الحلم الممكن.. الترامواي بين مدينة الجديدة ومنطقة الجرف الأصفر
الحلم الممكن.. الترامواي بين مدينة الجديدة ومنطقة الجرف الأصفر


في ظل النمو الصناعي المستمر بمنطقة الجرف الأصفر، التي تضم كبرى الشركات مثل المكتب الشريف للفوسفاط وجيسا وصوناصيد و جليك، يتم سنوياً تخصيص موارد مالية ضخمة لتوفير وسائل النقل للمستخدمين بين مدينة الجديدة ومقرات عملهم في الجرف الأصفر. هذه التكاليف تشمل النقل اليومي بالاعتماد على الحافلات، التي تتسبب في استهلاك هائل للوقود والانبعاثات الضارة، مما يزيد من العبء البيئي على المنطقة.

إذا قمنا بحساب التكاليف الاقتصادية لهذا النقل على مدى عشر سنوات، سنكتشف أرقاماً ضخمة يمكن توظيفها بشكل أفضل. عبر إنشاء خط ترامواي يربط بين مدينة الجديدة ومنطقة الجرف الأصفر. وذلك من خلال تفعيل مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، يمكننا تصور تحويل هذه الموارد المالية إلى استثمار في بنية تحتية نقلية مستدامة وفعالة.

إن تفعيل خط ترامواي بين الجديدة والجرف الأصفر لن يخدم فقط العاملين في المنطقة الصناعية، بل سيساهم أيضاً في تحسين جودة الحياة بالمدينة، والحد من التلوث الناتج عن وسائل النقل التقليدية. كما أن تفعيل خط السكة الحديدية بين الجرف الأصفر والجديدة، ودمجه بخط ترامواي إلى مسجد إبراهيم الخليل، سيعزز التنقل الحضري ويحفز النمو العمراني على طول الخط، عبر تشجيع المستثمرين العقاريين في تطوير مناطق سكنية بالقرب من هذا الخط المقترح.

ما ينقصنا اليوم ليس الإمكانيات بقدر ما هو الحاجة إلى الإنصات لأنفسنا ولنبض المجتمع، فكل شيء ممكن إذا توفرت الإرادة الجماعية وتحرك الجميع نحو هدف مشترك. وخلق تعاون حقيقي بين الجهات المختلفة، يمكن أن يحول هذا الحلم إلى حقيقة في المستقبل القريب، خاصة في ظل الجهوية المتقدمة التي هي بحاجة إلى افكار مبتكرة استراتيجية على المدى البعيد.




.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة