الاجتماعية، التي تستعدي الاستعانة بخدمات الشبكة "العنكبوتية"، التي يمكنهم الولوج إليها،  من تقديم طلب الاستفادة، مباشرة على البوابة المخصصة لهذا الغرض، دون الحاجة إلى التنقل أو ملء الاستمارة على البوابة.. وطبعها لإيداعها لدى قيادة لبخاتي، التابع لها مقر سكنهم.
كما قد يتسبب ضعف الصبيب في صعوبة الولوج إلى المنصات الإلكترونية، التي عملت على رقمنة إجراءات الحصول على بعض الوثاق الإدارية، كرخصة التعمير.. هذه المنصات، التي كان الغرض من خلقها التدبير اللامادي لملفات المرتفقين والإدارات (الجماعة الترابية..)، ورصد التقدم المحرز في المشاريع الخاصة بها، كما الحال بالنسبة لمنصة "CASAURBA"، التي توفر بالمناسبة تدبيرا إلكترونيا سلسا للمساطر الإدارية، مع الاستغناء كليا عن الإيداع المادي للوثائق، عبر دمج جهاز للتوقيع الإلكتروني.
وحتى في ما يخص اجتياز المباريات المؤهلة للولوج إلى سوق الشغل، والتي تعلن عنها الإدارات العمومية والخاصة، فقد بات يمر، على خلاف ما كان العمل جاريا به من قبل، عبر ملء الاستمارات والتسجيل الأولي في البوابات الإلكترونية. إجراءات يتعين على المترشحين القيام بها داخل الأجل المحدد، وإلا فسيتم حرمانهم في حالة أي تأخير قد يكون ناجما عن تعطيل أو ضعف في صبيب "الأنترنيت".
إلى ذلك، فإن محدودية  "الديبي"  قد أصبحت تؤثر سلبا  بتراب جماعة لبخاتي، حتى على النشاطات التجارية للمحلات والوكالات الخاصة وغيرها، وعلى الاتصالات التي يجريها المواطنون، باستعمال  بعض التطبيقات على هواتفهم النقالة من الجيل الذكي (سمارت فون)، ك"واتساب"، أو على مشاهدة "الفيديوات" على قنوات "يوتوب"، أو القنوات الرقمية المشفرة والمؤدى عنها، التي يحتاج فتحها والولوج إلى محتوياتها، حسب الحالات، إلى صبيب عال توفره "الكونكسيون"،  ويكون متاحا  إما عبر "Wi-Fi"، أو "LAN". 

* من سلم "الكماليات" إلى سلم "الضروريات" 

لم يعد ممكنا في عصر "الثورة التكنولوجية"، التي جعلت من العالم "قرية صغيرة"، الاستغناء عن "الشبكة العنكبوتية"، وعن الخدمات التي توفرها، شأنها في ذلك شأن الهواتف الذكية. حيث أصبح اللجوء إليهما، بعد أن كانا من "الكماليات" التي كان بالإمكان الاستغناء عنها، "حاجة ملحة"، تندرج في "سلم الضروريات"، حتى بالنسبة لأبسط الأشخاص الذاتيين، وحتى أولئك الذين  لا يعرفون لا الكتابة ولا القراءة. 

* إرساليات مرجعية.. غارقة في "الغبار" 

وفق المصدر ذاته، المسؤول الجماعي السابق، فإن مجلس جماعة لبخاتي كان أدرج، منذ أزيد عن 10 سنوات، في أعمال دوراته العادية والاستثنائية، نقاطا تتعلق بتحسين جودة خدمات شبكة "الأنترنيت". حيث رفع  في موضوعها ملتمسات إلى شركة الاتصالات المعنية؛ وهي الإرساليات  المرجعية التي ظلت "حبرا على ورق"، بعد أن كانت تقابل ب"التسويف"، وب"وعود" لم  تترجم  على أرض الواقع. وهذا ما يمكن "لمن يهمه الأمر"  الوقوف عليه بالواضح والملوس، بالرجوع إلى "الأرشيف الجماعي"، الذي حان الوقت لنفض الغبار عنه. 

* دعوة لحماية مصالح مؤسسات الدولة 

لقد بات يحتم ضعف  صبيب شبكة "الأنترنيت" بمركز جماعة لبخاتي ونفوذها الترابي، وما يترتب عن ذلك من تبعات، وتعطيل لمصالح الإدارة الجماعية والترابية، ومصالح المرتفقين والمواطنين، (بات يحتم) على المسؤولين على تدبير الشأن العام، وعلى رأسهم السلطة الترابية الإقليمية الأولى، ممثلة في عامل صاحب الجلالة على إقليم آسفي، التدخل بشكل استعجالي، لحث الجهات المعنية والمختصة، على استبدال "جهاز الريزو" القديم جدا، الذي تضاعف، في الوقت الراهن، "أضعافا مضعفة" الإقبال على خدماته، على  خلاف بداية تشغيله أول مرة، حيث كان الاستعمال والاستفادة  ينحصران في دائرة محددة، محدودة وضيقة، (استبداله) بجهاز من "الجيل التكنولوجي الجديد"،  يكون من الحجم الكبير، وذي قوة دفع عالية، بغاية الرفع من الصبيب، ومن ثمة، تفادي الأعطاب التقنية؛ جهاز بمعايير ومواصفات تستحضر، من باب التذكير، شساعة تراب جماعة لبخاتي، التي تناهز مساحتها 30000 كيلومتر مربع، والكثافة السكانية،  التي بلغت 14323 نسمة، برسم الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، موزعين على 36 دوار  و15 دائرة انتخابية. إذ يتعين أيضا، لتحقيق الجودة المتوخاة، تقوية الدفع بتراب الجماعة، بإضافة جهازين أو ثلاثة أجهزة "ريزو" أخرى، في نقاط ترابية متباعدة جغرافيا.   
وبالمناسبة، وتفاديا للعبث بجهاز "الريزو"، المثبت بمركز جماعة لبخاتي، الذي يتخبط عند أسفله ومحيطه، كما يظهر في الصورة المركبة رفقته، في الأوساخ والأتربة والحجارة، وحتى لا تكون معداته، كما حصل في الماضي، عرضة للسرقة، يتعين إحاطته بجدار واق أو سياج حديدي متين، وإخضاعه بشكل دوري ومنتظم للمراقبة والصيانة التقنية. 

* "الشبكة العنكبوتية".. التشغيل والاستفادة 

"الأنترنيت" هو "شبكة معلوماتية عالمية"، أو مجموعة الشبكات العالمية المرتبطة في ما بينها ب"الأنترنيت"،  تمكن الحواسيب و"السيرفورات"، التواصل في ما بينها بشكل ناجع، باعتماد بروتوكول الاتصال الموحد (IP).. والذي من خدماته الأساسية: (WEB)، (FTP)، و"المساجري"، ومجموعات المناقشة.".
وتحتاج "شبكة الاتصالات" و"الشبكة العنكبوتية"، لتشغيلهما والاستفادة من خدماتهما، وعلى غرار القنوات  الرقمية، إلى الأقمار الاصطناعية، التي باتت تغزو الفضاء الخارجي للسماء، وإلى أجهزة الدفع أو "الريزو" (pylônes relais)، واللاقطات الهوائية  (antennes paraboliques)، المزودة برأس "LNB"، والتي تؤمن بشكل قعال الاستقبال والإرسال؛ أجهزة  أصبحت بالمناسبة تنتشر، كالطفيليات، فوق أسطح العمارات والبنايات السكنية،  وفوق عقارات الملكين/ العمومي والخاص.  
"الأنترنيت" في زمن "الثورة التكنولوجية"
لقد أصبح العالم في زمن "الثورة التكنولوجية"، التي بات يعيش على إيقاعها، "قرية صغيرة"؛  "ثورة"     جعلته يخطو بخطوات عملاقة، تطوي المسافات في لمح البصر، على الكرة الأرضية، بقاراتها الخمسة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. إذ أن من تجلياتها إمكانية السفر، أكنا متحركين أو ثابتين في أمكنتنا، دون بذل أدنى جهد جسماني أو عضلي، وكأننا في فيلم للخيال العلمي.. سفر بالصوت أو الصورة، أو هما معا، ناهيك عن الرسائل النصية، إلى أبعد نقطة جغرافية على وجه البسيطة،  أو إلى  الفضاء الخارجي للسماء، والذي بات متاحا للجميع، دون ميز أو تمييز، وبأقل تكلفة، فقط باستعمال "الشبكة العنكبوتية"، والتطبيقات التي توفرها الهواتف النقالة المتطورة، والناظمات الإلكترونية، وأجهزة التلفاز الذكية، ووسائط الاتصالات ("واتساب"..).  
هذا، فإن الثورة العلمية والتكنولوجية، التي أخطر ما وصلت إليه  من ابتكارات مدمرة للبشرية وللحياة "الذكاء الاصطناعي" (IA)، والتي صار الإنسان يعيش على إيقاعها ويتفاعل معها، بإيجابياتها ومساوئها، اضطرته لأن يغير بتلقائية، بشكل إرادي أو غير إرادي، من سلوكاته وعاداته؛ إذ أصبح كل من يحن أو يعيش على أطلال الماضي، أو يضبط عقارب ساعته على زمن ولى إلى غير رجعة، محكوما أن يلقى به خارج الركب، الذي يطوي المسافات بسرعة الضوء،  والذي لا ينتظر ولا يلتفت يمينا أو شمالا.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة