انتشال جثة شاب من واد أم الربيع: تلوث بيئي وأزمة أمان في أزمور
انتشال جثة شاب من واد أم الربيع: تلوث بيئي وأزمة أمان في أزمور

شهدت مدينة أزمور، يوم 18 ديسمبر 2024، حادثة مأساوية تمثلت في غرق شاب أثناء محاولته استرجاع صنداليه جرفه تيار واد أم الربيع. ورغم الجهود المكثفة التي بذلتها فرق الوقاية المدنية، واجهت عمليات الانتشال صعوبات كبيرة بسبب الوضع البيئي المتدهور للمياه التي يعاني منها الواد منذ سنوات.  
كان الشاب يحاول، وسط تيارات قوية، استرجاع صندله الذي جرفته المياه، إلا أن المحاولة انتهت بغرقه أمام أعين بعض الحاضرون الذين عجزوا عن إنقاذه. استمرت جهود فرق الإنقاذ لساعات طويلة، لكن تلوث مياه الواد ونقص الرؤية زادا من تعقيد المهمة. وفي اليوم التالي، تمكنت الفرق أخيرًا من انتشال جثته، وسط حزن عميق سيطر على  ساكنة مدينة ازمور
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على أزمة التلوث البيئي التي يعاني منها واد أم الربيع. فقد أصبحت مياه الواد ملوثة بشكل خطير، مما أدى إلى نفوق الأسماك وتراجع التنوع البيئي الذي كان يميز المنطقة. ويعتبر هذا التدهور نتيجة مباشرة لتصريف النفايات الصناعية والمنزلية غير المعالجة في الواد، بالإضافة إلى غياب التدابير البيئية الفعالة.  
يشعر سكان أزمور بقلق متزايد من تأثير هذه الأزمة البيئية على حياتهم اليومية، سواء من حيث الصحة العامة أو الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على الواد، مثل الصيد. كما أن تلوث المياه يزيد من خطورة الحوادث، إذ يصبح الغرق أكثر احتمالًا في بيئة ملوثة وغير آمنة.  
أثارت هذه الحادثة دعوات متزايدة من السكان والنشطاء البيئيين لاتخاذ إجراءات فورية لحماية واد أم الربيع. تشمل هذه المطالب تنفيذ برامج لتحسين جودة المياه من خلال   معرفة الأسباب الناتجة عن هذا الثلوت ، وتعزيز وسائل الأمان مثل تركيب لوحات تحذيرية على ضفاف الواد ووضع حواجز تمنع الاقتراب من المناطق الخطرة، وزيادة الوعي البيئي عبر حملات توعية تستهدف السكان والشباب لإشراكهم في جهود حماية البيئة.  
إن الحفاظ على بيئة صحية وآمنة هو مسؤولية مشتركة بين السلطات المحلية، المجتمع المدني، والجمعيات البيئية. ويتطلب هذا التعاون تنفيذ سياسات مستدامة تعيد الحياة إلى واد أم الربيع، الذي كان يومًا شريانًا حيويًا للمدينة ازمور العتيقة.  
تبقى حادثة غرق الشاب مأساة إنسانية تدق ناقوس الخطر حول ضرورة التحرك العاجل لمعالجة أزمة التلوث البيئي في أزمور. فالحفاظ على سلامة المواطنين وضمان بيئة نظيفة لا يحتمل المزيد من التأجيل أو الإهمال.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة